الجمعة 07-02-2025

أيها الأخوان تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم لوأد الفتنة ونحمي الوطن

×

رسالة الخطأ

محمد خضر قرش – القدس

أيها الأخوان تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
لوأد الفتنة ونحمي الوطن

محمد خضر قرش – القدس

اعتقد جازما بان الوقت قد أزف لكي نجلس ونتناقش وبالادق نتحاور مع حزب الاخوان المسلمين للحفاظ على الدماء العربية والحيلولة دون انتشار الفتنة في وطننا.فالله سبحانه وتعالى طلب منا أن ندعو اهل الكتاب إلى كلمة سواء ، فالاولى ان نطلب من بعضنا ان نلتقي ونتحاور ونحتكم الى كلمة سواء وهي هنا بمعنى عدل تيمنا واستجابة لقول الله تعالى في سورة آل عمران " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران 64). فالاصل في المسلمين والمؤمنين ان يلتقوا ويتحاوروا ويتشاوروا للوصول إلى القواسم المشتركة غير المتعارضة مع الشريعة السمحاء. وما دفعني لكتابة هذا المقال الذي ربما يكون الأخير في سلسلة تقييم سلوكيات الأخوان هو ما يجري في أرض الكنانة، من تصرفات وسلوكيات وافعال واعمال يندى لها الجبين من حرق للكنائس والشركات وتخريب الشوارع ونشر الفوضى والاعتداء على معسكرات الجيش المصري في سيناء والمدن المصرية الأخرى واحتلال الميادين ونشر جهاد النكاح في ميداني رابعة العدوية والنهضة ( راجع جريدة القدس المقدسية تاريخ 14/8 ص21) والتحريض المستمر ضد مؤسسات الدولة المدنية والمجتمعية والامنية والاقتصادية على حد سواء، بالإضافة إلى الجنوح والتطرف في الشعارات التي رفعها الاخوان المسلمين في مظاهراتهم التي قاموا بها في الاردن يوم الجمعة الموافق 26/8 ونشرت على نطاق واسع على كافة المواقع الاليكترونية والتي تم فيها استبدال بعض الشعارات مثل :" ياليبرالي يا ليبرالي جيش محمد عائد تاني" ، بدلا من تلك التي كانوا يطلقونها : "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود". فهذا الشعار الذي رفع في التظاهرة التي شارك فيها معظم قادة إخوان الاردن يعكس بداية تحول في العلاقة العقدية بين ابناء الشعب الواحد والدولة الواحدة. من هنا فإن الدعوة إلى كلمة سواء(عدل) بين حزب الإخوان المسلمين وبقية أحزاب المجتمع تتطلب الاتفاق على قواسم مشتركة .فالاردن ومصر وتونس وليبيا واليمن وبقية الدول العربية ليست ملكا لحزب الإخوان أو لغيرهم ولاننا نعيش في نفس الوطن العربي فعلينا ان نحدد ونرسم الخطوط العريضة لحياتنا الحالية والمستقبلية ونضع القواسم المشتركة بيننا بحيث لا يلغي الواحد فينا الاخر وان نتعلم العيش المشترك الآمن لكل فئات الشعب مع وجود الخلافات في الرؤيا لكن بدون تجريح أو اتهام أو تكفير أو تخوين.وحتى تكون كلمة عدل صحيحة يتوجب ان نصارح بعضنا وان نبدد المخاوف المشتركة بيننا. فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا فالاسلام العظيم كرس الشورى والحرية وكما قال الشيخ القرضاوي منظر الإخوان "الحرية قبل اقامة الشريعة". وقد لخصها ابنه عبد الرحمن في الرسالة التي وجهها إلى والده بقوله" لقد قلت لي ولكل جيلنا: أن"الحرية قبل الشريعة" ! بهذه الكلمة كنتُ وما زلتُ من الثائرين الذين يطالبون بالحرية للناس جميعا، وبهذه الكلمة كنت في الميدان يوم الخامس والعشرين من يناير2011 ويوم الثلاثين من يونيو 2013 أيضا، ولم أشغل نفسي بالمطالبة بإقامة شرع الله، ولم أر أن من حقي فرض الشريعة على أحد، بل شغلت نفسي بتحريض الناس لأن يكونوا أحرارا، فالحرية والشريعة عندي سواء، وهل خلق الله الناس إلا ليكونوا أحرارا !"(انتهى الاقتباس) .فعمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه قال "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا". إذن فدعونا نحدد ما هي حدود وصلاحية رجال الدين والدعوى والشريعة وما هي حدود وصلاحية رجال السياسة في كافة المجالات وما هي حدود الاحزاب في تغيير معالم النظام ووضع الانظمة والقوانين الوضعية .لقد حان الوقت لنجلس ونتحاور بدون اتهام أو تكفير وبدون إستعلاء ومتجنبين أن تأخذنا العزة بالإثم. فنصر على التمسك بالباطل والاستئثار بالحقيقة بل واحتكارها على قاعدة وحدنا المسلمون فقط وغيرنا ليس بمسلم، ونصنف من يخالفوننا بالرأي ضمن الكفار أو العلمانيين أو الليبراليين ونحرض عليهم الفئات الضالة الجاهلة بأمور دنياها ودينها على حد سواء لقتلهم بحجة انهم كفارا أو علمانيين وكأن الاخيرة كفر أو زندقة أو هرطقة أو شرك بالله أو من مخلفات أو بقايا تراث وفكر الخوارج .وهذا يجري في اكثر من بلد عربي وليس تونس ومصر وليبيا وغيرها علينا ببعيد حيث يقتل المفكرون والمعارضون بحجة انهم كفرة. ومن الضروري هنا أن نضع أرضية للأتفاق وركائز للنقاش والتحاور لكي يعرف كل منا خلفية الاخروحدوده بشكل ادق واكثر شفافية ومهنية.
أول عنصر الاتفاق هو
اننا جميعا مسلمون ومؤمنون بالله وبما انزل الله وبما جاء به الرسول محمد الأمين والانبياء جميعا وعليه فلستم الجهة او الطرف الذي يقرر فيما إذا كان هذا الشخص مسلما أو كافرا فانتم كما غيركم لم تحصلوا على وكالة أو رخصة أو إذن من رب العالمين بفرز الناس والاحزاب وتصنيفهم كمسلمين أو كافرين كما لم يأمركم الله بفعل ذلك .وعليه فليس من حقكم أو من شأنكم أو ضمن اختصاصكم وصلاحياتكم ممارسة هذا الدور. فانتم مثلنا بالضبط سنقف غدا جميعا امام الله يوم القيامة وسنسأل كما ستسألون وسنحاسب كما تحاسبون. فانتم لستم حراس الجنة ولا خزنتها والله لم يختاركم أو يطلب منكم محاسبة الناس وتصنيفهم وفرزهم ،فلم نقرأ شيئا من هذا في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا في كتب الصحابة الأولين والأئمة والفقهاء والمجتهدين. فكلنا امام الله متساوون لا يتميز الواحد منا عن الاخر إلا بعمله وسلوكه وبصلاته وزكاته وجهاده وصومه وصدقاته وحسن معاملاته للأخرين على قاعدة الدين المعاملة.فنحن لا نريد أن تحدثوننا كثيرا عن الدين بل نريد أن نرى أفعالكم وأعمالكم تتوافق معه ولا تخالفه.وعليه لا نريد ان نتمسك بظواهر الدين وننسى جوهره وتطبيقاته.فالدين لا ينحصر في حف الشوارب وتربية اللحى. فانتم مثلنا تماما لا فضل لكم علينا ابدا،كما انكم من غير المبشرين بالجنة مثلنا بالضبط ، لا فرق بيننا إلا بالتقوى والأخيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
ثاني عنصر الاتفاق هو:
انكم منذ أن اسستم حركة الاخوان المسلمين في عام 1928 وحتى عام 1987 لم تفعلوا أوتشاركوا او تحاربوا قوى الشر والاستعمار ولم تقدموا الشهداء دفاعا عن الارض والوطن والدين، بل ان أبرز قادتكم برر لحلف شمال الأطلسي بقتل المسلمين وهدر دمائهم في العراق وليبيا وسوريا وتونس ومصر. فانتم لم تشاركوا في تحرير الجزائر وليبيا ومصر وتونس والمغرب واليمن والعراق وسوريا ولبنان من الاستعمارين البريطاني والفرنسي ولم يكن لكم دور يذكر في ذلك. كما لم تشاركوا في المعارك الوطنية الكبرى ضد التخلف والتبعية والاستعمار كما لم تساهموا في عمليات التنمية الكبرى كالسد العالي وبناء المصانع والثورة الزراعية ومحاربة الاقطاع ورفع الظلم عن كاهل الفلاحين ولم تعملوا معنا لرفع شان القومية العربية ولا شاركتم في تأميم قناة السويس وفي صد العدوان الثلاثي بشكل ملموس وفاعل.كما انكم لم تشاركوا في معارك تأميم النفط العربي واخيرا وليس آخرا لم تشاركوا في حركة المقاومة الفلسطينية منذ انطلاقتها ولا قدمتم الشهداء إلا بعد العام 1987 . لقد حاربتم القومية العربية بخلاف ما قاله الرسول العظيم محمد بن عبد الله "أحبوا العرب لثلاثة ، لاني عربي والقرآن عربي ولغة أهل الجنة عربية ".فالعرب عمود الإسلام وهو لم ينتشر إلا بفعل القادة العرب.كما قال رسول الله " لما خلق الله الخلق اختار العرب ثم اختار من العرب قريشا ثم اختار من قريش بني هاشم ثم اختارني من بني هاشم ،فانا خيرة من خيرة" وفي حديث اخر له قال "تعلموا العربية وعلموها فهي لسان الله الناطق" بالإضافة إلى ذلك فانتم لم تشاركوا في حرب أكتوبر المجيدة وقبلها الكرامة في آذار 1968 وفي كل حروب لبنان والدفاع عن المخيمات حتى عام 1987.وإذا كان لديكم إثباتات وأدلة بخلاف ذلك فأرجوكم أن تبرزوها وتنشروها وسأعتذر لكم علنا .
