قال موقع "واللا" العبري ان الرئيس الامريكي، باراك اوباما، تجاهل في خطابه الشامل حول سياسة الخارجية، أمس، الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني بشكل مطلق، ولم يذكره في خطابه ولو مرة واحدة. فلقد تحدث اوباما امام طلاب الاكاديمية العسكرية "ويست بوينت" عن الحرب الافغانية، والحرب الاهلية في سوريا، والازمة الاوكرانية، والمحادثات النووية مع ايران، ولكنه وخلافا لخطاباته السابقة حول سياسة الخارجية، لم يتطرق ولو لمرة واحدة الى الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. كما ان وزير خارجيته جون كيري، تجاهل الموضوع خلال عدة لقاءات منحها لعدد من شبكات التلفزة الامريكية.
ولم يثر هذا التجاهل أي مفاجأة في واشنطن، ذلك ان رغبة اوباما بالانفصال عن العملية الفاشلة التي قادها كيري لم يعد سرا. ورغم انه قال قبل ثمانية اشهر فقط خلال خطابه في الامم المتحدة ان حل الدولتين يعتبر مصلحة حيوية للولايات المتحدة، الا ان الرئيس ينشغل الان بمصالح اكثر الحاحا، ليس في اوكرانيا وسوريا وايران فحسب، وانما في كل ما يتعلق بالعلاقة بين ادارته وإسرائيل.
ومن المتوقع ان تندلع ازمة حادة خلال الأيام القريبة بين الولايات المتحدة واسرائيل على خلفية تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية، التي يتوقع قيام الولايات المتحدة بالعمل معها وعدم مقاطعتها. وتقدر واشنطن ان اللوبي اليهودي سيعمل بقوة لتشجيع فرض المقاطعة الاقتصادية على السلطة الفلسطينية، وهي خطوة بدأت في الأسابيع الاخيرة، بينما ستحاول الادارة منع ذلك. وقال مصدر امريكي لموقع "واللا"، ان الوقت الحالي ليس المناسب لدفع خطوة حل الدولتين وانما للاستعداد للصراع التكتيكي حول الحكومة الفلسطينية والذي سيصل بسرعة الى الكونغرس. ونفى البيت البيض ان يكون تجاهل اوباما للموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني متعمدا، وقال ان المفاوضات لا تزال تحتل مكانة عالية وان الرئيس لم يتمكن من ذكر كل المواضيع التي تهمه في الخطاب. لكنه من المشكوك فيه ان يقنع هذا الجواب احدا في واشنطن.
ويحلق في الخلفية الجدل المستمر حول إيران. فقد تلقت واشنطن بتشكك ما نشر هنا حول عدم معارضة إسرائيل لتمديد المفاوضات بين ايران والقوى العظمى لعدة أشهر، ذلك ان الادارة تتكهن بأنه اذا تم تمديد المحادثات لبضعة أشهر، فسوف تستأنف محاولة مؤيدي إسرائيل في الكونغرس ومجلس الشيوخ لنسف المفاوضات من خلال فرض عقوبات جديدة على ايران. والرسالة التي حولها الوزير يوفال شتاينتس الى كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وفرنسا من أن اسرائيل "لن تحدث ضجة" إذا تم إطالة أمد المحادثات، لا يشمل التزاما صريحا بأن ذلك سيسري على اللوبي الإسرائيلي إيباك، الذي يزعج تدخله الادارة اكثر مما يزعجها تهديد إسرائيل بشن هجوم عسكري.