السيد نصر الله: انتخابات سوريا إعلان بفشل الحرب عليها وأن الحل يبدأ وينتهي مع الرئيس الأسد
تحدّث الأمين العامّ لحزب الله السيد حسن نصرالله في احتفال تأبيني للعلاّمة الرّاحل الشيخ مصطفى قصير اقيم في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر في مدرسة الامام المهدي- الحَدث.
وتطرق السيد نصر الله الى مزايا الشيخ الفقيد، ثم كانت له مواقف بارزة في الشأن السياسي والاجتماعي اللبناني، وفي موضوع الإنتخابات السورية ونتائجها.
السيد نصر الله تكلم في البداية عن المناسبة مشيدا بسماحة الشيخ الراحل ومسيرته وجهوده معتبرا انه كان قدوة يجب ان يحتذى بها.وقال السيد نصر الله: يجب ان نقدم كل قدوة كالشيخ مصطفى قصير الى اجيالنا واولادنا كما نقدم قادتنا الشهداء ونحن بحاجة الى القدوة في العزم والفعل والفعالية كالشيخ مصطفى قصير الذي كان يعتقد ان كل لحظة من عمره يجب ان تبذل في سبيل الله.
واضاف ان الشيخ مصطفى قصير منذ البداية اختار العمل التبليغي والتعبوي وخصوصا التربوي وكان بالفعل خير مسؤول وموجه واستاذ مشيرا الى انه كان منذ البدايات في متن هذه المسيرة فكان عالما وعاملا فهو تعلم وعمل وتعلم لله.
ولفت الى انه في ظل رعايته ونمت وترسخت المؤسسة الاسلامية للتربية والتعليم الى ان اصبحنا امام مؤسسة بكل معنى الكلمة وكان الامين على المؤسسة كل هذه السنين.
واكد اننا عندما نجد انفسنا امام مقاومة مستمرة منذ عقود مرابطة على الحدود وتملك عناصر القوة وحاضرة في سوريا لتدافع عن الامة، ما كان لهذه المقاومة ان تتقدم لولا انجازات هؤلاء القادة والاخوة الكبار، واشار الى انه سماحته كان واحدا من هؤلاء الكبار الذين ساهموا في هذه المسيرة.
ليس لأحد عذر بعدم التوجه الى مجلس النواب لحسم "السلسلة"
في الملف اللبناني حث السيد نصر الله على سرعة اقرار سلسلة الرتب والرواتب . وقال : اليوم هناك معضلة يعيشها البلد هي سلسلة الرتب والرواتب ووصلنا للحظة حساسة جدا ، واشار الى انه تم وضع الناس بوجه بعضها إما تذهب الامتحانات ضحية وإما يتم التنازل عن مطالب.
واضاف السيد نصر الله: من الذي اوصل الامور الى هذه اللحظة؟ الطبقة السياسية. من الذي يجب ان يعالج هذا الامر خلال الايام القليلة المقبلة؟ هم الطبقة السياسية. وتابع : الطبقة السياسية مسؤولة عن معالجة هذا الموقف خلال الايام المقبلة والكتل النيابية واجبها الاخلاقي والانساني والوطني وليس لأحد عذر على الاطلاق التوجه الى مجلس النواب ليحسموا هذه المسالة في جلسة او اكثر وينصفوا الموظفين وينقذوا الطلاب والامتحانات والعام الدراسي ومن يتخلف هو الذي يتحمل المسؤولية وهذا استحقاق وطني كبير.
واشار في موضوع مطالب أساتذة الجامعة اللبنانية الى ان هناك من يريد ان يضع اساتذة الجامعة بوجه الطلاب داعيا الحكومة اللبنانية الى معالجة هذا الموضوع.
لننجز الانتخاب بجهد داخلي متعدد الأطراف
وتطرق الأمين العام لحزب الله الى الموضوع الرئاسي والاتهامات بالسعي الى المثالثة فقال: اذا كنتم تتهموننا اننا نسعى الى فراغ رئاسي من اجل المثالثة تعالوا ننتخب الرئيس، إقبلوا بالرئيس الذي له حيثية مسيحية والليلة نعمل جلسة وننتخب رئيسا ونقطع الطريق على المثالثة. لكن من يمنع صاحب الحق من الحصول على حقه معروف.
وشدد على اننا ندعو الى سعي جدي وفعالية داخلية وندعو الى لجهود متعددة الاطراف للوصول الى نهاية لهذا الاستحقاق عبر جهود داخلية. وقال: الخارج "مش فاضي للبنان"، الخارج كل يوم يقول لكم نحن لا نتدخل. ودعا الى عدم انتظار العلاقات الايرانية السعودية ولا المفاوضات الايرانية السعودية.
