الجمعة 26-04-2024

ناجي العلي.. صاحب “حنظلة” لا يموت أبدًا

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

ناجي العلي.. صاحب “حنظلة” لا يموت أبدًا

حنظلة مديرًا ظهره، مشبكًا يده، لم ير أحد قط وجهه، حنظلة الطفل ذو العشرة أعوام، لا يكبر أبدًا، في العاشرة منذ رسمه ناجي العلي، ولد بعد نكسة يونيو 1967، وأدار ظهره في 1973، حنظلة يكره الأنظمة العربية وخذلانها، يحلم بالعودة كما الجميع، حنظلة يحيي الذكرى الـثامنة والعشرين على رحيل صانعه.
ناجي العلي، رسام الكاريكاتور الفلسطيني صاحب أشهر شخصية كاريكاتورية مثّلت القضية الفلسطينية، ولد ناجي العلي في 1937 وعندما بلغ سن العاشرة حلّت النكبة في 1948 وهُجِرّ هو وأهله إلى مخيم عين الحلوة بلبنان، عاش طفولته وشبابه بين الاعتقالات على يد جيش الاحتلال لنشاطاته المعادية له وبين الجيش اللبناني، ظل “ناجي” يرسم على الحوائط ويرسم، درس ميكانيكا السيارات في طرابلس بليبيا، وفي 25 سبتمبر 1961 نُشر أول كاريكاتور لناجي العلي في مجلة الحرية في عددها الـ88، ذلك بعد أن شاهد أعماله غسان كنفاني الأديب الفلسطيني.
ثائر صغير يبلغ من العمر عشرة أعوام لا يكبر أبدًا، يظل حاله كما هو ثائر ناقم على الأوضاع حتى يصدح الحق وتعود الأرض ومن ثم يبدأ في الكبر كسائر البشر، كتّف يديه خلف ظهره وأداره فهو ليس مُطبعًا على حد قول صانعه.
حنظلة الشخص الأساسي في أعمال العلي كلها، حنظلة من قال “من راقب الأنظمة مات همًا”، من نقم على الأنظمة فجعل “فاطمة” تقول: “نذر عليّ إن خلفت صبي لأعلمه كيف يحارب الأنظمة المهترية قبل ما يحارب إسرائيل”.
“حاجة تقولي الدم ما بيصير مية.. صار زفت” بعيون دامعة تنظر فاطمة لزوجها الذي يقرأ الجريدة التي تتحدث عن اقتتال الأخوة ودور النفط في المعركة، بينما حنظلة كما هو، موقفه ثابت لا يتغير.
أعمال العليّ كلها تدور في نفس الفلك على لسان شخصياته، فهو لم يهادن ولم يطبع يومًا، ثائر كحنظلة، صاحب القلم الذي لم يرسم يومًا إلا ما رآه، والصوت الذي لم يتحدث إلا عن الثورة والنضال.
“الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة وليست بالقريبة، إنها بمسافة الثورة”.
ظل ناجي يعمل بالمجلات المختلفة ما بين الطليعة الكويتية والسياسة الكويتية والسفير اللبنانية والقبس الدولية.
في 22 يوليو 1987، في أحد شوارع لندن كانت الرصاصة التي استقرت في عين “العلي” اليمنى، ودخل على أثرها في غيبوبة حتى مات في 29 أغسطس 1987، ودفن في لندن.
كان ناجي يحمل في يده رسمتين إبان مقتله، أراد العودة حتى بعد موته ليُدفن في المخيم الذي هُجِر إليه لكنه دفن في المدينة التي لقى حتفه بها.
أشارت أصابع الاتهام إلى جهات عِدة أبرزها الموساد، لكن البعض اتهم أنظمة عربية كان قد انتقدها العلي انتقادات لاذعة، واتهامات أخرى لمنظمة التحرير الفلسطينية التي انتمى لها الشاب مُنفذ العملية، والذي في نفس الوقت كان يعمل لصالح الموساد.
ذهب ناجي وظل صغيره ناقمًا ثارًا ثابتًا على ما يحمل من مبادئ منذ أن وُجِد، يظل حنظلة حتى يومنا هذا يراقب الأنظمة العربية، ما زال حنظلة في سن العاشرة، فحنظلة استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء.

انشر المقال على: