الجمعة 29-03-2024

نتنياهو للأوروبيين: دولة فلسطينية منزوعة السلاح والأغوار تحت السيطرة الإسرائيلية ولست مستعدًا لدفع اي شيء كبادرة حسن نية للقاء عباس

موقع الضفة الفلسطينية

قالت صحيفة 'معاريف' العبرية، في عددها الصادر أمس الثلاثاء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قال خلال اجتماعه أمس، برئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل بروسو أن الفلسطينيين لم يبرموا اتفاقية سلام مع الإسرائيليين منذ بدء المفاوضات بين الطرفين لأنهم لا يتحدثون عن الضفة الغربية فقط بل يريدون العودة إلى حيفا وتل أبيب ولن يتنازلوا عن ذلك بعد، على حد تعبيره.
وبحسب الصحيفة، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يشرح بهذه الكلمات سبب عدم التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين على الرغم من كل المفاوضات والمؤتمرات والاتصالات والفرص التي كانت متاحة.
علاوة على ذلك، زعم نتنياهو خلال اللقاء المذكور أن الفلسطينيين وضعوا ثلاثة شروط تمنع حسب ادعائه وتحول دون الوصل إلى اتفاق بين الطرفين وهي: ملف القدس، وحل مشكلة اللاجئين في إسرائيل وعودة إسرائيل وانسحابها إلى ما وراء الخط الأخضر.
وادعى نتنياهو، وفق الخط الإسرائيلي الجديد فيما يتعلق باللاجئين، أن مسألة اللاجئين هي قضية عائلات تتناقل للجيل الثالث على التوالي مكانة لاجئ وتتحدث هذه العائلات عن العودة إلى حيفا وتل أبيب، وأضاف نتنياهو إنه لو اقتصر الأمر على الضفة الغربية لكان بالإمكان حل المشكلة. وزعم نتنياهو خلال لقائه مع نظيره الأوروبي أنه على استعداد لإعطاء الفلسطينيين دولة ولكن بشرط أن تكون منزوعة السلاح ومع تواجد للقوات الإسرائيلية في الأغوار، على أن يتم حل مشكلة تبادل المناطق وتحديد المناطق التي سيحصل عليها الفلسطينيون وأية نسبة مقابل الكتل الاستيطانية. وعلى استعداد لتقديم التنازلات إلا أنهم غير مستعدين لتقديم تنازلات، وساقت الصحيفة قائلةً إن رئيس الوزراء غير مستعد لدفع ما أسماها بـأغورة واحدة، كبادرة حسن نية للفلسطينيين مقابل لقاء مع عباس، مضيفا: أعرف ما يريدونه، يريدون تحرير أسرى، ولكن ما الذي يقترحونه في المقابل.
وأعرب نتنياهو وفقا لما نقله بعض الدبلوماسيين الذين شاركوا في اللقاء، عن دهشته للمجهود الهائل الذي تبذله أوروبا في المسألة الفلسطينية، وكأنها المشكلة الوحيدة في الشرق الأوسط، على حد قوله.
على صلة بما سلف، قال الجنرال الاحتياط عوزي ديان، رئيس هيئة الأمن القومي سابقا في إسرائيل، إن سقوط الضفة الغربية في أيد معادية سيفضي تبعا لذلك إلى هدمٍ مستمر للبنية الوطنية الإسرائيلية، لافتا إلى أن هذا السبب دعا مهندسي العقيدة الأمنية القومية الإسرائيلية بدءا من ييغال الون، مرورا بـموشيه ديان وحتى اسحق رابين إلى معارضة شديدة وحازمة لعودة إسرائيل إلى خطوط 67 الهشة والتي استدعت عمليات هجومية، وتعريض مستقبل إسرائيل للخطر بدلا من تمهيد الطريق إمام السلام، على حد قوله.
وأشار في دراسة جديدة إلى أن هؤلاء الزعماء الإسرائيليين تلمسوا حدودا جديدة تمكن إسرائيل من الدفاع بدون دعم خارجي، وهكذا نشأ إجماع واسع بالمؤسسة الأمنية الوطنية التي وصفت هذه الخطوط بالحدود الآمنة ودفعت من اجل تحقيقها خلال أية مفاوضات مستقبلية.
وقال أيضا إنه منذ تأسيسها اضطرت إسرائيل إلى محاربة الإرهاب المدعوم من قبل دول في المنطقة وهذا التهديد هو الآن أكثر فاعلية من الماضي، لافتا إلى أن عدم القدرة على منع تدفق السلاح والقوة البشرية، كما هو الحال في لبنان وغزة، يحول المنطقة المقصودة الى مصدر للهجمات وإطلاق الصواريخ ويفضي إلى عدم الاستقرار والى تعقيدات دبلوماسية بل إلى الحرب.
ويعتقد الجنرال دايان انه إذا ما أطلقت قوات إرهابية قذائف هاون وقذائف صاروخية من منطقة نابلس، كما يفعلون الآن من غزة، فان المؤخرة الإسرائيلية ستنكشف أمام هذه النيران، ولكون الضفة الغربية تسيطر من على مسافة عدة كيلومترات على المدن الرئيسية في إسرائيل، فانه من الضروري منع دخول مدافع الهاون والقذائف الصاروخية وصواريخ مضادة للجو إليها، وعليه، من اجل منع نشر مثل هذه الصواريخ بالقرب من مواقع إستراتيجية حيوية وقابلة للإصابة، فان على إسرائيل إن تسيطر أرضا على مناطق الإطلاق المحددة.
كما رأى دايان، الذي كان في الماضي نائبا لقائد هيئة الأركان العامة في الجيش، إن لغور الأردن أهمية إستراتيجية كبيرة، وبالتالي لا ينبغي لإسرائيل ترك غور الأردن انطلاقا من الافتراض أن الهجوم من الشرق غير جائز وليس متوقعا، محذرا من أن الدول المجاورة ستستخدم ترسانة الصواريخ الباليستية والصواريخ البعيدة المدى التي بحوزتها من اجل منع وصول التعزيزات الكافية إلى الجبهات الإسرائيلية بما فيها غور الأردن، وأكد على أن الأهمية الحاسمة لنهر الأردن بالنسبة لأمن إسرائيل تتبدى أيضا من التجربة الإسرائيلية في غزة.
ومن مفاهيم كثيرة فان غور الأردن هو محور فيلادلفيا في الضفة الغربية، وبينما حفر الأنفاق تحت سطح الأرض غير معقول، فان غور الأردن الأطول من محور فيلادلفيا يوفر مجموعة من الإمكانيات والفرص للتهريب، مشيرا إلى أن السبيل الوحيد لتحقيق مطلب إسرائيل هو أن الدولة الفلسطينية العتيدة يجب أن تكون منزوعة السلاح، ويمكن منعها من التحول إلى موقع إيراني فقط عن طريق الاحتفاظ بالسيطرة الإسرائيلية الكاملة على غور الأردن.
وخلص إلى القول إن لإسرائيل الحق الطبيعي والمعترف به دوليا في حدود آمنة تسمح لها بالدفاع عن نفسها اعتمادا على قواتها، وان السيادة الإسرائيلية الكاملة على غور الأردن بأكمله كمنطقة أمنية تستند إلى نهر الأردن هو خط الحدود الذي يسمح بتوفير الأمن لإسرائيل، كما انه على إسرائيل أن تنتقل من سياسة الأمن المعتمدة على الاتفاقيات السياسية والضمانات الدبلوماسية إلى سياسة الاتفاقيات القائمة على منح الأمن عن طريق القوات الإسرائيلية، مشددا على انه في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية يجب الإصرار على السيادة الإسرائيلية على جميع المناطق ذات الأهمية الأمنية والحيوية كجزء من أي اتفاق إقليمي، وعدم البحث عن حلول إقليمية إضافية التي لن يطول عمرها، على حد قوله.

انشر المقال على: