
متى وكيف بدأ سقوط «معاريف» و«يديعوت أحرونوت»؟
غونين غينات / إسرائيل اليوم
لا تعتذر «اسرائيل اليوم» عن نجاحها. بالعكس، انها تفخر به وتشكر القراء على ذلك. ومع ذلك، يحسن ان ندقق في الحقائق بسبب مزاعم وجهت في الايام الاخيرة بسبب التطورات في الصحف المطبوعة.
في الايام الاخيرة، مع الوضع المختل لصحيفة «معاريف» والخطر الذي يهدد جوهر وجودها، يوجه غير قليلين هناك إصبع الاتهام الى «اسرائيل اليوم».
ويُعللون في «يديعوت احرونوت» ايضا اقالة العمال بوجود «اسرائيل اليوم». وهذه هي لحظة التوجه الى الحقائق.
والحقائق في هذا الشأن هي أرقام معطيات «تي.جي.آي» التي تستعرض الوضع في سوق الاعلام الاسرائيلية سنين كثيرة. وهذه المعطيات يقبلها الجميع.
لنبدأ بـ «معاريف». فعلى حسب تقارير «تي.جي.آي» انخفض تداول هذه الصحيفة بين 2000 – 2007 (بدأت «اسرائيل اليوم» تظهر في نهاية تموز 2007) من 27.1 في المائة الى 17 في المائة، وهو انخفاض متتابع يتلخص بما يقرب من 40 في المائة في السنين السبع التي سبقت ظهور «اسرائيل اليوم».
وماذا حدث في تلك المدة لـ «يديعوت احرونوت»؟ على حسب معطيات «تي.جي.آي» انخفض تداول هذه الصحيفة بين 2000 – 2007، 50.7 في المائة الى 38.4 في المائة وهو انخفاض بنسبة 24 في المائة. وكل ذلك قبل ظهور «اسرائيل اليوم». وماذا عن صحيفة «هآرتس»؟ انخفض التداول من 8.9 في المائة في 2000 الى 7.4 في المائة في 2007، أي انخفاض بنسبة 17 في المائة تقريبا.
بعبارة اخرى ان هرب القراء الكبير من «معاريف» ومن «يديعوت احرونوت» بدأ قبل ان تظهر «اسرائيل اليوم» وتصبح أكثر الصحف قراءة في اسرائيل.
اذا أردنا الدقة في واقع الامر قلنا ان الصحيفة التي تمسكونها بأيديكم قد أوقفت هرب القراء من الصحف المطبوعة فقد أعادت «اسرائيل اليوم» خاصة القراء الى الصحيفة المطبوعة وزادت نسبة القراءة بين السكان عامة.
لماذا اذا يتركهم القراء ويفضلوننا؟.
اليكم مثالا طازجا: قبل بضعة ايام فقط صرخت العناوين الصحفية الرئيسة في «يديعوت» عما كان يبدو زيادة في البطالة. وتبين في نهاية الاسبوع ان المعطيات الحقيقية معاكسة لأنه يوجد انخفاض في البطالة خاصة، ولم يكن هذا هذه المرة في العنوان الرئيس لصحيفة «يديعوت». ان هذا النبأ لم يظهر هناك ألبتة في واقع الامر ولا في «معاريف» ايضا. فهل يُحتاج الى تفسير؟.
حينما بدأت «اسرائيل اليوم» طريقها قبل نحو من خمس سنين استقرت آراؤهم في «يديعوت» على ان نجاحنا هو بسبب «المجانية» لأنه ليس من الممكن ألا يُحب الاسرائيليون صحيفتهم ولذلك استقر رأيهم في «يديعوت» على اصدار صحيفة بالمجان سموها «24 دقيقة».
كان ذلك انتاجا نموذجيا صحفيا كما يعرفون فعله في «صحيفة كانت لها دولة» فقط: فقد كانت صحيفة يومية تناولت عناوينها مسائل مصيرية من نوع كم زادت نجمة على صدرها وأي نجم برامج غثة شوهد على شاطيء البحر مع امرأة ليست خليلته.
من المؤسف جدا ان القاريء الاسرائيلي لم يُقدر النفقة ولفظت «24 دقيقة» أنفاسها. يمكن ان نفترض أنهم حينما يذكرونها في أسرة تحرير «يديعوت» فان الشوق وربما الدموع تغرق وجوه أرباب العمل الأشد صرامة.
ومنذ ذلك الحين يعارضون في «يديعوت» الصحف المجانية، وهذا ايضا بالطبع في حدود ما لأنه ليس من اللذيذ ان نقول ذلك لكنهم هم أنفسهم ايضا يوزعون في هدوء بحسب التقديرات أكثر من 100 ألف نسخة من «يديعوت» مجانا كل يوم.
لم يحدث نجاح «اسرائيل اليوم» فقط لأنه تبين لنا انه يمكن اعطاء القاريء صحيفة جيدة من غير لزوم محفظته. والسبب الرئيس هو انه يصعب على محرري صحيفة من نوع «يديعوت» ان يستوعبوا أننا لا ننسى أننا اسرائيليون كما يُكتب في كل عدد من «اسرائيل اليوم» في الصفحة الثانية في أعلى. ويبدو ان قُراءنا يحبون هذا كثيرا ونحن نشكرهم على ذلك.