الأحد 19-05-2024

يوم القدس العالمي: يوم للنضال والانتصارات

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

يوم القدس العالمي: يوم للنضال والانتصارات محمد محفوظ جابر بداية، ننحني احتراما وتقديرا للشهداء من أجل القدس وفلسطين، من انحاء الوطن العربي والعالم، وعلى رأسهم الشهيد الجنرال قاسم سليماني. إن اعلان يوم القدس العالمي ليكون في آخر جمعة من شهر رمضان، جاء من جمهورية ايران الاسلامية وعلى لسان الامام الخميني عام 1979، ووصف فيه الكيان الصهيوني أنه سرطان قاتل. يأتي يوم القدس هذا العام، في ظل تحقيق انتصارات هامة لصالح القدس والقضية الفلسطينية، وان كانت فلسطين لا تزال ترزح تحت وطأة الاحتلال الصهيوني السرطاني. لقد فشل قطار ترامب السريع والمحمل بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية في الوصول الى محطته النهائية، بفعل صمود وتطور التحالف المقاوم في مواجهة خط سيره في المنطقة العربية ، وسقط ترامب وتوقف قطاره عن المسير وظلت القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس هي القضية المركزية للامة العربية والاسلامية مدعومة من حركات التحرر العالمي، وهذه بعض الاشارات على الطريق: 1) تخلي الولايات المتحدة عن تمسكها بصفقة القرن بإعلان بايدن عدم تمسكه بها. 2) عودة الولايات المتحدة الامريكية للاتفاق النووي ضمن شروط ايران. 3) لم تنجح صفقة القرن في كسب الاعتراف الدولي ان تكون القدس عاصمة "اسرائيل"، رغم النجاح المهزوز في عملية تطبيع انظمة عربية مهزوزة. 4) الفشل في الغاء حق العودة للشعب الفلسطيني الى وطنه السليب، واستمرار عمل وكالة الغوث الدولية، رغم وقف المساعدات الامريكية لها، وعودة التعامل مع منظمة التحرير. 5) في القدس: لم ينجح التقسيم المكاني الصهيوني للحرم القدسي الشريف الذي يضم المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ومبان تراثية تاريخية وساحات واسعة، والفشل في الاستيلاء على مبنى باب الرحمة. عندما هبت جماهير القدس في باب العامود بدأت الاشتباكات بعد أن نصبت الشرطة حواجز معدنية لمنع الجلوس على الدرجات المحيطة بباب العمود، حيث يتجمّع الفلسطينيون عادة في ليالي شهر رمضان بعد الإفطار، وعندما أعلن يهود من اليمين المتطرف عن التظاهر بالقرب من البوابة الواسعة المطلة على البلدة القديمة، رأى العديد من الفلسطينيين في ذلك استفزازا ومحاولة للسيطرة على هذا الموقع الرمزي. ووقعت أعنف الاشتباكات عندما أراد الفلسطينيون تنظيم مسيرة مضادة لتلك التي هتف خلالها اليهود المتشدّدون “الموت للعرب”، لكن الشرطة تصدت لهم واشتبكت معهم. وأفضت الاشتباكات عن إصابة حوالى مئة فلسطيني و20 شرطيا إسرائيليا بجروح .وفي تلك الليلة ألقى عدد من المتظاهرين الفلسطينيين حجارة وزجاجات مياه على عناصر الشرطة الذين ردّوا بقنابل صوتية وخراطيم المياه. كما أحرق فلسطينيون حاويات قمامة في عدد من الشوارع المجاورة لباب العمود. وقالت مصادر فلسطينية إن الشرطة الإسرائيلية استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي، وإن قوات الخيالة التابعة للشرطة ضربت الشبان الفلسطينيين. وتحقق الانتصار، وسمحت الشرطة الإسرائيلية للفلسطينيين بالوصول مجددا إلى محيط البلدة القديمة في القدس، في خطوة ترمي لتهدئة التوترات التي شهدتها المدينة في الأيام الأخيرة، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس، والحقيقة هي خوفا من انتفاضة جديدة. وكانوا حققوا الانتصار في منع تركيب البوابات على مداخل المسجد الاقصى عام ٢٠١٧، ومنعوا تحويل مصلى باب الرحمة إلى كنيس يهودي عامي ٢٠١٨ و ٢٠١٩. شارك المقدسيون بكلهم في تحقيق هذه الانجازات شبابهم، ورجالهم ونسائهم وأطفالهم، بغض النظر عن هوياتهم السياسية والدينية، وبهذا ارسلوا رسالة للعالم وللمطبعين الجدد من العرب بأن القدس فلسطينية عربية لا بالشعار ولكن من خلال اهلها الذين يصنعون الصمود يوميا فيها، ولكن جماهير الارض المحتلة 1948 لم يتركوا أهل القدس وحدهم كما فعلت السلطة الفلسطينية، بل وقفوا جنبا الى جنب معهم بينما كانوا يخوضون معركتهم في يافا وام الفحم وفي قرية العراقيب التي هدمت 186 مرة واعاد اهلها بنائها، معركة الوجود والبقاء حيث يجري التطهير العرقي وهدم البيوت ومصادرة الاراضي وحرق المنازل والسيارات العربية والتضييق عليهم. كما انتصرت غزة بصواريخها لأهل القدس، وانتشرت الوقفات المساندة للقدس في الوطن العربي وفي انحاء العالم تحت شعار " القدس ليست لوحدها" معلنة تضامنها معها. وانتصار آخر تحقق ميدانيا بسقوط صاروخ انطلق من سوريا رسالة الى مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي في صحراء النقب المحتلة، ويشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أخفق سواء أن منظومة اعتراض الصواريخ فشلت في اعتراض الصاروخ السوري او بعدم إطلاق صاروخ لاعتراض الصاروخ السوري. إذ أن رادارات منظومات اعتراض الصواريخ تجري حسابات وترصد الموقع الذي انطلق منه والذي سيسقط فيه الصاروخ، وإذا تبين أنه سيسقط في منطقة مأهولة بالسكان، فإنه ينبغي اعتراضه، كي لا يتسبب سقوطه بخسائر بشرية أو أضرار مادية. وان كان يوم القدس العالمي هو دعوة للمسيرات الجماهيرية في انحاء العالم، للتأكيد على تحرير القدس وعدم نسيانها وتحرير فلسطين من النهر الى البحر، لكن الظروف الصحية الدولية وانتشار فايروس كوفيد لا تسمح بذلك، فإن هناك طرق ووسائل اخرى تمكننا من القيام بواجبنا عبر منصات ووسائل التواصل الاجتماعي وليكن شعارنا: القدس ليست وحدها

انشر المقال على: