السید نصر الله: المقاومة الیوم أقوي من الجیش الاسرائیلی
بیروت/15 آب/اغسطس/ارنا-
أكد الأمین العام لحزب الله السید حسن نصر الله ان الانتصار الذی تحقق فی العام 2006 علي العدو الاسرائیلی تحقق لیس بفضل المنظمات الدولیة من امم متحدة وغیرها او بفضل الجامعة العربیة والانظمة العربیة، وانما بفضل الله وبفضل صمود شعب لبنان وبفضل ثبات الموقف السیاسی. وشدد علي ان “حزب الله الیوم أقوي من اسرائیل”.
السید نصر الله: المقاومة الیوم أقوي من الجیش الاسرائیلی
واورد موقع 'المنار' ان كلام السید نصر الله جاء مساء الثلاثاء فی الاحتفال المركزی الذی أقامه حزب الله فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت فی الذكري السنویة الـ12 لانتصار تموز 2006، وقال السید نصر الله “بعد فشل المشروع الامیركی الاسرائیلی فی العام 2006 ذهبنا الي المرحلة الجدیدة والیوم علي مدي سبع سنوات عجاف ادخلوا المنطقة بحروب ومحورها اسرائیل وهدفها تقویة اسرائیل وتثبیتها قائدا لهذه المنطقة”،وتابع “الیوم اسمحوا لی التكلم عن اسرائیل هم این ونحن این؟ فنحن نخوض معركة علي الامل والقیادة والمعركة الیوم وفی السنوات القادمة هی علي هذه العناوین”، وسأل “أین المشروع الامیركی الاسرائیلی وبالمقابل أین محور المقاومة فی ای موقع وفی ای حال؟”.
واوضح السید نصر الله “اذا عدنا الي العام 2006 الكل یتذكر ان اهداف الحرب هی تحقیق المشروع الامیركی الذی كان یقوده جورج بوش وادارته بعد احتلال العراق وافغانستان والوصول الي الحدود مع سوریا”، حرب تموز كانت الاساس فی هذا المشروع وعند فشلها فشل المشروع وذهبوا الي خطة جدیدة”، واضاف “یمكننا ان نقول كان هناك خطة للمشروع الامیركی ای الشرق الاوسط الجدید لتكریس زعامة اسرائیل وبعد فشلهم انتقلوا الي الخطة الجدیدة المتمثلة بما واجهناه وما نواجهه الیوم”، ولفت الي انه “فی حرب تموز كان الهدف القضاء وسحق المقاومة إما عسكریا او بفرض الاستسلام علیها وقد طلبوا منا تسلیم السلاح لوقف الحرب واقبلوا بقوات متعددة الجنسیات تابعة للادارة الامیركیة كتلك التی تحتلت العراق فی 2003، واقبلوا بها علي الحدود مع فلسطین وسوریا وفی مطار بیروت ومیناء بیروت وسلموا الاسیرین”، واكد انه “لو سقط لبنان كان المشروع سیتابع الطریق للقضاء علي سوریا والقاومة الفلسطینیة”، ولفت الي ان “الصمود فی لبنان اسقط المشروع واجل تحقیق احلام امیركا واسرائیل فی المنطقة لسنوات واوجد تحولات مهمة جدا فی المنطقة”.
ورأي السید نصر الله انه “منذ 2006 اسرائیل مردوعة مع لبنان بسبب معادلات المقاومة وهی تعید بناء نفسها علي ضوء الهزیمة وتداعیاتها”، وتابع “اسرائیل تعتبر أن فی لبنان قوة تشكل لها قلقا وتهدیدا مركزیا تعمل علیه وهی تختبئ خلف الجدران وتعبر عن مخاوفها علي الجبهة الداخلیة”، وأضاف “إسرائیل تعمل حساب الكهرباء والنفط والغاز والمستعمرات لأنها تعرف أن فی مقابلها عدو قوی وجدی”، وأكد “لأول مرة فی الكیان الصهیونی یكون هناك مخططات للدفاع فی حال الدخول إلي الجلیل”، وأوضح ان “المقاومة الیوم فی لبنان مع ما تمتلك من سلاح وعتاد وامكانات وقدرة وخبرات وتجارب ومن ایمان عزام وشجاعة هی أقوي من أی زمان مضي منذ إنطلاقتها”، ولفت الي ان “حزب الله الیوم أكثر ثقة وتوكلا علي ربه أكثر من أی زمن مضي وبوعده للنصر للمجاهدین”، وشدد علي “حزب الله الیوم أقوي من الجیش الاسرائیلی”.
وذكر السید نصر الله ان “كل المسؤولین الصهاینة كانوا یقولون أن مصلحة اسرائیل ذهاب النظام السوری”، وتابع “اسرائیل شریك كامل فی الحرب علي سوریا وهی أمنت كل الدعم اللازم للجماعات المسلحة فی الجنوب السوری”، واوضح “أرادوا إسقاط سوریا لو سقطت المقاومة فی العام 2006 وفی السنوات الماضیة كان الهدف إسقاط سوریا بطریقة أخري”، وأشار الي ان “الیوم معركة الشحادة التی یخوضها نتانیاهو الان فی سوریا هی لإخراج إیران وحزب الله من هناك”.
فی ملف صفقة القرن، قال السید نصر الله “البعض حاول ان یفرض علي الحكومات والمسؤولین ان صفقة القرن هی قدر ولا یمكن لكم الا القبول بها ولا مفر منه”، وتابع “الیوم علي ضوء التطورات التی حصلت هناك من یقول ان صفقة القرن قد فشلت وانتهت وانا اقول ان الامر یحتاج الي مزید من الوقت والتفكیر ولكن هذه الصفقة بالتأكید تواجه مشاكل حقیقیة وهناك احتمالات كبیرة ان تسقط هذه الصفقة اكثر من ای وقت مضي وذلك بسبب الاجماع الفلسطینی علي رفض هذه الصفقة ولا یوجد ای مسؤول او قائد فلسطینی یتحمل السیر بالتوقیع علي بیع واعطاء القدس للصهاینة”.
ولفت السید نصر الله الي ان “صمود محور المقاومة من ایران وانتصار العراق وسوریا وصمود الیمن والواقع القائم فی لبنان، كل ذلك له تأثیراته ولكن الواقع مختلف عن رهانات اصحاب الصفقة”، وتابع “من اهم العوامل التی تدفع صفقة القرن الي الفشل هو تراجع المحور الاقلیمی الذی تقوده السعودیة فی المنطقة”، وأكد ان “هذا المحور فشل فی سوریا والعراق وفی دفع العالم علي محاصرة ایران وفشل المحور فی حربه علي الیمن”، وقال “الیوم اسمحوا لی ان اقول من الضاحیة الجنوبیة الي ضحیان فی الیمن اعلموا ان الذی قتل اطفالكم هو الذی قتل اطفالنا فی لبنان بنفس السلاح ولنفس الهدف وكما انتصرت دماء اطفالنا فی لبنان ستنتصر دماء اطفالكم فی الیمن لان خلفها حقا وقادة لن یتسامحوا مع المجرمین السفاحین القتلة وهذا الاجرام الفظیع دلیل علي فشله العسكری الكبیر”.
واشار السید نصر الله الي ان السعودیة تعانی مشاكل كبیرة فی المنطقة الخلیجیة والعالم، مع قطر وغیرها فی مجلس التعاون والیوم مع كندا، ولفت الي ان “السعودیة تتدخل فی الكثیر من الساحات من سوریا والعراق والیمن ولبنان وتحجز رئیس حكومته بینما ترفض الانتقاد السیاسی، بالاضافة الي الازمات مع التركی وحتي فی العالم الاسلامی تعانی السعودیة وصولا الي مالیزیا”، وشدد علي ان “المحور السعودی یتراجع اقلیمیا ودولیا وصورة السعودیة الیوم كیف اصبحت علي الرغم من انفاق الاموال الطائلة للقول انها مملكة الخیر بینما هی ارسلت الجماعات الارهابیة الي مختلف الدول، كیف هی صورة السعودیة بعد الحرب علي الیمن والازمة الانسانیة هناك من التجویع والكولیرا”.
فی الشأن الاسرائیلی، قال السید نصر الله إن “ما جري خلال السنوات الماضیة كان الهدف تثبیت اسرائیل فی المنطقة والیوم اقول لكم كل ذلك فشل او علي طریق الفشل ان شاءالله”، وتابع “الحروب امیركا واسرائیل ومحورهما یعرفون ان هذه الحروب لن تؤدی الي نتیجة وانهم سیهزمون فی ای حرب قادمة”، ولفت الي ان “التحالف الذی یفشل فی الیمن یعرف انه فشل فی العراق وسوریا ولبنان وانه لن ینجح فی ای مكان”، واضاف “لا احد یهددنا بالحروب ومع ذلك من یرید ان یفتعل الحرب نقول له لا نخاف من الحرب وجاهزون لها وسننتصر فیها وهذا امر محسوم”.
واوضح السید نصر الله “یبدو انهم سیذهبون الي العقوبات، وایران هی قاعدة محور المقاومة فهی حاربت المشروع التكفیری والاسرائیلی فی العراق وسوریا ولبنان وفلسطین والیمن، لذلك یریدون استهداف ایران بالعقوبات لانهم لا یستطیعون فرض الحرب علیها ، ویعتقدون ان العقوبات قد تجدی نفعا باضعاف ایران من الداخل ومن ثم اضعاف المحور من الداخل ومن ثم وضع اسماء لمسؤولین ایرانیین وسوریین ومن حزب الله علي لوائح الارهاب”، وتابع “الامر الثانی الدفع نحو الاضطرابات الداخلیة وفی هذا الاطار یأتی التحریض علي حزب الله بالملفات الداخلیة”، واضاف “الرهان لدي محورهم هو بالعقوبات وان الیوم اقول ان ایران هذه التی یفرض علیها ترامب العقوبات الاقتصادیة، من یتوهم ان ایران ستستقط فهو مخطئ”.
وأكد السید نصر الله ان “ایران ستحتفل بمضی 40 سنة علي انتصار ثورتها الاسلامیة علي الرغم من كل المؤامرات، الجمهوریة الاسلامیة فی ایران فی منطقتنا هی اقوي من ای زمن مضي بل هی الاولي ولن یستطیعوا ان یمسوا نظامها بسوء ویحمیه شعبه”، وتابع “هؤلاء لا یعرفون الشعب الایرانی ولا المسؤولین هناك ولا القائد السید علی الخامنئی”، واضاف ان “العقوبات علي ایران لن تمس قوتنا وعزیمتنا ابدا لانه لدینا من الامكانات والبني التحتیة والقوة البشریة ما یمكننا علي تجاوز هذه العقوبات”.
وقال السید نصر الله “یا جمهور المقاومة كنا أقویاء وأصبحنا اقوي، وامیركا هذه التی فشلت وفشلت فی مشاریعها وخططها هی اعجز من ان تشن حروبا كتلك التی شنتها فی الماضی وكذلك اسرائیل، والیوم نحن مع الانتصار فی العراق وسوریا والصمود الاسطوری فی الیمن والثبات فی ایران نحن الیوم اقوي من ای زمن مضي وقادرون علي صناعة الانتصارات”.
فی الملف اللبنانی، قال السید نصر الله “نأمل ان یؤدی الحوار الي تشكیل الحكومة ونؤكد علي تجنب الشارع ونحرص علي الامن والامان فی لبنان”، وتابع “اذا كان هناك ای احد یراهن علي متغیرات اقلیمیة تؤثر علي تشكیل الحكومة فهو مشتبه، نحن منذ البدایة كنا متواضعین فی مطالبنا وما زلنا ولكن اذا ثبت ان البعض یراهن علي متغیرات اقلیمیة فإنه من حقنا ان نعید النظر فی مطالبنا”، واضاف “انصح القیادات السیاسیة ان لا یلزموا انفسهن بلاءات او بمواقف، انصحهم ان ینتظروا بعض التطورات لان لبنان لیس جزیرة معزولة”.
بخصوص ملف مكافحة الفساد، اكد السید نصر الله ان “الكلام بهذا الملف لم یكن كلاما انتخابیا وانما ساعة الانطلاق هو ساعة تشكیل الحكومة، والمفصل یبدأ عند تشكیل الحكومة قادرة علي اتخاذ القرارات نحن ما زلنا عند التزاماتنا”، وتابع “لدینا هدف هو تخفیف او وقف الفساد ووقف الهدر المالی ولدینا منهج ولدینا رؤیة ونحن لا نسعي للانتقام من احد ولا فتح مشكل مع احد ولدینا استراتیجیات وتكتیكات واضحة وقد لا نعلن عنها واتفقنا مع حلفائنا اننا سنتعاون لمكافحة الفساد ولذلك لا یجب المسارعة لمحاسبتنا ولا یمكن لاحد ان یفرض رؤیته علینا”.
واشار السید نصر الله الي انه “بخصوص الملفات الخدماتیة والحیاتیة، من یتصور ان الذهاب الي صراع داخلی یحل مشاكل فهو مشتبه لان ذلك لا یحقق انماء بل یخرب البلد”، واوضح “اذا اردنا انماء فعلینا التعاون واسلوب البعض یأخذ البلد الي الهاویة وهذا امر مرفوض شرعیا وقانونیا”، وتابع ان “هذا الامر لا یتضارب مع الانتقاد ولكن یمكن ان یتم ذلك بموضوعیة من دون التخاطب والاساءة التی حصلت بسبب باخرة الكهرباء مؤخرا”، وأكد ان “مع الانتقاد وحتي مع حزب الله لكن یجب التنبه ان هناك سوقا مفتوحا خاصة علي مواقع التواصل الاجتماعی للاهانة والشتیمة والله اعلم ای جیش الكترونی داخل علي الخط والبعض یركض خلفهم، تغریدة واحدة علي مواقع التواصل الاجتماعی تجیش البلد لذلك نطالب بالهدوء والتروی والوعی”.
ولفت السید نصر الله الي ان “حزب الله وحركة امل اتفقا بعدم السماح لاحد بالدخول لتخریب العلاقة القائمة بینهما”، وخاطب اهالی الجنوب والضاحیة الجنوبیة والبقاع ان “من یرید انماء یجب الحفاظ علي العلاقة الایجابیة بین حزب الله وحركة امل وای امر اخر لا نرید الذهاب الیه وانا اعنی الیه وبقوة”، وشدد علي ان “حزب الله وحركة امل اتخذا القرار بالبقاء سویا والتلاحم الوجودی بین الحزب والحركة وعلي هذا الامر قام الانتصار الكبیر فی تموز 2006 ومن یستطیع انكار الدور الكبیر للاخ الرئیس نبیه بری”، واوضح ان “الطریق للانماء هو بالتعاون والابتعاد عن التشاتم والاساءة وهذه البیئة التی كانت عنصرا بتحقیق انتصار 2006 ستكون عنصرا اساسیا فی حسم ای معركة آتیة”، وتابع “عهدنا لكل القادة والشهداء علي رأسهم الامام السید موسي الصدر والسید عباس الموسوی والشیخ راغب والحاج عماد مغنیة ان نبقي علي العهد والوفاء ولن یكون معكم وبعدكم الا زمن الانتصار”.
وقال السید نصر الله “نحتفل الیوم بهذه الذكري العزیزة وبعد 12 سنة علي هذا الانتصار نصرّ علي الاحتفال”، وتابع “كما سنحتفل بعد ایام فی مدینة الهرمل بعید التحریر الثانی علي الجماعات التكفیریة الارهابیة، وما كان یجری مؤخرا هی حرب تموز كبري لتحقیق نفس الامال والاحلام والاهداف التی سعت الیها حرب تموز 2006 وقریبا سنخرج منتصرین فی هذه الحرب الكبري فی منطقتنا”، وشدد علي انه “عندما نصر علي هذا الاحتفال لتأكید الانجاز ولتكریم من صنعوا الانجاز من المضحین والشهداء والشعب المخلص ولترسیخ هذا الامر فی الوجدان والنفوس والعقل ولفتح الامل المتجدد ضد التوهین ولاخذ العبر الدروس ولتعزیز عناصر القوة”.
وهنأ السید نصر الله الجمیع بذكري انتصار تموز-آب 2006، وقال “أیها الاخوة والاخوات مبارك لكم هذا الیوم یوم انتصاركم التاریخی الذی منّ الله به علیكم وعلي لبنان وعلي الامة لانه غیر الكثیر من المعادلات، الشكر لله الذی نصرنا ومن علینا بنعمه التی لا تعد ولا تحصي وشاركوا فی صنعه من رجال المقاومة والقوي الامنیة والجیش وفصائل المقاومة المختلفة، الشكر للشهداء والجرحي والمقاومین والمهجرین الصامدین الي الرؤساء والقیادات والقوي والتیارات والجمعیات ووسائل الاعلام كل الناس الطیبیبن فی لبنان وكل العالم العربی والاسلامی والشكر الخاص لكل الذین وقفوا معنا بقوة فی تلك الحرب بالتحدید ایران وسوریا”.