الثلاثاء 14-05-2024

"يوميات الحمار"- معرض عربي يهودي في متحف في القدس

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

"يوميات الحمار"- معرض عربي يهودي في متحف في القدس

يكشف المعرض عن الخلفيّة الحضاريّة الغنيّة فيما يتعلّق بالتعامل مع الحمار، هذا التعامل الذي يستمدّ إلهامه من عدّة مصادر- بدءًا من النقد السياسيّ وانتهاءً بمجالات معرفيّة مختلفة كالأدب والدين والتاريخ
"نادى الأسد الحمار لزيارته قائلا: تفضّل أيّها الحمار العزيز، لتستمتع معي بظلّ هذه الشجرة الخضراء، فأجابه الحمار: "لو كنت نباتيًّا، سيّدي الملك، لقاسمتك ظلّ هذه الشجرة".
هذا ما جاء في لوحة تستقبل الزائرين لـ معرض «يوميات الحمار» داخل متحف الإسلام في القدس، وهو معرض مشترك لفنانين عرب ويهود، في عمل فني واحد والطرفة ترمز لمضامين الأعمال الفنية التي تعيد للحمار بعض حقوقه.
يدور معرض «يوميّات حمار» حول شخصيّة الحمار، الشخصيّة المثيرة التي تعتبر محطّ جدل، وتثير موادّ المعرض خواطر مختلفة ومتناقضة، بدءً من المكانة الرفيعة التي يتمتّع بها الحمار في مختلف الديانات وانتهاءً باستخدامه كلقب يتضمّن الإهانة.
يشارك في هذا المعرض الجماعيّ فنّانون، يصفون بالتصوير والرسم والتخطيط شخصيّة الحمار ومكانته في العائلة والمجتمع في فلسطين/إسرائيل منذ عشرينات القرن الماضي.
و يقول أمين المعرض الفنان، فريد أبو شقرة، ان "هذه المشاعر المتصارعة التي تتبادر إلينا من خلال شخصيّة الحمار، تشكّل بمثابة استهلال لنقاش مثير ومثمر، كما انها تحفّز لدى كلّ من يُنعم النظر في موادّ المعرض حوارًا ذاتيًّا عميقًا".
ومن أبرز الفنانين المشاركين في المعرض الفنان أشرف الفواخري من بلدة المزرعة قضاء عكا الذي واكب الحمار مسيرته الفنية منذ 18 عاما وهو الان يستعد لتنظيم معرض جديد موضوعه الأساسي الحمار.
ويسعى فنانوا المعرض لتغيير الفكرة النمطية عن الحمار وفكرتنا عنه. في معظم الأعمال الفنية لا يظهر الحمار حيوانا خانعا وعنيدا فحسب بل ذكيا، محاربا، مناضلا، صبورا، عاشقا ومسالما وبغيرها من الصفات الطّيّبة كالارتباط بالأرض والاهتداء للطريق في المعاصي والقناعة بالقليل وهو بخلاف الفرس لم يلعب دورا عنيفا بالحروب.
ويقول الفنانون انه الحمار هو دلالة على الصبر والتحمل وبرأيهم هو أكثر ذكاء من الحصان، هذا عدا عن علاقته ببعض الانبياء.
يكشف المعرض في «متحف الإسلام» عن الخلفيّة الحضاريّة الغنيّة فيما يتعلّق بالتعامل مع الحمار، هذا التعامل الذي يستمدّ إلهامه من عدّة مصادر- بدءً من النقد السياسيّ وانتهاءً بمجالات معرفيّة مختلفة كالأدب والدين والتاريخ.
تمرّ شخصيّة الحمار بتحوّلات خلال انتقالها بين الأعمال الفنّيّة المختلفة في المعرض. هذه التحوّلات هي تعبير عن الطابع الخاصّ لكلّ فنّان وتأتي وفق السياق الاجتماعيّ التاريخيّ. وتقول راحيل حسون المديرة الفنية للمعرض ان الفنّانين الإسرائيليّين الذين عاشوا في البلاد اكتشفوا الحمار في عشرينات القرن الماضي مع اكتشافهم للبلاد كأنشودة شرقيّة فدمجوه في أعمال فنّيّة، ووُصفت الحمير كجزء لا يتجزّأ من المنظر الطبيعيّ للبلاد التي نعيش فيها لكنها تتحاشى الإشارة للفكرة النمطية التي نسجها الإسرائيليون حول السكان الأصليين للبلاد من خلال الاستهتار بالحمار كمؤشر تخلف.

انشر المقال على: