السبت 21-12-2024

الارهاب الصهيوني في تهجير يهود العراق

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

الارهاب الصهيوني في تهجير يهود العراق
محمد محفوظ جابر
يقول المثل الشعبي " المفلّس بدوّر على الدفاتر العتيقة " وهذا هو حال بنيامين ناتنياهو الذي افلس سياسيا وعسكريا فبحث في أوراق كتابه "مكان تحت الشمس" واكتشف ان اليهود الذين هاجروا الى فلسطين من الدول العربية قبل اكثر من 60 عاما لهم حقوق في الدول العربية وان من واجبه ان يطالب بها والحقيقة انها تكتيك سياسي في مواجهة مشروع حق العودة للشعب الفلسطيني الذي اقرته الامم المتحدة وتسعى الصهيونية الى الغائه كما الغت قرار الصهيونية عنصرية .لذلك ابتدع قضية لاجئين يهود من الدول العربية من اجل ايهام العالم بأن لهم حقوق مثل اللاجئين الفلسطينيين ليساوم عليهم، ولعلها تساعده في الانتخابات القادمة بجمع اصوات اليهود المهاجرين الى فلسطين من الدول العربية.
لاشك ان قانون العودة الذي صدر عن الكنيست الاسرائيلي في 7/5/1950 ونص بنده الاول على "يحق لكل يهودي المجيء الى هذه البلاد بصفة مهاجر عائد " هدفه الوحيد هو تشجيع الهجرة اليهودية من انحاء العالم الى فلسطين،فكيف يصبح لاجئا يهوديا من اطلق عليه "مهاجرعائد" الا يتناقض هذا مع قانون الكنيست ؟
ولأن اقصر الطرق لاجبارهم على الهجرة هو الارهاب فقد نفذ الموساد عدة عمليات ضد اهداف يهودية وخاصة الكنس الدينية .
ولأن ملف يهود العراق هو الاهم في هذا الموضوع فإن فتح ملف الارهاب الصهيوني في العراق من اجل تهجير اليهود الى فلسطين هو المطلوب :
1- في 8/4/1950 انفجرت قنبلة يدوية وجرح عدة اشخاص قرب كازينو البيضاء في شارع ابي نواس.
2- في 14/1/1951 انفجرت قنبلة يدوية قرب كنيس مسعودة شنطوب قتل فيها اثنان وجرح عدد آخر وهذا المحل كان معدا لتسفير اليهود الذين اسقطوا عن الجنسية العراقية.وكان رئيس الوزراء العراقي بإيعاز من السفير البريطاني قد وضع ذلك القانون لتشجيع الهجرة اليهودية من العراق الى فلسطين .
3- في 19/3/1951 وقع انفجار في مكتب العلاقات الاميركية في شارع الرشيد باب الاغا بقنبلة يدوية وجرح عدة اشخاص.
4- في 5/6/1951 وقع انفجار عند شركة بيت لاوي في شارع الرشيد تسبب عنه اضرار في المبنى بمادة متفجرة.
5- في 10/6/1951 وقع انفجار عند شركة ستانلي شعشوع في شارع الرشيد حدثت عنه اضرار في واجهة المبنى واستعمل فيه مواد متفجرة.
6- في 9/9/1951 انفجرت حقيبة متفجرات في مقهى يملكه يهودي ورواده من اليهود وفي عيد العرش اليهودي .
من الذي كان وراء هذه العمليات الارهابية ؟
الجواب يأتي من الضابط العراقي عبد الرحمن حمود السامرائي الذي تقاعد برتبة عقيد والذي اخذ على عاتقه اكتشاف خلايا المنظمات الارهابية الصهيونية في العراق وتابع الموضوع بإصرار رافضا كل الضغوط عليه لاغلاق الملف ، بل واكتشف ايضا منظمة صهيونية تعمل على تهجير يهود سوريا وتدعى "كيمل" واخرى في مصر وتدعى "سام".
وقد اعتقل السامرائي خلية العراق والتي قادها ضابط الموساد اسماعيل مهدي صالحون حسب الجنسية الايرانية المزورة واسمه الحقيقي يهودا مئير منشة واعترف ان الذي ارسله ليقوم بمهمته هو آشر بن ناثان رئيس مكتب الاستخبارات الخارجيةالاسرائيلية.والعضو الثاني في الخلية الارهابية هو نسيم موشيه نسيم والذي كفله في المحكمة مردخاي بن فرات الذي اصبح عضو كنيست.اما روبرت هنري رودني البريطاني الجنسية برتبة كولونيل فقد اختار خدمة الصهيونية على خدمة بريطانيا لأنه يهودي وقد اعترف شالوم صالح شالوم عن مكان وجود الاسلحة في بيت يوسف خبازة المسؤول عن الجناح العسكري لمنظمة " شورا" ، كما كانت المنظمة الصهيونية تستخدم الكنس اليهودية لتخبئة الاسلحة.
ونذكر ايضا ان ماكس بينيت ثبت ضلوعه كرئيس للوكالة اليهودية في طهران واشرف على تهريب اليهود من العراق الى فلسطين وكان ضابطا في الاستخبارات الاسرائيلية واكتشف امره في فضيحة لافون في القاهرة فانتحر في السجن .وهناك الكثير في الملف العراقي .
ان الامور لم تتوقف عند عمليات الارهاب ،بل تعدته الى توزيع منشورات بعد كل انفجار يحث اليهود على الهجرة من العراق الى فلسطين ،من الذي كان وراء تلك المنشورات وهل وجود مكاتب التسجيل لمن يرغبون بالهجرة كان صدفة ام كان بترتيب من الحركة الصهيونية العالمية والموساد .الم يسجل 90000 يهودي للهجرة من اصل 120000 يهودي عراقي بعد تلك العمليات في تلك المكاتب والسؤال الاهم كيف خرجوا من العراق ؟
قال لي احد المساجين اليهود التقيته في سجن الرملة المركزي انه تمت زيارته من قبل ممثلين عن منظمة صهيونية اثناء وجوده في سجن بغداد وتمت مساومته على خيار الافراج عنه والذهاب الى فلسطين او البقاء في السجن وانهم عرضو صورا عليه تشمل الطبيعة الخلابة لفلسطين وانها جنة والفتيات الجميلات ليختار مايريد وبيتا جميلا وعملا دائما وانه امام هذه المغريات وافق على الهجرة ولكنه عندما عاد لم يوفر له شيء فعاد لصا.وقال اللص اليهودي انه تم نقله من سجن بغداد الى مطار بغداد ومنه ركب الطائرة الى مطار اللد في فلسطين .كان يقص علي سيرته دون ان يدري انه يوثق جريمة صهيونية تمت بالاتفاق مع حكومة عربية تسهل عملية الهجرة اليهودية الى فلسطين .الم يطرح نوري السعيد شعار " هجرة غير محدودة لليهود ستؤدي الى انهيار دولة اسرائيل "لذلك شجع الهجرة تحت غطاء هذا الشعار .
وحالة اخرى هي احد حراس سجن الرملة المركزي الذي بكى حنينا الى الوطن العراق قائلا ما ذنبي ان اقضي نصف عمري في السجن– كان الدوام يوما بعد يوم– وكنت مرتاحا في العراق . وقصص كثيرة عن اليهود المهاجرين من الدول العربية .
ولا بد من الاشارة هنا الى كتاب خلف الصحراء الذي كتبه يوسف مائير ويشير فيه الى رسائل التهديد بالاعدام للضابط العراقي عبد الرحمن السامرائي الذي اكتشف المنظمة الصهيونية الارهابية في العراق ونفذ حكم الاعدام في بعض افرادها وكذلك تهديد عبد الجبار فهمي مدير الشرطة آنذاك والحاكم سلمان بيات والمدعي العام شاكر العاني بعد صدور الحكم .
وكذلك كتاب الى بغداد والعودة الذي كتبه مردخاي بن بورات والذي يؤكد فيه الرحلات المنظمة للطائرات بشكل يومي لنقل اليهود من العراق الى فلسطين عبرمطارات عربية.
وقد اعترف الناشط السياسي الاسرائيلي صديق صديق وهو يهودي عراقي في مقابلة مع "المشهد الاسرائيلي": : "أنا مولود في العراق. وهاجرت إلى إسرائيل في العام 1951. ولم أهاجر وحدي، وإنما بلغ عدد العراقيين الذين جاؤوا إلى إسرائيل في هذا العام قرابة 130 ألف عراقي".وقال ايضا: ومجيئنا إلى إسرائيل تم من خلال مؤامرة وصفقة جرى تنفيذهما في العام 1949، في سويسرا بين [رئيس الحكومة العراقية] نوري السعيد ودافيد بن غوريون [رئيس حكومة إسرائيل]. وقضت هذه الصفقة ببيع يهود العراق، من خلال مغادرتهم لبلادهم والمجيء إلى إسرائيل".وقال في المقابلة : "إحدى الوسائل التي استخدمت لإرغام يهود العراق على مغادرة وطنهم هي أن الحركة الصهيونية، بواسطة عملائها، نفذت تفجيرات في كنس اليهود، من أجل أن يقال إن العرب يفجرون الكنس كي يطردوا اليهود. لكن تم إلقاء القبض على يهود كانوا ضالعين في تفجير الكنس اليهودية في بغداد. نستخلص من ذلك كله ان العرب لم يطردوا اليهود من بلادهم بل الحركة الصهيونية ثم الموساد هما المسؤولان عن هجرتهم، اذ لم يكن ممكنا بناء دولة يهودية بدون تهجير وتجميع اليهود من انحاء العالم في فلسطين ، وتم استخدام كل السبل لتحقيق ذلك ومنها الارهاب الصهيوني المنظم.

انشر المقال على: