تم الغاء القمة الأفريقية الإسرائيلية التي كان من المقرر عقدها في الشهر المقبل بطلب من رئيس توغو. وسوف يتم تأجيل القمة، التي كان من المفترض أن تجمع 54 دولة افريقية في عاصمة توغو، لومي، في 23-27 اكتوبر، الى “موعد يتم الاتفاق عليه بين البلدين”، ورد في بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وكتب في موقع القمة مجرد “تم التأجيل”.وأكد رئيس توغو فور ايسوزيما غناسينغبي على “التجهيزات الكبيرة والتخطيط المعقد الضروري لضمان نجاح الحدث الهام”، ورد في البيان. وأضاف أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل اتخاذه القرار.
وغناسينغبي أشاد برئيس الوزراء وشكره على عزمه تعزيز العلاقات بين البلدين، وفقا لوزارة الخارجية، التي يقودها نتنياهو
والغاء المؤتمر ضربة لمبادرات نتنياهو تعزيز العلاقات مع الدول الافريقية ودول أخرى كانت تعتبر معادية لإسرائيل. وفي الأشهر الأخيرة، قام رئيس الوزراء بعدة زيارات الى دول لم يزورها قادة اسرائيليون من قبل، مثل اذربيجان، كازخستان، استراليا، سنغافورة، رواندا، اثيوبيا، كينيا، اوغندا وليبيريا. وفي يوم الأحد، توجه الى زيارة مدتها أسبوع الى الارجنتين، كولومبيا والمكسيك، ما يجعله اول رئيس وزراء اسرائيلي يزور امريكا اللاتينية.
وتحت شعار “اسرائيل تعود الى افريقيا وافريقيا تأتي الى اسرائيل”، أعلن نتنياهو حملة التواصل الدبلوماسي مع افريقيا هي أحد أهدافه الرئيسية في السياسة الخارجية. وعارضا على الدول الافريقية المساعدات التطويرية، التعاون الاقتصادي، والخبرة في مكافحة الارهاب، يهدف نتنياهو استخدام الدعم من القارة لكشر الاغلبية التقليدية المعادية لإسرائيل في المحافل الدولية مثل الامم المتحدة.
وفي الشهر الماضي، قللت إسرائيل من أهمية المبادرات الفلسطينية لعرقلة القمة، وعبر مسؤولون عن الثقة بأن نتنياهو سوف يلتقي مع العديد من القادة الإفريقيين الذين يريدون تحسين العلاقات السياسية والإقتصادية مع إسرائيل هناك.
“هذا لن يمر بدون جهود معاكسة”، قال نتنياهو خلال جلسة الحكومة اللأسبوعية يوم الاحد، متطرقا الى القمة الافريقية الإسرائيلية. “تمارس ضغوط مختلفة على رئيس توغو كي يقوم بإلغاء القمة وهذه الجهود هي خير دليل على نجاح سياستنا التي تقضي بدخول إسرائيل إلى القارة الإفريقية”.
وبالإضافة الى المعارضة الشديدة للقمة من قبل رام الله، يقود المغرب المبادرات الافريقية لإلغاء الحدث.
ويبدو أن جنوب افريقيا أيضا ترغب بعرقلة القمة. واصدر الحزب الحاكم في البلاد، المؤتمر الوطني الأفريقي، “وثيقة نقاش” في شهر يوليو تنادي الى مبادرات لعرقلة اقتراب اسرائيل من الدول الافريقية عامة والمؤتمر في لومي بشكل خاص.وفي شهر يونيو، قرر العاهل المغربي محمد الساد عدم المشاركة في اجتماع للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا شارك فيه نتنياهو، بالرغم من سعي الرباط الى العضوية في المجموعة. العاهل “يعارض دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، قالت وزارة الخارجية المغربية حينها، وأضافت أنه “يرغب ان لا يقوم بأول زيارة له الى القمة في سياق توتر وجدل”.
وبعد قرار تأجيل القمة، قالت وزارة الخارجية ان الضغوطات لن تجعل اسرائيل تتراجع عن عملها لتعزيز العلاقات مع الدول الافريقية.
“اسرائيل سوف تتابع في المبادرات المتنامية في افريقيا كما فعلت في السنوات الأخيرة”، ورد في البيان.