"إسرائيل" تنتقد مبادرة السلام الأوروبية ’الإستعمارية’
لا يوجد لدى الاتحاد الاوروبي ’اي مصداقية على الاطلاق’ للتعامل مع النزاع ما دام لا يمكنه حل مشاكله، قال مسؤول غاضب رفائيل أهرين
21 يونيو 2016,
يبدو أن توجه أوروبا إلى إسرائيل هو كإحياء لماضيها الإستعماري، قال مسؤول اسرائيلي رفيع الثلاثاء. وكان هذا جزء من هجوم حاد بشكل استثنائي ضد الإتحاد الأوروبي وسياساته في الشرق الأوسط، متهما القادة الأوروبيين بإستغلال النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لتجنب الانتقادات وصرف انتباه الجماهير من عدم قدرتهم حل مشاكل القارة الحقيقية.
“عندما أرى تسلسل تطبيق الإتحاد الأوروبي لوضع العلامات [على منتجات المستوطنات] ودعمه الآن للمؤتمر الدولي، أشعر ان ظلال الماضي الإستعماري الأوروبي يعود الى الحياة”، قال الناطق بإسم وزارة الخارجية عمانوئيل نحشون لتايمز أوف اسرائيل.
ودعم وزراء خارجية 28 دول الإتحاد الأوروبي الثلاثاء المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر سلام دولي في باريس لإحياء عملية السلام المتجمدة. وقد رفضت اسرائيل عدة مرات المبادرة الفرنسية، قائلة انها تشدد المواقف الفلسطينية في المفاوضات، ولذا تبعد السلام.
وقال نحشون أن الاتحاد غير مؤهل للتعامل مع النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ما دام لا يتمكن من التعامل مع مشاكله.
“لا يوجد لديهم أي مصداقية على الإطلاق، اذ أنهم تعاملوا مع هذا النزاع بدون التعامل مع المشاكل الضخمة المهمة اكثر بكثير بالنسبة لأوروبا والعالم، ابتداء من الحرب الاهلية السورية، والتحديات التي تواجه اوروبا، مثل خروج بريطانيا، الهجرة والارهاب”، قال.
وتتساءل إسرائيل “إن كان لا يتم توظيفها، إن لا يتم استغلالها بطريقة هزلية ومتعمدة كورقة تين، كدواء عام، لقارة من الواضح انها غير مستعدة او غير قادرة على التعامل مع مشاكلها الحقيقية”، قال الدبلوماسي.
“للأسف، خلاصة الأمر هي أن هذا هو الوضع على الأرجح”، قال. “عندما تقع في مأزق، عندما تكون قائد اوروبي غير شعبي في بيتك، وعندما تواجه تحديات ضخمة، اذا الحل الأمثل هو تنظيم مؤتمر حول اسرائيل لخلق اجندة كاذبة تصرف النظر عنك".
وادعى نحشون انه بينما يواجه الإتحاد الأوروبي اكثر المشاكل الحاحا – مثل موجات الهجرة الضخمة من افريقيا والشرق الأوسط، وامكانية خروج بريطانيا من الإتحاد – “يبدو انه يستثمر الكثير من الطاقات” في مؤتمر سلام في باريس المحكوم عليه الفشل.
إن كان الاتحاد فعلا قلق من جمود عملية السلام، لكان ركز مجهوده على اقناع الفلسطينيين المشاركة في مفاوضات ثنائية مباشرة مع اسرائيل، قال الدبلوماسي. هذه الطريقة الوحيدة لتحقيق التقدم، كما تثبت معاهدات السلام الإسرائيلية مع مصر والأردن.
وتعهد وزراء خارجية 28 دول الإتحاد الأوروبي خلال لقائهم الشهري في بروكسل الإثنين تقديم “مساهمات عينية وكبيرة الى مجموعة المحفزات الدولية” للإسرائيليين والفلسطينيين، وحثوا مؤسسات الإتحاد الأوروبي “تقديم اقتراحات، من ضمن ذلك محفزات اقتصادية، بدون تأخير”. مؤكدين على عرضهم من عام 2013 لـ”رزمة دعم سياسي، اقتصادي وأمني غير مسبوقة تعرض وتطور بالشراكة مع كلا الطرفين ضمن اتفاق نهائي".
ورفض نحشون تماما العرض الأوروبي للمحفزات.
“لا يعقل وغير مقبول أن يتم اشتراط تحسين علاقاتنا مع أوروبا على مشاركتنا في مبادرة دبلوماسية خاطئة”، قال. “هذا بمثابة ضغط غير شرعي. اسرائيل عضو هام في المجتمع الدولي، رائدة عالمية في مجال العلوم والتكنولوجيا، ما ينتفع منه الإتحاد الأوروبي. لا يوجد أي سبب لخضوعنا لهذه الضغوطات".
ويؤكد مسؤولو الإتحاد الاوروبي أن لا علاقة بين عرضهم بالمساهمة لتحفيز عملية السلام وبين المجهود لتقديم العلاقات الثنائية بين الإتحاد الأوروبي واسرائيل في مسائل أخرى، ولكن رفض نحشون تقبل هذا الإدعاء.
“اذا كان الإتحاد الأوروبي فعلا يريد تقديم عملية السلام، اذا عليه استثمار جميع طاقاته لإعادة الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات. لا يجب الربط بين العلاقات بين الإتحاد الأوروبي واسرائيل وبين مبادرات أوروبية خاطئة”، قال.
وفي هذه الأثناء الثلاثاء، قال مسؤول رفيع في الإتحاد الأوروبي أن الإتحاد على استعداد لتوفير دعم اقتصادي، اقتصادي وامني ضخم لإسرائيل والفلسطينيين ضمن أي اتفاقية سلام بينهم.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ان الإتحاد سوف “يدعم اتفاق السلام برزمة غير مسبوقة من التعاون والدعم لكل من اسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية".
وقال توسك بعد المحادثات في بروكسل مع الرئيس رؤوفن ريفلين، أن “السلام الدائم في المنطقة يبقى في رأس اولويات” الإتحاد الأوروبي.