ثالث عنصر الاتفاق هو
أننا نعترف بأن حكم القوى الوطنية والتقدمية واليسارية بأجنحتها وفروعها المختلفة لم تقدم الأنموذج أو القدوة في الحكم وإدارة الدولة كما نقر بأننا فشلنا في تحقيق انتصارات كبيرة ضد العدو القومي مما اتاح له التوسع والتمدد في الأرض العربية كما نعترف بأننا تنازعنا فيما بيننا كثيرا وذهبت ريحنا وبعضها كان مؤلما وقاسيا دفعنا ثمنه غاليا جدا في العراق وسوريا والجزائر واليمن الجنوبي سابقا ومصر والصومال بل أن بعضهم قد تخلى عن النضال وأعلن بأن حرب أكتوبر ستكون اخر الحروب مع إسرائيل كما نقر بان العديد من برامج التنمية قد فشلت بسبب دكتاتورية الحزب الواحد والزعيم الواحد وتوريث الحكم بغير حق وعدم التوزيع العادل للثروة وعدم بناء مؤسسات ديمقراطية للحكم .وإذا كنا نعترف بكل هذه الاخفاقات فلأن الاستعمار الغربي من جهته بزعامة الولايات المتحدة الأميركية ومعهما إسرائيل لم يمكنوننا من تحقيق المنجزات ،فشنوا حروبا عدوانية اقتصادية وعسكرية كثيرة ضدنا بدءا من العدوان الثلاثي عام 1956 وعدوان حزيران عام 1967حيث تم استنزاف الموارد الاقتصادية مما حال دون تحقيق برامج التنمية وبالتالي انتشار الفساد والنفاق معا.لقد استفدتم من كل ما سبق وانتهزتم الفرص الكثيرة التي أتيحت لكم بفعل الاخفاقات العديدة التي وقعنا بها وتمكنتم من بناء أنفسكم وادخرتم قواكم المالية والبشرية وتقدمتم الصفوف مستغلين كل أخطاء القوى الوطنية والتقدمية وهي كثيرة .فخلال فترة الخمسينات والستينات والسبعينات زجت الأنظمة الحاكمة خيرة المناضلين في السجون وكنتم باستثناء محدود في مصر خلال فترة حكم الزعيم جمال عبد الناصر تنعمون بحرية التحرك والمشاركة في الحكم في بعض البلدان كالأردن(الملك حسين) ومصر(السادات حتى قبل اغتياله بفترة قصيرة) والسودان(النميري ومن جاء بعده) .لقد استنزفت القوى الوطنية واليسارية والتقدمية قواها وقدراتها المادية بفعل الإجراءات القمعية التي مارستها السلطات الحاكمة ممثلة بأحزابها المستبدة (الدكتاتورية) أو ما أطلق عليها دول الحزب الواحد (العراق وسوريا ومصر والجزائر واليمن الجنوبي والسودان).
رابع عنصر الاتفاق هو
ان الدين لله والوطن للجميع ،فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الحكيم "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256 البقرة). وقال الحق سبحانه وتعالى أيضا: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا} (سورة الكهف الآية 29). وقوله تعالى في سورة يونس " وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(الآية 19) وقوله في نفس السورة " "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ" (الاية 99) وقوله في سورة هود"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) وقوله في سورة البقرة" كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(213). فكل الآيات السابقة تقول بوضوح تام ان الله لا يضيره من يكفر فلو شاء لجعل كل الناس مؤمنين ولكنه يريد ان يميز الخبيث من الطيب .فقد خلق الله الجنة والنار ليجازي كل شخص بما عمل في دنياه.تطبيقا لقوله تعالى في سورة ال عمران " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴿142﴾. وحكمة الله في كل ما سبق انه يريد ان يحكم على العباد من خلال أعمالهم وسلوكهم واختلاف دياناتهم وأفكارهم وقدرتهم على التعامل والتفاهم فيما بينهم كل حسب معتقداته .وهذا يعني ان الجميع أمام القانون سواء لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى. فالرسول العظيم لم يقل بين مسلم وأعجميَ وهذه مهمة جدا وذات دلالة لمن يحاربون العرب والقومية العربية. فحينما جاء الإسلام كانت المسيحية منتشرة في الشرق العربي وأفريقيا ولما ضاقت الأمور وإشتد الكرب على العرب المسلمين في مكة لم يجد الرسول عليه الصلاة والسلام سوى الحبشة المسيحية القبطية ليرسل اليها ثلة من العرب المسلمين ليمكثوا فيها لحمايتهم من بطش وإعتداءات كفار قريش .وللأسف نجد اليوم من يقوم بحرق كنائسهم في مصر على يد بعض الغوغائيين. لقد حماهم وأمنهم امبراطور الحبشة ورفض كل دعوات تسليمهم إلى وفد كفار قريش رغم كل الإغراءات المالية والتجارية التي قدمت له .وقد رد الخليفة العادل عمر لهم هذا الموقف المبدئي حينما فتح القدس ورفض الصلاة في كنيسة القيامة وحرر لهم العهدة العمرية التي أمنهم فيها على اموالهم وكنائسهم وحياتهم ومستقبلهم ومساواتهم بالعرب المسلمين ونفس الشئ فعله حينما فتح عمرو بن العاص مصر في زمن الفاروق عمر وتم إعطائهم الحرية الكاملة لممارسة عباداتهم وشعائرهم وحماية اموالهم وممتلكاتهم . فلا أحد منا اليوم أكثر إيمانا بالله من الخليفة الفاروق والقائد عمروبن العاص.وعليه فلا يجب ان يزاود احد بإيمانه وبحبه للدين الإسلامي بأكثر من حب الفاروق عمر أحد العشرة المبشرين بالجنة. فالاسلام لم يبدأ من الإخوان المسلمين ولن ينتهي بهم ، فهم ليسوا من بني تميم إذا غضبوا عليك حسبت الناس كلهم غضابا.
وخامس عنصر الاتفاق هو
على الإخوان المسلمين أن يتوقفوا عن بث وترديد ونشر الخزعبلات بين صفوف المسلمين وخاصة الأميين والجهلة منهم كمثل "ان بعض الصالحين في المدينة المنورة أبلغ شيخ من الاخوان انه رأى جبريل عليه السلام قد نزل في مسجد رابعة العدوية ليثبت وليشد أزر المعتصمين" وأن مرشد الاخوان المسلمين في الأردن قد رأى في منامه "محمد مرسي وقد امتطى جواده واتجه نحو بيت المقدس ليحرره "وان احد أبرز شيوخ الوعاظ في الاخوان واسمه احمد عبد الهادي نقلا عن رؤية بعض الصالحين في مكة، انه رأى في منامه مجلسا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم والرئيس مرسي وعددا من الحضور، فحان وقت الصلاة فقدم الناس الرسول لكي يصلي بهم لكن الرسول قدم مرسي!!! وان أحد العلماء الصالحين شاهد 8 حمامات خضراء على كتف محمد مرسي ،ففسرها على ان مرسي سيكمل مدة 8 سنوات. فعليهم أن يتوقفوا عن بث مثل هذه الخرافات وغيرها كثير بين صفوف المسلمين .وعليهم أن لا ينسوا أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين حيث بات العالم كله قرية صغيرة،فخلال ثواني معدودات يمكن لاي إنسان ان يتجول في أي بلد أو مدينة في العالم ويعرف ما يدور في شوارعها وهو جالس في مكانه.
وباختصار شديد فإن الوطن العربي يتسع لحزب الإخوان المسلمين بصفتهم حزبا سياسيا لهم منطلقاتهم الفكرية والايدولوجية ولهم حق ممارسة السياسة كغيرهم بالضبط لكن بدون تكفير الناس واتهامهم بما ليس فيهم وتخوينهم كما يتوجب ان يكون انتمائهم للإرض العربية التي عاش وجاهد ومات فيها رسول البشرية. هذا هو الذي يحمي الوطن العربي ويحول بينه وبين الفتنة المذهبية والطائفية والتي تشجع عليها الاخوان وغيرهم ممن يدًعون الإسلام أو من المؤمنين الضعفاء الذين يخافون على مصالحهم ويسبقونها ويقدمونها على مصالح الدين والأمة ومستقبل المسلمين والعرب كما هو حال العداء الذي بدأ يطل برأسه بين السنة والشيعة. لذا عليكم ان تأخذو مخاوفنا بعين الاعتبار ،لأننا لا نريد ان نخرج من تحت الدلف إلى الميزراب . فالدين دائما لله والوطن للجميع .

انشر المقال على: