الاثنين 21-04-2025

الخليل: التكية الابراهيمية تقدم آلاف الوجبات المجاني

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

الخليل: التكية الابراهيمية تقدم آلاف الوجبات المجاني

قبل كل أذان للمغرب يصطف مئات الرجال والنساء والأطفال يحملون أواني بأحجام مختلفة بانتظار دورهم للحصول على وجبة طعام ساخنة مجانية تقدمها "التكية الإبراهيمية" في مدينة الخليل.
ويعود تاريخ "التكية الإبراهمية" - نسبة إلى النبي إبراهيم - التي تقع على بعد عدة أمتار من الحرم الإبراهيمي إلى مئات السنين.
وقال محمد سلهب مدير التكية اليوم الاثنين لرويترز "التكية تؤدي رسالة إنسانية اختلفت بإختلاف الدول التي حكمت فلسطين".
وأضاف "في زمن صلاح الدين الأيوبي كانت تطعم جيش الفتح الإسلامي، وفي عهد الاتراك كانت تطعم كل من يصل إليها، كذلك تقدم خدمتها للطلبة الذين كانوا يدرسون في الحرم الإبراهيمي الشريف"
وأوضح سلهب أن التكية تتبع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وتعتمد في تلبية احتياجاتها على تبرعات أهل الخير من داخل المدينة وخارجها، وتعمل على مدار العام وتعطل يومين فقط (عيدي الفطر والأضحى).
وقال "يتم الإعداد لشهر رمضان قبل شهرين من موعده، ويتسابق أهل الخير لتقديم المساعدات، ومنهم من يقدم كل ما نحتاجه لإعداد وجبة يوم، وآخرون يقدمون الأموال ونحن نقوم بشراء ما نحتاجه".
ويختلف عمل التكية في رمضان عن باقي أشهر السنة من حيث طبيعة ما تقدمه من طعام إضافة إلى أعداد المستفيدين التي تتضاعف خلاله.
وقال سلهب "في غير رمضان نطبخ مادة الشوربة بواقع خمسة أيام في الأسبوع، وتعرف باسم شوربة سيدنا إبراهيم، أما في يومي الاثنين والجمعة فنقدم وجبات ساخنة من اللحوم والدواجن إضافة إلى بعض الاكلات الشعبية".
وأضاف "الأعداد تتفاوت في غير شهر رمضان فقد تصل إلى 2000 شخص".
ويختلف الوضع مع حلول شهر رمضان حيث تقدم التكية طوال أيام الشهر وجبات من الطعام الساخن من اللحوم والدواجن يوميا.
ويبدأ أربعة طهاة منذ الساعة الخامسة فجرا بإعداد الطعام، ويستمر العمل حتى انجازه ما يقارب من خمس ساعات.
وتفتح التكية أبوابها لمن يريدون الحصول على وجبات الطعام عند الساعة الحادية عشر ظهرا.
وذكر سلهب أن كل من يصل إلى التكية للحصول على وجبة طعام يحصل عليها، سواء كان فقيرا أو غنيا، لا يوجد كشوفات أسماء ولا نسأل احدا ان كان محتاجا أم لا.
وقال "لا يقتصر الأمر على سكان المدينة فهناك أناس من المناطق المجاورة يأتون للحصول على الطعام".
وتبدأ عملية التوزيع باستلام الوعاء من شباك وإعادته وقد وضع فيه الطعام من شباك آخر، ولا يخلو الموقف من تدافع أو سؤال لزيادة الكمية.
ويساعد العاملون في التكية خلال شهر رمضان شبان متطوعون من المدينة يساهمون في سرعة انجاز المهمة ليحصل آلاف على حصتهم من الطعام خلال أقل من ساعتين.
وقال الشاب محمد المحتسب، أحد المتطوعين المشاركين في المساعدة في توزيع الطعام: "اتفرغ خلال شهر رمضان للمساعدة في توزيع الطعام .. اشعر بالسعادة وأنا أقدم هذه المساعدة".
وأضاف "أنا وأصدقائي في مجموعة خليل الرحمن الكشفية نتوزع إلى عدد من الأماكن التي نقدم فيها المساعدة للآخرين. قد لا يكون الكل بحاجة إلى المساعدة ولكن من يحتاج المساعدة يحصل عليها وهذا أمر مهم".
ويعمل الطاهي أمين شبانه منذ 11 عاما على إعداد الطعام في هذه التكية، ويقوم أيضا بتوزيعه دون كلل أو ملل.
وقال لرويترز فيما كان يعمل كما يشبه الآلة "صحيح أن الأمر متعب، ولكنك تشعر بالسعادة وأنت تخدم كل هؤلاء الناس".
ويبدو الناس سعداء وهم يحصلون على وجبة طعام ساخنة دون ان يسألهم أحد عن اسمهم أو إذا ما كانوا محتاجين أم لا.
وقال طفل لم يبلغ العاشرة من عمره أنه يحضر يوميا هنا إلى التكية للحصول على الطعام لاسرته، فيما قالت امرأة إنها المرة الأولى التي تأتي فيها.

انشر المقال على: