الأربعاء 08-05-2024

هل سقطت اتفاقيات ابراهام وتجمد التطبيع؟

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

هل سقطت اتفاقيات ابراهام وتجمد التطبيع؟ محمد محفوظ جابر قراءة في ذكرى مرور سنة على الاعلان عن معاهدة اتفاق إبراهيم للسلام، الذي رعته الولايات المتحدة وأعلنت عنه في 11 سبتمبر. 2020 يُجمع باحثون ومحللون إسرائيليون على أن "اتفاقيات أبراهام" مع الإمارات ودول عربية أخرى تشكل إنجازا سياسيا هاما لتل أبيب، ويرى هؤلاء في ظل مرور عام على توقيع اتفاقيات التطبيع أن الفرصة ما تزال سانحة أمام "إسرائيل" لتحسين وضعها الاستراتيجي بالشرق الأوسط!!! يقول المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إن هدف "اتفاقيات أبراهام" الانطلاق نحو تطبيع مع دول عربية وإسلامية أخرى، وفي مقدمتها السعودية، وإن انضمام المغرب والسودان لاحقا للتطبيع كان أبرز ما حققته الاتفاقيات، لكن الإسرائيليين لا يشعرون بالإنجازات الاستراتيجية للتطبيع، بينما الثمار الأساسية للسلام مع الإمارات تحققت جزئيا في المجال الاقتصادي والتكنولوجي، كما وثقت العلاقات الأمنية والاستخباراتية بين البلدين. ورغم ما اعتبره الباحثون "إنجازا سياسيا" فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أن التغييرات التي أحدثتها هذه الاتفاقيات في عامها الأول كانت أقل من التقديرات التي سادت لدى توقيعها. ويتفق المحللون على أن التهديد الإقليمي المشترك الذي تشكله إيران ومشروعها النووي كان المحفّز الأساس لإبرام "اتفاقيات أبراهام" بيد أن هذا المحفز تآكل وتراجع بانتهاء عهد ترامب، والتغيير الذي حدث في سياسة خلفه جو بايدن. وكانت قد بدأت وزارة الخارجية الأميركية الجديدة، سياسة تهدف إلى تغيير الاسم المتداول لاتفاقات التطبيع، وهو "اتفاقيات أبراهام"، والاكتفاء بوصفها أنها "اتفاقات تطبيع". هذه المعلومات أوردها تقرير نشره موقع «Free Beacon» الأميركي، استناداً إلى رسائل بريد داخلية في وزارة الخارجية الأميركية، اطّلع عليها معد التقرير، وإلى حديث مع مصدر داخل الوزارة. فشلت اتفاقيات أبراهام بالتمدد في دول الخليج وتوقف التطبيع الرسمي ضمن المحدودية التي تمت قبل سنة، ولم يصل التطبيع العلني السعودية ولا اقترب من اندونيسيا ولا موريتانيا، ولم ينجز تحالف عربي- اسرائيلي ضد ايران، ولم يتوقف الخطر الذي ابرمت الاتفاقيات من اجله. بل ان الدول التي طبعت ايضا تخلخل تطبيعها: -عندما وافقت الإمارات العربية المتحدة والبحرين على إضفاء الطابع الرسمي على علاقاتهما الدبلوماسية مع "إسرائيل" العام الماضي، جاء القرار مع مكافأة مالية، صندوق بقيمة 3 مليارات دولار من شأنه تمويل القطاع الخاص لتعزيز النمو الاقتصادي والتعاون في المنطقة. في وقت لاحق، عندما أشارت السودان والمغرب إلى اقامة علاقات مع "إسرائيل"، تم تخصيص 3 مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لهما أيضا. ووصف بيان أعلن عن الصندوق في 20 أكتوبر الماضي أن الصندوق هو “جزء لا يتجزأ من اتفاق السلام التاريخي” بين "إسرائيل"، والإمارات والبحرين، بدعم من الولايات المتحدة. ولكن بعد أقل من خمسة أشهر، اصبح مستقبل الصندوق غير واضح. انه في الوقت الذي بدأ فيه الصندوق بداية سريعة، وإن كانت غامضة، فقد تلاشى مع دخول إدارة بايدن. وقد استقال أرييه لايتستون، الذي عينته إدارة دونالد ترامب تعيينا سياسيا لإدارة الصندوق، ولم يتم بعد تعيين بديل. ولا يوجد حتى الآن موقع إلكتروني لصندوق أبراهام، والموقع الإلكتروني لـ DFC، الذي يسرد المشاريع النشطة، يحتوي فقط على الأرقام الرسمية حتى نهاية يونيو. ولا يتضمن مقترح ميزانية السنة المالية 2021. ويبدو أن وعود صندوق أبراهام بانهمار الأموال على المنطقة قد جفت. - تراجعت البحرين عن نيتها استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والجولان السوري المحتل، وذكرت القناة "12" العبرية في تقرير لها، أن البحرين تغير اتجاهها، بحسب عربي 21. - ومن البداية، بعثت المغرب برسائل إلى "إسرائيل"، قالت فيها إنها لا تريد التوقيع على اتفاق تطبيع علاقات، شبيهة بالاتفاقات مع الإمارات والبحرين، وأنها لا ترى بالتفاهمات التي توصلت إليها أنها جزءا من "اتفاقيات أبراهام". وأوضحت المغرب معارضتها بأنه كانت هناك علاقات دبلوماسية علنية بين المغرب و"إسرائيل" في الماضي، حسبما ذكر موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني. 22/12/2020 . وان اسباب اعادة العلاقات بين الطرفين، اعتراف ترامب بسيادة المغرب في الصحراء الغربية المتنازع عليها، كما أبلغ ترامب الكونغرس بأنه يدفع قدما صفقة أسلحة بمليارات الدولارات مع المغرب، وتشمل طائرات بدون طيار وصواريخ موجهة عن بعد، وبعد سقوط ترامب وعدم اعتراف بايدن بسيادة المغرب في الصحراء الغربية، انتفى الشرط بإعادة العلاقات. - اما السعودية فالتطبيع ما زال سريا، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن العائلة المالكة السعودية منقسمة حول العلاقات المستقبلية المحتملة مع "إسرائيل" بعد الاتفاقيات التاريخية مع الإمارات والبحرين. وأصدر الملك تعليماته لوزير خارجيته ليعلن مرة أخرى التزام المملكة بإقامة دولة فلسطينية، وكتب أحد مساعدي الملك مقالا في صحيفة سعودية كرر فيه الموقف المؤيد للفلسطينيين من العائلة المالكة، حسب ما أفاد موقع "والا" الإخباري نقلا عن تقرير "وول ستريت جورنال". - في المغرب دفع حزب العدالة والتنمية ثمن تطبيعه الرسمي عندما وصل إلى رئاسة الحكومة في 2011 فسجل تراجعاً مدوياً، إذ انخفضت حصته من 125 مقعداً في البرلمان المنتهية ولايته إلى 12 مقعداً فقط، لعزوف الجماهير عنه في الانتخابات 2021 وفق وكالات الأنباء. ويعتقد ديكل- الذي يشغل منصب مدير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي- أنه بحال تم التوصل إلى اتفاق يقضي بعودة أميركا والدول العظمى للاتفاق النووي، فإن ذلك سيسمح لإيران بتعزيز نفوذها في "الشرق الأوسط"، مما يردع الدول العربية عن مواجهة مباشرة مع طهران، ويُسهم بفتور وخفض العلاقات مع "إسرائيل". وقد أعادت الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على غزة وفلسطين 48 والضفة سؤال التطبيع إلى الواجهة، وتردد صداها في الساحات والميادين العربية التي ضجت بآلاف الجماهير المطالبة بوقف العدوان على الفلسطينيين وإسقاط كل مظاهر التطبيع العربي الإسرائيلي. وتغيرت بعد العدوان موازين القِوى، وقواعد الاشتِباك لم تَعُد في صالح "إسرائيل" وأصبحت عاجزةً عن شنّ أيّ حربٍ، سواءً ضدّ فصائل المُقاومة في غزّة أو اليمن، أو جنوب لبنان، ناهِيك عن إيران، ولا يستبعِد أن تتراجع عن هجماتها على سورية خَوفًا من المُفاجآت. اضافة للمقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة في المنطقة، أعلنت "كتائب حزب الله" في العراق أنها جزء من المعادلة ايضا، وثورة اليمن اعلنت الانضمام الى المقاومة كجزء من المعادلة، اما حزب الله في لبنان فسبق ان اعلن أنه جزء من المعادلة المعادية ل "إسرائيل". بينما كشف نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي عن ثَغرةٍ كُبرى في استراتيجيّة الدّفاع لكيانه تُسَلِّط الأضواء على حقيقة الأزمة العسكريّة والمعنويّة التي تعيشها "إسرائيل" في الوقتِ الرّاهن، عندما قال في مُؤتمر صحافي: "إن عدم قُدرة إسرائيل على شِراء صواريخ للقُبب الحديديّة، أمْرٌ خطيرٌ جدًّا". كما جرى هذا العام انسحابات عربية من الألعاب الأولمبية رفضًا للتطبيع الرياضي لأن القضية الفلسطينية بنظرهم مقدسة: -محمد عبد الرسول من السودان -فتحي نورين من الجزائر -لاعب الشطرنج الموريتاني عبد الرحيم الطالب محمد (14 سنة) أن موقف اللاعبين الجزائري والسوداني والموريتاني نال إعجاب الكثير من المتابعين الرياضيين والسياسيين العرب والمسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أخيرا رأت إندبندنت أن : اتفاقيات أبراهام لا تستحق الورق الذي كُتبت عليه. فماذا تبقى.

انشر المقال على: