مديرة اليونسكو تقوض قراراتها بشأن القدس
بدلا من التعهد بالدفاع عن سياسات وقرارات المنظمة الأممية التي تقودها، يبدو أن المديرة التنفيذية العامة لليونسكو أيرينا بوكوفا تجنح باتجاه الانقلاب على هذه القرارات ومحاولة الالتفاف عليها خصوصا فيما يخص مكانة القدس المحتلة والقرارات المتعلقة بها. حيث تعهدت مساء أمس الاثنين بالدفاع عن ما سمتها الروابط الشرعية بين الديانات التوحيدية الثلاث والقدس. وفى حديثها أمام الجمعية العامة الـ 15 للمؤتمر اليهودى العالمي في نيويورك قال بوكوفا إن "الاعتراف والاستخدام والاحترام" لأسماء الأماكن المقدسة في المدينة "أمر بالغ الأهمية".
"إن المسجد الأقصى / الحرم الشريف، هو مزار مقدس للمسلمين، وهو أيضا - جبل الهيكل - أقدس مكان في اليهودية، حيث يحظى جدارها الغربي ) حائط البراق( بالتبجيل من الملايين في جميع أنحاء العالم، على بعد خطوات قليلة بعيدا عن قبر المسيح وجبل الزيتون المقدسة للمسيحيين " على حد قولها. وأضافت إن "القيمة العالمية المتميزة للقدس والسبب وراء تسجيلها في قائمة التراث العالمي تكمن في هذا التوليف الذي يشكل نداءا للحوار لا المواجهة". وأضافت بوكوفا أن "إنكار أو إخفاء أو محو أي من التقاليد اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية يتناقض مع الأسباب التي تبرر تدوينها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي". وتأتي تصريحاتها بعد أن أصدرت اليونسكو سلسلة من القرارات رفضت المزاعم الصهيونية بأي صلة يهودية مع الأماكن المقدسة في القدس.
الكيان الصهيوني من جهته وبالتعاون مع الولايات المتحدة يقوم بحملة دبلوماسية مكثفة لإجهاض قرار جديد من المفترض أن تصوت عليه المنظمة آخر الشهر المقبل، وتسرب أن أجزاء من القرار تم حذفها لمصلحة دولة الكيان الصهيوني وبموافقة عربية. وموقف بوكوفا ليس جديدا وكانت ممن انتقدوا في تشرين الأول / أكتوبر قرار المجلس التنفيذي لليونسكو باعتماد قرار إسلامية القدس وحائط البراق. ذلك القرار كان حظي بتأييد 24 دولة من بينها روسيا والصين. وعارضته ستة بلدان و امتنعت 26 دولة عن التصويت. ويؤكد القرار أن "الجدار الغربي" و"جبل الهيكل" سوف يشار إليهما بأسمائهم العربية، ولن تظهر العبارات العبرية للمواقع إلا بعلامات اقتباس في مراجع الأمم المتحدة.
وفى خطابها أمام المؤتمر اليهودى العالمي مساء أمس الاثنين، أطلقت بوكوفا أيضا دليلا جديدا للسياسة للمعلمين حول التعليم حول "المحرقة" و"الإبادة الجماعية والفظائع الجماعية". ووصفت الدليل بأنه أداة هامة لتعزيز التعليم وتاريخ الإبادة الجماعية كأداة للسلام. وقال بوكوفا ان "التعليم حول المحرقة ومنع الإبادة الجماعية" هو الخطوة الأولى في سلسلة من المشروعات التي تجرى بالشراكة مع متحف الذكرى المحرقة للولايات المتحدة وبدعم من وزارة الخارجية الكندية.