الأحد 20-04-2025

باحث فلسطيني يحرق كتابه "فقوعة" في جنين!!

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

باحث فلسطيني يحرق كتابه "فقوعة" في جنين!!

نفذ الباحث الفلسطيني مفيد جلغوم نيته المضمرة بحرق كتابه "فقوعة"، الذي سبب مشاكل اجتماعية بين سكان قرية فقوعة الواقعة في الشمال الشرقي من مدينة جنين وصلت إلى تهديد الكاتب في القتل.
واحتاج الباحث جلغوم 4 سنوات من العمل المتواصل والبحث الجاد في جميع الكتب والمصادر عن كل ما يتعلق بالقرية منذ العصر البرونزي وحتى العام الماضي، يتحدث فيه جلغوم عن فقوعة في خمسة أبواب، الطبيعة الجغرافية للقرية، الحياة الاجتماعية، ثم ينتقل لتاريخ القرية واقتصادها كما تحدث عن العائلات والشخصيات المهمة التي زارت القرية، وقال: "كنت أبحث عن كلمة فقوعة في الكتب والمراجع مثل من يبحث عن ابرة في كوم قش".
وعن السبب الرئيسي الذي دفع جلغوم لحرق الكتاب، يقول إن ردود أفعال بعض الناس تجاه الكتاب كانت صادمة، حيث وصل الأمر إلى إصدار بيان يتبرأ فيه أهالي القرية من الكتاب، وأضاف: معظم من اعترضوا لم يقرئوا الكتاب حتى الآن بل اعتمدوا على الشائعات وتناقل الأحداث، لكن ما فعلته هو فقط من أجل الحفاظ على العلاقة الطيبة مع أهالي فقوعة.
وبين جلغوم أنه تواصل مع بعض الجمعيات التي وقعت على بيان البراءة من الكتاب وأخبروه أنه طُلب منهم التوقيع من أجل حل المشكلة، متسائلا عن علاقة الجمعيات التي وقعت مثل "مربي الأغنام في قرية فقوعة" و”جمعية معاقين فقوعة" و"مركز نسوي فقوعة" بالثقافة حيث أن عملها بعيد كل البعد عن إصدار الكتب وطباعتها والتدقيق فيها.
اللافت في الموضوع أن من يطالب بإتلاف الكتاب اليوم هم نفس الأشخاص الذين دعموه قبل النشر، حيث أشار الكاتب إلى أنه سلم نسخة أولية قبل الطباعة إلى مجلس قروي فقوعة من أجل قراءته والاطلاع عليه ولم يتم نشره إلا بعد موافقة المجلس، وتبين لاحقا أن المجلس لم يقرأ الكتاب إلا بعد ورود بعض الاعتراضات عليه، حسبما أفاد جلغوم.
أحد السكان قال حول أسباب اعتراض الناس على الكتاب: "الكتاب به الكثير من النقاط الإيجابية بينما نقاط الخلاف لا تتعدى 10% من حجمه، حيث اعترض الكثير من الناس على الكتاب لأنه كان يروّج لعائلة على حساب عائلات أخرى، فالشخص الذي يقرأ الكتاب، يرى أن الكتاب يقول أن كل عائلات القرية جاءت من أصل وعائلة معينة جاءت من أصل آخر وهذا ما سبب الخلاف".
وأضاف، أن الكاتب وثق تاريخ العائلات معتمدا على الرواية الشفوية من خلال حديثه مع شخص أو شخصين، ولم يتأكد من كلامهم أو يبحث بشكل جدي وهذا ما سبب له هذه المشكلة، مشيرا إلى أن هذه المشكلة كان من الممكن حلها في الطبعة الثانية أو قبل نشر الكتاب عندما قدم الكاتب نسخة أولية للمجلس القروي.
كما علق أحد سكان القرية – الذي رفض ذكر اسمه – أن الكاتب تطرق لمواضيع حساسة في كتابه من الممكن أن تلحق ضررا نفسيا واجتماعيا ببعض الأشخاص أو العائلات، كما تدخل في قضايا سياسية كبيرة يسعى أصحابها جاهدين إلى تجاوزها، مؤكدا على أن الكاتب بجل عائلته على حساب العائلات الأخرى.
من جانبه، أصدر محافظ محافظة جنين إبراهيم رمضان قرارا بجمع وإتلاف جميع النسخ من كتاب “فقوعة” لما به من مغالطات عن العائلات في فقوعة مما يعرض السلم الأهلي للخطر، كما واعتبر رمضان حديث جلغوم عن الجيش الأردني يهدد العلاقة الأخوية بين فلسطين والمملكة الهاشمية، حيث يروي الكاتب على لسان أحد شهود العيان من أهالي القرية أن "جنود الجيش الأردني انسحبوا من البلاد عام 1967 مرتديين ملابس نسائية".
المحافظ ما لبث أن تراجع عن ذلك بقرار آخر وهو تشكيل لجنة من مجموعة من الأساتذة الجامعيين لقراءة الكتاب والتحقيق فيه، إلا أن الكاتب أكد أن المحافظ عاود العدول عن تشكيل اللجنة وقرر اتلاف الكتاب أمس، فأقام الكاتب المحرقة على أراضي قريته.
الانتقادات لاحقت الكاتب من أرض الواقع ووصلت إلى صفحات التواصل الاجتماعي حيث أنشأ أشخاص غير معروفين صفحة تحت مسمى “أحرار فقوعة” نددوا فيها بالكتاب وصاحبه، متهمين الكاتب بالكذب وبأن كل ما جاء في كتابه الذي كان يجب أن يسمى “جلغوميات”، “خزعبلات وترهات ومهزلة".
وقال أستاذ التاريخ المتقاعد محمود أبو فرحة الذي قام بمراجعة الجزء التاريخي من الكتاب قبل نشره، “أنا قلت له ولأهل البلدة أول مرة يطبع كتاب يتحدث عن القرية وهذا شيء مهم، وهذا العمل اجتهاد شخصي من الكاتب، ومن الطبيعي أن يكون هناك أخطاء مطبعية وعلمية، فكل المعلومات الموجودة في الكتاب قابلة للمراجعة والتمحيص والتدقيق وأي شخص لديه ملاحظات عن هذه الطبعة يستطيع أن يقدمها له لأخذها بعين الاعتبار في الطبعات الأخرى".

انشر المقال على: