
مشاركة فيلم فلسطيني في مهرجان "كليرمونت فيراند" للأفلام القصيرة
أعلنت لجنة الاختيار في برنامج مهرجان "كليرمونت فيراند" للأفلام القصيرة، عن قبول مشاركة الفيلم الفلسطيني "صيف حار جداً"، للمخرجة أريج أبو عيد، في ثلاث مسابقات عالمية رسمية للأفلام القصيرة.
وأشادت لجنة الاختيار بالفيلم الذي أنتجته مؤسسة شاشات سينما المرأة في قطاع غزة، قائلة "إنه نزع قلوبهم من صدورهم"، بينما وجّه المهرجان دعوة لمعدة سيناريو الفيلم والمخرجة أبو عيد، لاستضافتها مدة ثمانية أيام، إلا أن أبو عيد لم تتمكن من الحضور نظراً لإغلاق المعابر وصعوبة تنقل المسافرين من وإلى القطاع.
ويروي فيلم "صيف حار جداً"، قصة واقعية وشخصية للمخرجة أبو عيد، خلال الحرب على غزة عام 2014، وبأسلوب وثائقي- تجريبي يمتاز بالتوتر، ومشاعر الأرق والقلق والخوف، والكبت النفسي، والإحساس بالاختناق، كما عبر عن ذلك المشاهدون الذين تراوحت ردود فعلهم من انتباه، وصمت شديد، وأجواء من الحزن، والألم وصعوبة لدى البعض بالتنفس، كأن صخرة وقعت على صدورهم، من ألم الفقدان، والصدمة التي حملتها نهاية الفيلم، وعبّروا كيف أن زمن الحرب يختلف عن أي زمن آخر، فهو زمن انتظار ثقيل الخطى في انتهائه، والأمل في العودة إلى زمن ما كان قبل الحرب.
وأجمع مجموعة من الطلبة الشباب بأن الفيلم أظهر كيف أن حياة الانسان الفلسطيني هي حياة مهددة، ليس بإمكانها أن تبني المستقبل، كما كان لديهم شعور عارم باللوم والغضب على الذات، وأنه لا يمكن استمرار الحياة بمعناها الحقيقي، إذ كيف يستطيع الإنسان أن يفكر بحياة، أو بغدٍ، وحياته معرضة في كل لحظة للاغتيال.
واعتبر المشاهدون "أن المخرجة أبو عيد بجرأتها وإصرارها وطموحها في تناول مأساتها عبر هذا الإنتاج السنيمائي، تحاول أن تصنع غداً مختلفاً ليس فيه للألم والفراق والموت مكان، وعبر سردها لهذه الحكاية البصرية هو محاولة لتجاوز الوجع، إذ إن التعبير الإبداعي فيه نوع من التصالح، والتطهير، وارتقاء بالحكاية، وجعل من قصة شخصية موضوعاً إبداعياً عاماً، بالرغم من أن المرأة في لحظات الحرب هي الأكثر ضعفاً، وأول من يكتوى بنارها، ولكن النساء يمتلكن قدرات، وينظرن للأمور بعين مختلفة قادرة على تقديم عمل فني غني بالتفاصيل المؤثرة".