وقال: بالنسبة للجمهورية الاسلامية فهي لا تفرض شيئا على حلفائها ولا اصدقائها لأنها تحترمهم في كل مكان، بالتالي انا بكل صدق واخلاص كلبناني وجزء من اللبنانيين الحريصين ان ينجز الاستحقاق في اسرع وقت اقول تفضلوا لعمل جهد داخلي حقيقي وهناك قادة قي البلد يستطيعون اخذ مبادرات.. حتى السعوديون يقولون لا نتدخل، لا احد يريد ان يعمل مسعى لا اقليميا ولا دوليا وكل الدول التي كانت تساعد في الماضي مشغولة. ادعو الى جهد داخلي لانجاز الاستحقاق.
واشار السيد نصر الله الى انه يبدو هناك اجماعا اقليميا دوليا ان يكون لبنان مستقرا آمنا وهذه نعمة، وهذا ايضا يحتاج الى تعاون اللبنانيين وهذا لا يكفي فيه التمنيات والارادة الاقليمة والدولية مع انها مؤثرة وتستطيع بعض الدول ان تشغل مخابراتها في لبنان لتخرب الوضع الامني. وأكد اننا حريصون على الامن والاستقرار وان تمر هذه الايام والاسابيع والشهور والسنوات بسلامة وعافية لِما للامن والسلم من بركات وآثار سياسية ونفسية واقتصادية واجتماعية، مشددا على انجاح الخطط الامنية والتعاون والتواصل في اي مستوى من المستويات.
في الموضوع السوري ركز السيد نصر الله على الانجاز الكبير المتمثل بالانتخابات السورية ونتائجها وقال ان الانتخابات الرئاسية في سوريا والاقبال الشعبي عليها من اهم الانجازات التي تحققت لان الكثير من الدول عملت لافشال هذه الانتخابات منذ بداية الازمة، واكد ان الضغط الاميركي والغربي والعربي الذي جرى على الشعب السوري يعتبر مصادرة لارادة هذا الشعب، وكان الاولى من الضغط على الشعب السوري ان تفتح السفارات السورية في العالم لاجراء الانتخابات في العالم لنرى هل الشعب السوري يقاطع ام لا.
ماذا اثبت الشعب السوري عبر الانتخابات؟
واشار الى ان الشعب السوري أثبت عبر الانتخابات عدة امور:
- أولاً ثبّت في النتائج السياسية وحدة سوريا حيث اثبتت الانتخابات ان سوريا واحدة وستبقى واحدة.
- ثانياً بقاء الدولة وانها متماسكة وقادرة ان تدير انتخابات وتستوعب ناخبين بالملايين.
- ثالثا اكد ما حصل ارادة الصمود عند السوريين والحضور في صنع المستقبل السياسي وعدم اليأس والاحباط وعدم التخلي عن مستقبلهم لتصنعه دول العالم -بين هلالين ما يسمى اصدقاء سوريا- بل قالوا نحن من نصنع مستقبل سوريا ، لا اميركا ولا جنيف 1 و2 ولا اي عاصمة في العالم، السوريون يصنعون مستقبلهم ويعيدون بناء وطنهم واصلاح نظامهم السياسي.
- رابعا قالت الملايين ان المعركة ليست بين النظام وبين الشعب كما قلتم في اعلامكم خلال السنوات الماضية ، فلو كان ذلك صحيحا كان توجه بضعة مئات أو الاف الى الصناديق، بينما عندما توجه الملايين فهذا يعني ان النظام يتمتع بحاضنة شعبية كبيرة جدا.
- خامساً : الحرب العسكرية التدميرية على سوريا قد فشلت، والانتخابات اعلان سياسي وشعبي بفشل الحرب.
- سادسا النتيجة التي ترتبت على الانتخابات هي ان من يريد ان يحقق حلا سياسيا في سوريا لا يستطيع ان يتجاهل الانتخابات التي حصلت وهذه الانتخابات التي انتخبت الدكتور بشار الاسد رئيسا لسوريا تقول ان اي حل ليس صحيحا انه يستند الى جنيف 1 و2 والى صيغة استقالة الرئيس بشار الاسد وتسليمه السلطة او مفاوضات تفضي الى استقالة الرئيس بشار الاسد، الانتخابات تقول لكل المعارضة والدول الاقليمية والدولية ان الحل السياسي يبدأ وينتهي مع الرئيس الدكتور بشار الأسد، رئيس منتخب لولاية جديدة انتخبته الملايين، ومن يريد ان ينجز حلا سياسيا "بدو يعمل حل معه ويتناقش معه (الأسد)".
الحل يقوم على الاخذ بنتائج الانتخابات ووقف دعم الجماعات المسلحة
واعتبر الأمين العام لحزب الله ان الحل السياسي في سوريا يقوم على مقدمتين اساسيتين: الاخذ بنتائج الانتخابات والتعاطي على ان الحل السياسي طرفه الرئيس الاسد، وثانيا وقف دعم الجماعات التكفيرية بما يساعد على وقف الحرب والقتال في سوريا، مشددا على انه لا يكفي ان تقوم بعض الدول بوضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب لأن هناك دولا في المنطقة والاقليم وضعت وقد تضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب ولكنها لا تزال تقدم لها الدعم المالي واللوجستي وغيره.