الخميس 02-05-2024

يوم القدس العالمي .. الضفة درع القدس

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

يوم القدس العالمي .. الضفة درع القدس

محمد محفوظ جابر

تلبيةً لنداء الإمام الخميني بإحياء يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام، أطلقت اللجنة المركزية لإحياء يوم القدس العالمي شعار المناسبة لعام 2023 م – 1444 هـ “الضّفةُ دِرْعُ القُدْس”. وأوضحت الهيئة في بيان لها أن شعارها هذا العام جاء تقديراً لبسالة أبطال الضفة الغربية المحتلة وما قدّموه خلال الأشهر الماضية، من تضحيات ومقاومة شكّلت حدثاً استثنائياً في مسار معركتنا المتواصلة مع العدو لأجل تحرير القدس الشريف. والدرع في الحرب يعبر عن الاستعداد للمواجهة والجهوزية لصد العدوان، ولا يلغي ذلك دور السيف ولا دور المقاتل في الحرب، بل كل منهم مكمل للآخر. ويأتي يوم القدس هذا العام، في ظل استمرار القدس و فلسطين تحت وطأة احتلال السرطان الصهيوني القاتل، كما وصفه الامام الخميني عام 1979، عندما اعلن عن يوم القدس العالمي. ولكن قطار جبهة المقاومة العربية والاسلامية ما زال يسير في طريقه لتحرير القدس وفلسطين من ذلك السرطان القاتل، وخاصة بعد الانجازات التي تحققت في اكثر من ميدان على صعيد عربي وعالمي. فقد حققت المقاومة انتصارات على العدو الصهيوني، وانتشرت الكتائب المسلحة في انحاء الضفة الفلسطينية، من جنين الى نابلس وأريحا والخليل وفي المخيمات كما انتشرت البطولات الفردية في كل مكان من الاراضي المحتلة 1948 والضفة والقدس العاصمة الابدية لفلسطين، وشددت المقاومة ضرباتها في عمق الكيان، بعمليات فدائية بطولية استشهادية، رغم اعلان العدو عن اتخاذ الاجراءات الأمنية المشددة لمنع ذلك. فقد نشر الاحتلال نحو 7500 شرطي وعنصر في حرس الحدود، ومتطوعين في أنحاء “إسرائيل”، خاصة في مناطق المسجد الأقصى وحائط البراق في البلدة القديمة في القدس المحتلة، مطالبة المستوطنين بحمل السلاح، وقد حضر عشرات الآلاف منهم الى القدس وفتحت السلطات لهم ابواب الحرم القدسي ليصلوا الى ساحاته ليقدموا القرابين ويقومون بالصلاة، بعد طرد المعتكفين في المسجد الاقصى. ودعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في بيان أصدرته المستوطنين كافة للقدوم مسلحين إلى صلوات العيد في الكنس، وأن يحملوا السلاح عند الخروج للتنزه. وقالت، إنها عززت قواتها وقوات حرس الحدود عند الحواجز العسكرية بين "إسرائيل" والضفة الغربية من أجل منع دخول فلسطينيين إليها. إلى ذلك، ادعت الشرطة والجيش الإسرائيلي والشاباك أنها تلقت “عشرات الإنذارات” حول تخطيط لعمليات سينفذها فلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة. وقد اثبتت المقاومة فشل الأجهزة الأمنية الاسرائيلية وذراعها في السلطة الفلسطينية، واذرعها في الدول المطبعة، من حماية الكيان المحتل من ضربات المقاومة. وقاومت جماهير الشعب الفلسطينية هجمات المستوطنين المدعومة من جيش الاحتلال، في كل انحاء الضفة الفلسطينية، وشاركت جماهير الارض المحتلة 1948 في دعم اهل القدس ومقاومتها وخاصة في الأماكن الساخنة : الحرم القدسي الشريف، باب العامود، الشيخ جراح، سلوان ...... واذا كان "الصمت جزء من إدارة المعركة"... فإن اصوات صواريخ المقاومة من جهة وصافرات الانذار من جهة اخرى، اكدت ان جبهة المقاومة لها دورها العملي الفعال، عندما اعتدى رجال الأمن الصهيوني على المعتكفين داخل المسجد الاقصى بهمجية وقسوة ودون احترام لقدسية المكان، فانطلقت صواريخ جبهة المقاومة من قطاع غزة ومن الاراضي اللبنانية ومن سوريا التي تقترب في مقاومتها للهجمة الامبريالية الصهيونية من تحقيق الانتصار النهائي، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود، حسبما أعلن جيش الاحتلال، وصدرت تعليمات للمستوطنين بالاحتماء في الملاجئ. ان انطلاق الصواريخ من ثلاث جبهات: لبنان وسورية وغزة في وقت واحد، هو تطور جديد ميدانيا، ويستحق قراءة لما يحمله مستقبل الصراع العربي الصهيوني، مما يتطلب دعمه حتى يستمر موحدا. ونجحت قوى المقاومة في اليمن من تحقيق انتصار بإجبار قوى التحالف الرجعي الامبريالي قبول الهدنة وتجديدها، بعد ان اثبتت وجودها على ارض الواقع. وقامت جمهورية ايران الاسلامية بإدارة صراعها واخترقت الحصار الامبريالي الصهيوني، وجابت سفنها التجارية انحاء العالم محطمة جبروت التحالف الامبريالي الصهيوني، وقدمت الشهداء اضافة الى المال والسلاح للمقاومة ضد الامبريالية والصهيونية، وباعتراف اطراف جبهة المقاومة. وان كان يوم القدس العالمي هو دعوة للمسيرات الجماهيرية في انحاء العالم، للتأكيد على تحرير القدس وعدم نسيانها وتحرير فلسطين من النهر الى البحر، فإن الاستجابة لذلك هي واجب وطني وقومي واممي. ننحني احتراما وتقديرا للشهداء الذين سالت دمائهم من أجل القدس وفلسطين، من انحاء الوطن العربي والعالم.

انشر المقال على: