مبادرة السلام العربية الجديدة بتنسيق بين اسرائيل ودول الاعتدال!! كشفت مصادر واسعة الاطلاع أن دول محور الاعتدال العربي، وفي مقدمتها المملكة الوهابية السعودية ومصر والامارات والاردن، تسعى لاعادة تفعيل مبادرة السلام العربية، حلا للصراع العربي الاسرائيلي، وأن هناك اتصالات ولقاءات واسعة ومكثفة لتمرير المبادرة، لكن، بثوب جديد، وبنود جديدة تمسح تلك البنود التي وردت في المبادرة التي أقرتها القمة العربية في بيروت. وقالت المصادر أن النظام الوهابي السعودي هو الذي يقف وراء تغيير المبادرة، وطرحها من جديد بنفس الاسم، ثم العمل على تمريرها، وهو أجرى وما يزال اتصالات مكثفة مع القيادة الاسرائيلية لصياغة البنود الجديدة، وأشارت المصادر الى أن دول محور الاعتدال ــ كما يحلو لاسرائيل وأمريكا تسميتها ــ تدعم الجهود الوهابية السعودية، وتتفق معها على ما تتوصل اليه الرياض مع تل أبيب، مضيفة أن قيادات سعودية أمنية وسياسية شاركت في هذه الاتصالات، وكذلك، العراب أنور عشقي الذي يكثر من زياراته الى اسرائيل عبر رام الله. وقالت المصادر أن المسعى السعودي يهدف في الدرجة الأولى تقديم الخدمات لاسرائيل، والاتخاذ من القضية الفلسطينية جسرا ومدخلا لاشهار وتطبيع العلاقات السعودية مع اسرائيل، وهنا، تؤكد (المنـار)، أن البند الأول في المبادرة هو تطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية، ثم الانتقال الى البنود المتعلقة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتخلو المبادرة من أية اشتراطات تلزم اسرائيل، وهناك بند يتحدث عن ضمان الامن الاسرائيلي وأن تكون الدولة الفلسطينية المقترحة منزوعة السلاح وتخضع معابرها وأجواؤها لرقابة أمنية اسرائيلية، وتوسيع دائرة التنسيق الامني مع اسرائيل لتشمل دول محور الاعتدال، وأفادت المصادر بأن المبادرة الجديدة أسقطت مطالبة اسرائيل بانها احتلالها لهضبة الجولان، أي أن المبادرة لا تتضمن بندا يتعلق بالجولان المحتل. وتضيف المصادر أن المبادرة الجديدة المنسق بشأنها مع اسرائيل، وفي ضوء الاتصالات بين تل أبيب والرياض ستكون الموضوع الرئيس على طاولة أي مؤتمر سيتم عقده لبحث الصراع، اقليميا كان أم دوليا، وأيضا محور اللقاءات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي، سواء أكانت في القاهرة أو موسكو، وكشفت المصادر أن القاهرة وعمان تلعبان دورا مركزيا في التحركات والاتصالات المستمرة، لاخراج المبادرة الجديدة، تحت اسم مبادرة السلام العربية الى النور. وترى المصادر أن مساعي وجهود محور الاعتدال العربي الذي تتزعمه السعودية تهدف ايضا الى تحقيق مصالح أعضائه ودوله على حساب القضية الفلسطينية، والتفرغ لملفات اخرى ساخنة في المنطقة، حيث هناك تنسيق قوي متزايد بين دول المحور المذكور واسرائيل، التي تمارس ضغوطا شديدة على القيادة الفلسطينية للقبول بالمبادرة الجديدة، وأن يسبق ذلك، لقاء بين عباس ونتنياهو، واستئناف للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، ليصار بعد ذلك الى طرح المبادرة والمصادقة عليها عبر مؤتمرات اقليمية ودولية، ثم العمل على تمريرها في الساحة الفلسطينية. في السياق نفسه، قالت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ (المنـار) أن الولايات المتحدة، والدول الاوروبية ذات التأثير تدعم التحرك السعودي والصيغة الجديدة لمبادرة السلام العربية، التي تشطب حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وتمنح أجزاء واسعة من القدس لاسرائيل، واشراف عربي اسلامي اسرائيلي على الاماكن المقدسة.