"إسرائيل" تؤكد التوصل لاتفاق تهدئة مع حماس
تاريخ النشر: 28/06/2019 - 11:00
عرب ٤٨
أكد مسؤول أمني إسرائيلي، قبيل ظهر اليوم الجمعة، على أنه تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، وأنه في أعقاب توجه الأمم المتحدة ومصر، وافقت إسرائيل على توسيع مساحة الصيد وستستأنف تزويد قطاع غزة بالوقود. وحسب المسؤول نفسه، فإن حماس التزمت "بوقف العنف ضد إسرائيل". وهدد بأنه "إذا لم تلتزم حماس بالتعهدات، ستستأنف إسرائيل العقوبات".
وحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنه تم إطلاق باقة بالونات حارقة وسقطت في منطقة مفتوحة في جنوب البلاد. وتسببت بالونات حارقة كهذه في الأيام الأخيرة بحرائق عديدة في الحقول.
وتوصّلت فصائل المقاومة الفلسطينيّة، ليل الخميس – الجمعة، إلى اتفاق تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي يُعيد بموجبه توسيع مساحة الصيد وإدخال الوقود إلى القطاع، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام غزّية وإسرائيليّة، اليوم، الجمعة، مع جمود في مباحثات تطبيق التفاهمات التي توصلت إلى المقاومة الفلسطينيّة مع الاحتلال في أيار/ مايو الماضي.
البالونات التي سقطت في جنوب البلاد، صباح اليوم
وبحسب الإذاعة الإسرائيليّة العامّة، فإنّ الاحتلال سيرفع مساحة الصيد إلى 15 ميلا بحريًا، بعدما خفّضه في الأيام الأخيرة إلى 6 أميال فقط، وذلك بذريعة إطلاق البالونات الحارقة على البلدات الإسرائيليّة المحاذية للقطاع.
كما ينص الاتفاق، بحسب الإذاعة، على إعادة إدخال الوقود إلى قطاع غزّة، عبر معبر كرم أبو سالم، يوم الثلاثاء الماضي.
ولفتت مصادر فلسطينيّة إلى أن الاتفاق تم برعاية مصرية وأمميّة، وأن ينصّ كذلك على وقف إطلاق البالونات الحارقة "وعدم اقتراب الشّبان من الحدود" أثناء فعاليّات مسيرات العودة المقرّرة الجمعة.
"معاريف": مباحثات التهدئة إلى طريق مسدود
في سياق متصّل، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة، اليوم، الجمعة، عن مصادر إسرائيليّة رفيعة قولها إن هناك "جمودًا تامًا في كل ما يتعلّق بجهود التوصل إلى تسوية في قطاع غزّة"، كاشفةً عن وجود "جهود من خلف الكواليس، حتى في الأيام الأخيرة، للتوصل إلى صيغة مناسبة تسمح باختراق" حالة الجمود، إلا أن هذه الجهود، بحسب المصادر الإسرائيليّة، قد تصل إلى "طريق مسدود وسط حظوظ ضئيلة لتقدّم جدّي".
وأقرت المصادر الإسرائيليّة، بحسب الصحيفة، بأن الإجراءات العقابية التي اتخذها الاحتلال الإسرائيلي، مثل تقليص مساحة الصيد قبالة القطاع أو وقف تزويد محطة توليد الكهرباء بالوقود "تفتقد إلى أيّة تأثيرات عملياتيّة، بل على العكس، عدد الحرائق يزداد يومًا بعد آخر".
27 حريقًا أمس الخميس
وبعد هذه الإجراءات التصعيدية الإسرائيليّة، اندلع 27 حريقًا، أمس، الخميس، في بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزّة، بسبب البالونات الحارقة التي أطلقها شبّان غزيّون، وهو أكبر عدد حرائق تندلع في يوم واحد بالشهور الأخيرة، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت).
وشهد الأسبوع الماضي ارتفاعًا في أعداد الحرائق، إذ شهد الإثنين الماضي اندلاع 15 حريقًا، فيما اندلع 18 حريقًا يوم الثلاثاء، وشهد يوم الأربعاء، ارتفاعًا في عدد الحرائق وقوتها، لتصل إلى 19 حريقًا، ليتجاوز العدد الكلي للحرائق المندلعة خلال الأسبوع الجاري الـ100 حريق.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان مجموعة شبابية، تطلق على نفسها اسم "وحدة برق الجهادية"، أمس، الخميس، عن تكثيف إطلاق البالونات الحارقة، تجاه البلدات الإسرائيلية والأراضي الزراعية التابعة لها، المحاذية لقطاع غزة، حال استمر التنصل الإسرائيلي من تطبيق تفاهمات التهدئة.
فيما أكدت قيادات الفصائل الفلسطينية في غزة، على تلكؤ سلطات الاحتلال الإسرائيلية في تنفيذ التزاماتها بتفاهمات "التهدئة" التي تم التوصل إليها عبر وساطة دولية، بما في ذلك تلاعب الاحتلال المستمر في مساحة الصيد ووقف توريد الوقود لمحطة التوليد الطاقة في غزة، محملة سلطات الاحتلال مسؤولية تدهور الأوضاع وما ستؤول إليه الأمور في قطاع غزة عقب تراجعها عن تنفيذ التفاهمات".
وتجنبت وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكر تفاصيل حول الخسائر والأضرار التي خلفتها تلك الحرائق، وهو ما يشير إلى أن البالونات سقطت في مناطق مفتوحة غير مأهولة. وأشارت إلى أن طواقم الإطفاء والإنقاذ مدعومة بطواقم من سلطة الطبيعة والحدائق، ومن قوات الجيش وآلياته عملت على السيطرة على هذه الحرائق.
يذكر أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، طالب الأطراف التي لعبت دور الوساطة للتوصل إلى تفاهمات تهدئة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي (قطر ومصر والأمم المتحدة)، بإلزام إسرائيل ببنودها.
واعتبر هنية، في تصريحات صدرت عنه أول من أمس، الأربعاء، القرار الإسرائيلي بوقف توريد الوقود القطري لمحطة الكهرباء الوحيدة بالقطاع، "عدوانا سافرا على الحقوق التي انتزعها الشعب الفلسطيني من خلال مسيرة العودة وكسر الحصار".
و"البالونات الحارقة" هي بالونات يتم ربطها بمواد قابلة للاشتعال، بدأ الفلسطينيون باستخدامها بعد الطائرات الورقية الحارقة أيضا في أيار/ مايو من العام الماضي، كأسلوب احتجاجي على المجازر التي ارتكبتها قوات الجيش بحقهم خلال إحياءهم فعاليات مسيرات العودة التي انطلقت في 30 آذار/ مارس الماضي، ولا تزال مستمرة.
اقرأ/ي أيضًا | 27 حريقًا في محيط غزة ووحدة "البرق" تتوعد بالمزيد
ويتجمهر آلاف الفلسطينيين، في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع والمناطق المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا خلال أحداث النكبة، ورفع الحصار عن قطاع غزة.