لجان العمل الصحي تنتخب مجلس إدارة جديد وتعقد مؤتمرها العام
انتخبت الهيئة العامة لمؤسسة لجان العمل الصحي مجلس إدارة جديد ورئيس للمجلس خلفاً للمجلس السابق الذي أنهى أعماله بعد سنتين من العمل، وفاز بموقع الرئيس فريد مرة ووصل لعضوية مجلس الإدارة كل من حسن عبد الجواد، ويعقوب غنيمات، وفراس علاونة، وديما أمين، جليل إلياس،وسناء أبو زعرور، ويوسف الريماوي، ويوسف مناصرة.
وكانت المؤسسة عقد مؤتمرها العام في فندق سيتي إن بمدينة البيرة بحضور ممثلين عن وزارة الصحة الفلسطينية وشبكة المنظمات الأهلية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقوى سياسية ومدنية.
وزارة الصحة وفي الكلمة التي ألقاها الوكيل المساعد الدكتور نعيم صبرة مدير عام التخطيط نيابةص عن الوزير جواد عواد جرى التأكيد على أهمية التكامل بين القطاعين العام والأهلي خدمةً للشعب الفلسطيني لا سيما في هذه الظروف التي تشهد تصعيداً إسرائيلياً غير مسبوق خاصةً في قطاع غزة، وقال صبرة: أشكر لجان العمل الصحي على دعوتها لنا للمشاركة في مؤتمرها العام وتكليف الوزير لي للإنابة عنه لا سيما وأن المؤتمر يشكل فرصة ذهبية للتركيز على إستراتيجيات العمل.
وأضاف، منذ ثمانينيات القرن الماضي تأسست المنظمات الصحية الأهلية وكانت تحمل البعد الوطني الحقيقي لتقديم الخدمات الصحية للفئات المهمشة والفقيرة ولكل الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وقال لا بد من تذكر القادة الذين أفنوا عمرهم في تأسيس وتجذير مؤسسة لجان العمل الصحي وعلى رأسهم الراحلين الكبيرين د.أحمد المسلماني، ود.كمال زينة.
وقال صبرة: إن شبكة المنظمات الأهلية وجدت وعملت قبل إنشاءالسلطة الوطنية حيث بنت حوالي 700 عيادة وبعض المشافي الصغيرة رغم المعيقات والمنغصات التي كان الاحتلال يضعها ما شكل أرضية للسلطة بعد مجيئها للبناءعلى ذلك بالتعاون مع القطاع الأهلي ومنه لجان العمل الصحي.
وأكد صبرة إفتخار القطاع الصحي الفلسطيني بمركز دنيا التابع للجان العمل الصحي بما يمثله من حالة فرادة وتميز في فلسطين على صعيد أورام النساء، داعياً إلى التكامل بين مقدمي الخدمات الصحية تحت مظلة وزارة الصحة.
وأشار إلى الدور الذي قدمته وزارة الصحة تجاه قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير حيث أفرغت مخازن الوزارة في الضفة من محتوياتها التي أرسلت للقطاع بالإضافة إلى 3 وفود تخصصية للمساهمة في معالجة الجرحى مستنكراً إستهداف الاحتلال للمشافي والأطقم الطبية دون إعارة أدنى إهتمام للقوانين والمواثيق الدولية التي تكفل الحماية للقطاع الصحي والعاملين فيه.
وأعرب عن تثمينه لتبني لجان العمل الصحي لخطة إستراتيجية توجه العمل مشيراً كذلك لتبني الوزارة لخطة مماثلة متمنياً أن يصل الجميع لمرحلة تقديم خدمات صحية نوعية وذات جودة.
وإستنكر صبرة إجراءات الاحتلال ضد عضو المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار ونيته إبعادها لأريحا.
من جهته الدكتور محمد العبوشي في كلمة شبكة المنظمات الأهلية إعتبر إلتزام لجان العمل الصحي بعقد مؤتمراتها العامة وإنتخاب مجالس إدارتها ينم عن قيم عالية لدى المؤسسة ويؤسس لمجتمع مدني حضاري ويعبر عن إحترام المشاركة والتكامل في القرار متمنياً التوفيق لمؤتمر من أجل الإستمرار في خدمة الشعب الفلسطيني.
وإستذكر العبوشي الدور المميز للجان في القدس والضفة والمناطق المصنفة "ج" ودور اللجان في نقد الإنقسام السياسي المستمر والمطالبة بإنهائه، وقال لقد حملت شبكة المنظمات الأهلية حملت أعباء كبيرة ونشطت في مجالات الصحة والمياه والزراعة وحقول أخرى وفي التخطيط الوطني وفضح ممارسات الاحتلال.
وأضاف: شعبنا يواجه مؤامرة بدأت من الخليل والآن في غزة ما يعني أنه على القوى والأحزاب والمؤسسات التوحد في مواجهة العدوان بعيداً عن الأجندة الخاصة وفضح ممارسات الاحتلال وجرائمه بالدعوة لتوقيع وثيقة روما من أجل التوجه لمحكمة الجنايات الدولية، وتوثيق الجرائم الإسرائيلية.
ودعا للعمل على توفير حماية لشعبنا وتطبيق إتفاقيات جنيف الأربع كما طالب الإطار القيادي للإنعقاد لوضع إستراتيجية للتخلص من الاحتلال.
يعقوب غنيمات رئيس مجلس إدارة مؤسسة لجان العمل الصحي إستعرض في كلمة المؤسسة الواقع الذي تمر به القضية الفلسطينية والمحيط العربي والدولي وقال: إن المآسي لا زالت تتوالى على الإنسان في العالم بسبب السياسات الرأسمالية للإمبريالية الأمريكية التى ترعى الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وأضاف إن الواقع في فلسطين غريب فالسطة الفلسطينية يفقدها المحتل سلطتها رغم تمسكها بالمفاوضات كخيار إستراتيجي أثبت فشله.
وأضاف: إن الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة مستخدماً كل الأسلحة المحرمة دولياً تفضح الإنحياز العالمي للمحتل مشيراً إلى تراجع القضية الفلسطينية حتى على طاولة الإهتمام العربي في ظل ما يعتري الوطن العربي من حراكات موجهة تستهدف تفتيت الدول العربية بإرادة وتوجيه غربي صهيوني في ظل غياب حركات وأحزاب سياسية ناضجة الرؤى .
وعلى الصعيد الفلسطيني رأى غنيمات أن الإنحياز الكامل للإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني مع غياب القوى الأخرى الوازنة يسبب للفلسطينيين المزيد من الآلام ومع عدم تحصيل الحرية للشعب فإن الحقوق الأخرى وعلى رأسها الصحية تبقى غائبة.
وأشار إلى الواقع الميداني من قتل ممنهج وإعتقالات وتقسيم للأراضي وبناء الجدار وتوسيع الإستيطان كمعيقات رئيسة أمام الشعب الفلسطيني داعياً لصياغة العلاقات بين مقدمي الخدمات الصحية والتنموية بما يخدم المواطن ويعزز من صموده.
وأضح أن لجان العمل الصحي تتبنى فلسفة وطنية منذ إنطلاقتها وهي اليوم تتبنى خطط إستراتيجية علمية وتستثمر في كادرها كونه رأس مالها الحقيقي مشدداً على الإستمرار في رفض أي تمويل مشروط من أي جهة كانت شاكراً داعمي المؤسسة بدون إشتراطات.
الجلسة الثانية من المؤتمر خصصت لحصر العضوية وضبط النصاب وتقديم التقارير الإدارية لمجلس الإدارة والتقرير التنفيذي والتقرير المالي حيث جرت النقاشات حول ما قدم في هذه التقارير والإستفسار قبل أن تتم المصادقة على التقارير.
أما الجلسة الثالثة فشهدت تنظيم الإنتخابات حيث قدم المجلس السابق إستقالته أمام الهيئة العامة قبل أن تتم المصادقة على العضويات الجديدة ومن ثم فتح باب الترشح لمنصب رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وتشكيل لجنة للإشراف على عملية الإنتخابات التي أفرزت فوز ثمانية مرشحين كأعضاء في المجلس الجديد ووصول فريد مرة لمنصب رئيس المجلس للعامين القادمين بحسب ما ينص النظام الداخلي لمؤسسة لجان العمل الصحي.