الخميس 16-05-2024

يهودية دولة "إسرائيل" وديمقراطية القتل

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

يهودية دولة "إسرائيل" وديمقراطية القتل محمد محفوظ جابر قال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء التشيكي بوهوسلاف سوبوتكا في القدس : " إسرائيل هي دولة ديمقراطية يحتذى بها ، هذا ما كانت عليه الأمور وهذا ما سوف يستمر . واضاف لا أعرف أي دولة أخرى في العالم تتمتع بمستوى أعلى من الديمقراطية والحيوية من دولة إسرائيل، وبالتأكيد ليس في منطقتنا. والأمر الذي يتم تحديه هو كون دولة إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي، ولذا سنحدّث قانونيا هذا الحق القومي المتاح للشعب اليهودي". تحت الشعار الصهيوني العربي الميت هو العربي الجيد ، تمت إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين حيث مارست عصابات المستوطنين الصهاينة العمل الاجرامي بقتل أبناء الشعب العربي الفلسطيني وصولا إلى " اعلان استقلال اسرائيل " ولذلك من ناحية ديمقراطية مارسوا من البداية ولا زالوا حتى الآن عمليات القتل والمجازر والسجل العربي الفلسطيني حافل بمجازر محاولات إبادة هذا الشعب تماما ، كما قام المستوطنون الأوروبيون بعملية إبادة " الهنود الحمر " الشعب الأصلي لأراضي الولايات المتحدة فشكلوا وصمة عار للديمقراطية في تاريخ الولايات المتحدة . أليس المستوطنون الصهاينة أيضا هم بغالبيتهم من أوروبا أيضا ! ولذلك لم تعترض أوروبا ولا الولايات المتحدة على القانون بل طالبوا بتعديله . واستنادآ إلى ديمقراطية قتل الشعوب الأخرى ولأن النظام الصهيوني تفوق على النازية وجرائمها فإنه فعلا لا يوجد دولة في العالم أكثر " ديمقراطية اجرامية " من الكيان الصهيوني . هي دولة إذن يحتذى بها في الاجرام والقتل وقدوة في " ديمقراطية القتل " ولأن يد الاجرام الأمريكية امتدت إلى شعوب العالم حتى أصبحت مصدرا للارهاب الدولي فإن " اسرائيل " امتدت يدها في الاجرام لتطال معظم الدول العربية بل مارست الاغتيال أيضا في دول أوروبية . من ناحية أخرى لم يقل ناتنياهو من هو الشعب اليهودي ، لأنه لا يوجد في الكيان الصهيوني تعريف متفق عليه لمن هو اليهودي وهناك خلافات بين المستوطنين الصهاينة حول هذا الموضوع وعلى سبيل المثال بعضهم يقول اليهودي هو من كان والده وأمه يهوديان بينما يقول آخرون من كانت أمه يهودية ... وبعضهم يقول من كان أبوه يهوديا أو أمه يهودية ولذلك أيضا لا يوجد دستور " للدولة " فالدستور يجب أن يعرف من هو اليهودي وأن يعرف حدود "الدولة " ولكن لا يوجد أي تعريف لأي من هاتين النقطتين بسبب الرغبة الجامحة في التوسع على حساب الوطن العربي مما يتطلب حشد أكبر عدد من البشر بغض النظر عن يهودية أصولهم وليس أدل على ذلك من استقبال " الفلاشا " من افريقيا والمهاجرين الروس من الاتحاد السوفيتي سابقا والذين 25% منهم هاجروا لأسباب اقتصادية إلى الكيان الصهيوني . إن إطلاق يهودية الدولة بشكل قانوني هو لاجبار الدول العربية على القبول بها بعد أن لاقت رضى الولايات المتحدة وثبتها كيري في خطته والهدف منها هو اسقاط حق العودة للشعب الفلسطيني . ان "إسرائيل" اليهودية والديمقراطية في آن واحد غير ممكنة منطقيا فاليهودية تعتبر اليهود شعب الله المختار والآخر غير اليهودي خلق لخدمتهم لذلك فإن مشروع القانون الذي سوف يعرف "إسرائيل" كدولة الشعب اليهودي بشكل رسمي، يمنع الحقوق القومية عن غير اليهود اي الشعب العربي الفلسطيني ، فهو اذن قانون عنصري يسعى لتهجير العرب من الاراضي المحتلة عام 1948 لاحلال اليهود مكانهم . هذا هو الخطر القادم والذي يجب العمل على تجنبه بخطة تستند على شعار حق العودة وعدم الاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني .

انشر المقال على: