الاثنين 20-05-2024

من المسؤول عن ازمة جامعة بيرزيت

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

من المسؤول عن ازمة جامعة بيرزيت
بقلم: صلاح هنية

تاريخيا ومن التجارب الحية في ارشيف النضال المطلبي والنقابي لم تنجح يوما سياسة لي الذراع .....
تاريخيا لم يتم الخروج من أي أزمة نقابية ومطلبية الا بالحوار للوصول إلى منتصف الطريق .....
جامعة بيرزيت وللاسبوع الثالث على التوالي يعلن مجلس الطلبة والحركة الطلابية اعتصاما واضرابا مفتوحا احتجاجا على ارتفاع الاقساط وارتفاع رسوم التسجيل، عمليا قام مجلس الطلبة باغلاق ابواب الجامعة ريثما يتم التعاطي مع قضية الاقساط، وبقية الإدارة مصر على غلق ابواب الحوار مع الطلبة حتى ولو من باب تعليمي تربوي لانارتهم بأن الحوار هو الاساس وأن الحياة ما بعد التخرج هي قائمة على الحوار وقبول الأخر.
أمس وفي خطوة لا يشتم منها الا رائحة لي ذراع الحركة الطلابية تم الاعلان عن الغاء الفصل الصيفي في دورته الثانية الأمر الذي يعني للإدارة انها خرجت من دائرة الضغط المستخدم من الحركة الطلابية بشماعة الفصل الصيفي، ونسيت أو تناست أن امامها مهمة أكثر تعقيد وصعوبة عندما يتم تعطيل بدء الفصل الاول وعندما يتجمع حشود من الطلبة امام باب الجامعة مع بداية الفصل ويصبح الزخم الطلابي أكثر وأكبر تاثيرا.
لماذا لجات الادارة لهذا الخيار؟
عمليا لم تطرح الادارة اي خيار ولكن عدد من الوسطاء الحريصين على مسيرة الجامعة تدخلوا ونقلوا للإدارة مبادرات مختلفة ولم تستجب لأي منها، وفجأة يعقد اجتماع للمجلس الاكاديمي ليعلن الغاء الفصل الصيفي.
كان بأمكان الإدارة أن تشكل مرشدا ومعلما للحركة الطلابية بقواعد العمل المطلبي والنقابي فتجالسهم وتحاورهم وتضع بين اياديهم الحقائق وتصل معهم إلى منتصف الطريق، وهذا عهدنا في جامعة بيرزيت تاريخيا، لم تكن الازمات تبات طويلا لأن هدف الجامعة هو تخريج اجيال مؤهلة للعب دور قيادي في المجتمع ولا تريد أن تخرج أمعة لا يحسن صنعا.
ولعل ما شجع الادارة هل هذه الخطوة هو الصمت المريب من مؤسسات المجتمع المدني والفعاليات المجتمعية الشعبية والاعلام الفلسطيني الذي اثر انحياز لخطاب الادارة بالكامل، وتبعه صمت حكومي واضح المعالم على قاعدة أن من يريد التدخل يجب أن يوقع على شيك فوري قابل للصرف فنأت بنفسها عن هذا الملف في ضوء العبئ المالي المتراكم.
لماذا لجئ مجلس الطلبة لهذا الخيار؟
عمليا تراجع الوضع المعيشي لدى المواطن الفلسطيني لا يلمسه الا الطلبة عموما بحيث يعيش الطلبة آلية توفير الاسرة وشد الاحزمة من أجل دفع القسط الجامعي للجامعة وبالتالي يشكل امامه تراجعا في الانفاق على بقية مكونات الحياة الجامعية التي تعتبر اساسية.
وبالتالي فقد انتصر مجلس الطلبة لأولياء الأمور وحالهم المعيشي الاقتصادي ليس الا وليس ترفا ولا رغبة في تعطيل الدراسة.
وتصاعد الفعل المطلبي من قبل مجلس الطلبة اكثر وأكثر عندما وجدوا انفسهم في الميدان لم يكن حولهم لا الذين رقصوا بهم يوم فازوا في انتخابات مجلس الطلبة في دورته الحالية، ولا من هم تاريخيا ينصرون الحركة الطلابية في نضالها المطلبي.
وعندما وجدوا أن كل الخيارات تقود إلى رفع محقق بالاقساط لأنه لا سبيل امام إدارة الجامعة الا رفع الاقساط، وبالتالي يكون دور مجلس الطلبة هو الموافقة فقد على الرفع للاقساط، وهذا مستحيل تماما.
اين يكمن المخرج؟
من وجهة نظري المتواضعة فان تشريع ابواب الحوار مع مجلس الطلبة والمعتصمين في الجامعة خيار لا ثاني له.
ولا يجوز اجراء تقيم مسبق للنوايا من قبل إدارة الجامعة وكأن هناك حالة عداء بين الطلبة وجامعتهم، وهذا التقيم نابع من تحريض وتعبئة من جهات بعينه لدفع إدارة الجامعة للتصعيد لدرجة الغاء الفصل الصيفي.
ثالثا يجب أن يتعلم الطلبة أولا وهذا دور الادارة أن هناك متسع في عملية الحوار لخروج الطرفين رابحين دون ضرورة خروج طرف رابح وطرف خاسر، وضرورة أن يتعلم الطلبة وهذا دور الادارة أن يضع كل نفسه مكان الأخر بحيث يعيش اللحظة بدقتها، وهذه ليست تمارين وليدة لحظتها ولكنها عملية مراكمة يتم تغذيتها خلال الايام الطبيعية للحياة الجامعية.
يجب أن يكون واضحا لكافة الاطراف أن عزوفا عن التعليم الجامعي بات واضحا خصوصا عند الاطلاع على القسط الجامعي للطلبة خريجي الثانوية العامة هذا العام 2012، ونحن نتابع ونعرف ولا نخمن بل لدي حقائق واضحة.
بوادر الحل بالعودة الفورية عن قرار الغاء الفصل الصيفي لأن من يتحمل مسؤولية القرار فقط إدارة الجامعة.
بوادر الحل بفتح حوار فوري جدي ينقذ الفصل الدراسي القادم الاول.
بوادر الحل تعني أن نخفف العبئ عن الاسر الفلسطينية في التعليم الجامعية وهذه ليست مسؤولية إدارة الجامعة وحسب لكنها مسؤولية سياسة التعليم العالي في فلسطين ومسؤولية وزارة التعليم العالي ومجلس التعليم العالي.

انشر المقال على: