الجمعة 26-04-2024

مفهوم التطبيع وجميل السلحوت وقضية زياد دويري

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

مفهوم التطبيع وجميل السلحوت وقضية زياد دويري محمد محفوظ جابر في مقال للكاتب المقدسي جميل السلحوت حول "مفهوم التطبيع والضرورة" يقول ان منع عرض فيلم " القضية 23 " للمخرج اللبناني زياد دويري في رام الله جاء بحجة أن المخرج زار اسرائيل ،واضعا عدد من التساؤلات ... اود أن اؤكد اولا أن الموضوع سياسي وليس لغة عربية : طبع يطبع فهو مطبع وان تعريف التطبيع هو : " كل قول أو فعل يؤدي الى إعطاء الشرعية لوجود الكيان الصهيوني والاعتراف به ويساهم بشكل مباشر او غير مباشر في إلغاء حالة العداء مع العدو الصهيوني ، لأن الصراع العربي الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود ". واستناداً لهذا التعريف نستطيع أن نضع أي سؤال ونرد عليه بمدى انطباقه عليه. هذا التعريف هو المرشد الأساسي في مقاومة التطبيع بجميع أشكاله الثقافي والسياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي والصحي .... الخ . يتساءل المناضل جميل السلحوت بعيداً عن المزيدات : هل نحن مع اليهود الاسرائيليين الذين يرفضون الخدمة في جيش الاحتلال ، لوقوفهم ضد الاحتلال أم لا ؟ وجوابي هو : أنك أولاً : تعتبر المنطقة المحتلة من فلسطين عام 1948 هي "اسرائيل" وأن اليهود الذين يعيشون فيها هم "اسرائيليون". ثانياً : أن جيش الاحتلال هو "الجيش الاسرائيلي" الذي احتل الضفة وغزة والجولان وسيناء عام 1967 ، والتي تسميها الأراضي المحتلة وتنكر أن فلسطين المحتلة عام 1948 هي جزء من الأراضي المحتلة وهو موقف السلطة الفلسطينية التي تخلت عن مبادئها وعن هدفها الاستراتيجي وبالتالي أنت تعترف بالكيان الصهيوني أنه "اسرائيل" وهنا أختلف معك بل أتناقض معك فاليهودي الذي يرفض العمل في جيش الاحتلال هو نفسه اليهودي الذي يعيش في بيت أحد اللاجئين الفلسطينيين من فلسطين المحتلة عام 1948 فإذا كان جيداً لماذا لا يفعل مثل المحامية فيليتسيا لانغر ويتخلى عن هويته "الاسرائيلية" ويترك فلسطين لأهلها من البحر إلى النهر ، وإلا كيف نطبق حق العودة الصادر عن الأمم المتحدة . السؤال الثاني والخطير هو : هل العمال الفلسطينيون الذين يعملون داخل "اسرائيل" وفي المستوطنات بحثاً عن رغيف الخبز المر مطبعون ؟ الجواب : مع أن الموضوع هو فيلم سينمائي إلا أنك ثبحث عن مبررات مشوهة لتاريخ شعبنا الفلسطيني المناضل ضد الاحتلال الاستيطاني الاحلالي . فالاستيطان هو الحلقة المركزية في الفكر الصهيوني لأنها تجمع بين حلقة الهجرة اليهودية إلى فلسطين وحلقة التوسع في فرض السيادة على الأرض وتثبيت واقع جديد يلغي عروبتها ويهودها .فكل مقاول أو مورد للاسمنت والحجر لبناء هذه المستوطنات وكل من يعمل على تثبيتها فوق أرضنا هو مطبع ، علماً بأن الخبز الحلو وليس المر يمكن انتاجه بزراعة الأرض بدلاً من اقامة المستوطنة عليها . أخيراً المطبع المخرج اللبناني زياد دويري : أولاً : يجب عدم تبهيت الموضوع أنه مجرد عرض فيلم سينمائي في قصر الثقافة في رام الله ،لأن المخرج هو خائن مطبع . ثانياً : ليست القضية هي حرية التعبير التي تطالب بها ، بل هي ترجمة التطبيع العربي الثقافي عملياً في داخل الأرض المحتلة فقانون الجرائم الالكترونية أخطر بكثير من منع عرض فيلم . لماذا يعتبر المخرج زياد الدويري مطبع ؟ لم يبق مؤسسة فلسطينية أو عربية إلا واعتبرت هذا المخرج مطبعاً فحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على "اسرائيل "ومختصرها ( بي دي إس ) وهي فلسطينية قالت في بيان لها " بما أن زياد دويري لا يزال يدافع عن التطبيع فإن عرض أفلامه من قبل المهرجانات العربية ، بما فيها الفلسطينية بغض النظر عن النوايا ، لا يمكن إلا أن يشجعه على الاستمرار في نهجه التطبيعي المدمر ". يا صديقي جميل : إن القصة تبدأ من فيلم " الصدمة " الذي أخرجه زياد دويري والذي كان يفترض أن يعرض في لبنان ودول عربية أخرى ولكن لبنان المعارض للتطبيع رفض عرض الفيلم على أرضه ورفض ترشيحه لجوائز الأوسكار وسحب رخصة العرض منه في لبنان والوطن العربي ، كما حذفه المهرجان القطري للأفلام من جدوله حتى لجنة المقاطعة في الجامعة العربية قررت منع الفيلم . لأن زياد دويري مارس التطبيع الثقافي وهو التطبيع الأخطر لأنه تطبيع العقل العربي، فقد أمضى سنة كاملة في " تل أبيب " لتصوير فيلم الصدمة واستعان بممثلين وتقنيين "اسرائيليين" لتنفيذ فيلمه ونال تكريماً من " مهرجان القدس السينمائي " وهو مهرجان صهيوني والمشاركة فيه تطبيع أيضاً ، فالمخرج لم يقم بزيارة "إسرائيل" فقط كما تدعي . إن زياد دويري ليس عاملاً فلسطينياً يبحث عن رغيف خبز في " تل أبيب " كي نبرر عمله ، وشهدت بذلك المؤسسات الفلسطينية والعربية وحتى شعبه في لبنان العروبة رفضوا عرض فيلمه وطالبوا بمحاسبته على تطبيعه خاصة وأنه يصر على تطبيعه ولا يريد ان يتراجع عنه. إن شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية لن تغفر لأي مطبع خائن ولن ترحمه من غضبها القادم .

انشر المقال على: