القمة العربية مسلسل مملل وقرارات فاشلة لا تخدم القضية
على الرغم من النكسات والملفات الشائكة المتعددة والحساسة التي تعاني منها القضية الفلسطينية بالتوازي مع عقد القمة العربية في الكويت إلا أن محللون سياسيون أكدوا أن القمة العربية لن تلتفت للقضايا الفلسطينية وإن تم مناقشتها فستكون مناقشة من باب "رفع العتب" لن يكون لها صدى تطبيقي على ارض الواقع.
وتعقد القمة العربية في ظل تأزم ملفات القضية الفلسطينية بفعل السياسية الإسرائيلية حيث تعاني تأزماً في ملف المفاوضات في ظل الضغوطات الأمريكية على المفاوض الفلسطينية وخطورتها على القضية، والاعتداءات المتكررة بالضفة والقدس المحتلة، والاستمرار في حصار قطاع غزة والتلويح بشن حرب صهيونية جديدة.
وأوضح المحللون أن الفضية الفلسطينية باتت بالنسبة للحكومات العربية "مجرد خبر عابر ليس إلا"، مشيرين أن القمة لن تتخذ مواقف إيجابية لصالح أي جانب للقضية الفلسطينية بل راو أن القمة ستزيد الموقف الفلسطيني تأزما ولن تكون قراراتها إلا تكرراً لقرارات سابقة فاشلة. مسلسل ممل
الكاتب السياسي مصطفى إبراهيم يرى في القمة العربية مجرد مسلسل باهت يبعث على الملل، ولن يكون له تأثير ايجابي على القضية الفلسطينية، بل سيكون "نسخة طبق الأصل" عن قرارات سابقة، ويقول :"وإن اتخذت قرارات جريئة لن ترى التطبيق العملي لأسباب عدة أبرزها عدم وجود رؤية صادقة لمعالجة القضية".
ويقول إبراهيم : تأتي القمة العربية والعرب أكثر انقساما خاصة فيما يتعلق بالانقسام الخليجي الحديث، علاوة على المشاكل العربية التي طغت على القضية الفلسطينية كالأحداث في سوريا ومصر وليبيا".
ويشير الكاتب إبراهيم أن قرارات القمة العربية ومستخرجاتها "مجرد حبر ع ورق"، لافتاً أن جل القرارات التي خرجت عن القمة العربية فيما يخص القضية الفلسطينية لم ترى النور ولم يكتب لها التطبيق، مستشهداً في قرارات القمة العربية في سرت والتي كان أبرزها وضع خطة اقتصادية وعملية لإنقاذ مدينة القدس والمسجد الأقصى من التهويد، وقرار الجامعة العربية برفع الحصار عن قطاع غزة.
وأضاف :"القضية الفلسطينية في تراجع على صعيد الاهتمام الرسمي العربي خاصة في فيما يتعلق بالتصدي للضغوطات الأمريكية على السلطة الفلسطينية"، لافتا أن العرب تركوا ذلك الملف بيد السلطة الأمر الذي أضعف الموقف الفلسطيني وجعله عرضة للضغوط والإملاءات.
فاشلة
أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية الدكتور عبد الستار قاسم اتفق مع سابقه حيث قال :"من العيب التعويل على القمة العربية في رفع المعاناة عن الفلسطينيين أو إنقاذ القضية من المآزق التي تمر فيها كفشل المفاوضات وحصار غزة وتهويد القدس والضفة؛ لان العرب شركاء في المؤامرة ضد الفلسطينيين".
وأضاف ":"النظام الرسمي العربي بكل مكوناته مجرد أدوات أمريكية في المنطقة، فكيف سيتخذون قرارات لصالح القضية الفلسطينية تغضب إسرائيل، ارتبطوا مع أمريكا وإسرائيل مقابل المساعدات المالية وحفظ حكمهم وحمايتهم من شعوبهم".
وتابع :"منذ عام 1964م لم يتخذ العرب قرار جرئ عبر الجامعة وكل قراراتهم وإن اتخذوها فاشلة لان من يحضرها فاشلون".
وحول إمكانية مساندة العرب لابو مازن في ظل الضغوطات الأمريكية في ملف المفاوضات قال :"أبو مازن جزء لا يتجزأ من النظام العربي الذي قدم العديد من التنازلات للاحتلال الإسرائيلي ولن يتحرك العرب لنجدته خوفاً من غضب أمريكا".
وأشار أن الجامعة العربية لن تتطرق لحصار غزة ومعاناة أهلها بسبب مشاركتها بالحصار ولرفضها للنهج المقاوم للكيان، حسب ما قال.