الثلاثاء 14-05-2024

مؤشرات الحرب الرابعة على غزة

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

مؤشرات الحرب الرابعة على غزة محمد محفوظ جابر إن خيار الحرب في المنطقة من قبل العدو الصهيوني هو خيار قائم طالما الصراع العربي الصهيوني قائم، لذلك فإن أي محلل سياسي أو عسكري لا يستبعد أبداً إمكانية نشوب الحرب في أي وقت، خاصة وأن الروح العدوانية العنصرية ملازمة للكيان الصهيوني الإستعماري ولا تغادره. ويزيد من احتمالات نشوب الحرب البيان الصادر عن وزارة الخارجيه الأمريكية والذي يدعو المواطنين الأمريكيين إلى مغادرة المنطقة المحتلة: " اسرائيل " فلسطين (1948)، الضفة الفلسطينية، وغزة. ولولا أن هناك قراءة أمريكية استخبارية لاحتمالات نشوب الحرب في المنطقة لما قامت الخارجية الأمريكية بإصدار هذا البيان التحذيري لمواطنيها. وكانت صحيفة معاريف في حزيران الماضي قد حذرت من نشوب حرب غير مسبوقة يسقط خلالها مئات من مواطني " اسرائيل " وفي تقرير للخبير الأمني " يوسي ميلمان " أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، تلقى تقريراً ميدانياً عن تلك المهددات وتقديرات عسكرية من قيادة الجيش مفادها أن أي مواجهة قادمة سيتم استهداف مركز للجبهة الداخلية " الاسرائيلية ". أما عن الأسباب التي ستشرعن " اسرائيل " عملها العدواني فهناك احتمالين: * الأول: ازدياد العمليات المسلحة الفدائية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال في الضفة الفلسطينية. * الثاني: انطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه المستوطنات الصهيونية. إن الكيان الصهيوني يحمل دائماً حركة حماس مسؤولية انطلاق أي صاروخ من قطاع غزة لأنها هي التي تمسك بزمام الأمور في قطاع غزة حتى وإن لم تكن هي التي اطلقت الصواريخ، كما انها مسؤوله عن المحافظة على التهدئة التي توصلت إليها في اعقاب الحرب العدوانية التي اطلق عليها " الجرف الصامد" عام (1914). وقد صادقت الكنيست مؤخراً على قانون لمعاقبة من يشارك في حفر الانفاق بعقوبة تصل إلى السجن مدة (15) عاماً. ولا أعتقد أنها تستطيع أن تحاكم من قام بحفر الانفاق دون أن تكون قد اعادت احتلال قطاع غزة من جديد، خاصة وأن الأنفاق التي أكتشفت مؤخراً تخترق حدود غزة. مؤشر آخر على احتمالات الحرب الرابعة على غزة هو تصريح المراسل العسكري الصهيوني لجريدة معاريف الااسرائيلية " نوعام أمير " والذي قال فيه أن " الجيش الإسرائيلي أسس غرفة عمليات تخوض حرب أدمغة أمام حماس مهمتها توفير المعلومات الأمنية والاستخبارية اللازمة لرصد كل حركة في قطاع غزة وقال المراسل العسكري أن المرحلة الاستخباراتية تعد البداية اللازمة لأي عمل عسكري. وتشير المعلومات الاسرائيلية إلى نجاح حماس في إقامة صناعة عسكرية تسليحية وحفر انفاق تخترق الحدود وبالتالي اصبحت تشكل تهديداً من جديد للأمن الصهيوني، ما يؤكد على احتمالية شن عدوان جديد. إن خيار شن الحرب الرابعة على غزة لن يكون دون المرور على الضفة وتفريغها من الاسلحة كما جرى تماما في الحرب الأخيرة ولذلك نجد التعاون والتنسيق الأمني يجري على قدم وساق لتجريد وقتل من يمتلك السلاح عند الضرورة حتى وإن كان محسوباً على حركة فتح كما حدث في نابلس مؤخراً واستشهاد أحد قادة كتائب الأقصى في السجن التابع للسلطة الفلسطينية. إن عملية " تنظيف " الضفة من السلاح هي أيضاً مقدمة للحرب على غزة حتى لا تستطيع غزة تلقي الدعم من الضفة. والحرب القادمة سوف تكون مختلفة عن سابقاتها ففي المرات السابقة كان الهدف إضعاف حماس وإبقاء سيطرتها على غزة أما هذه المرة فإن الحرب القادمة هي ضمن استراتيجية جديدة وضعت في الوثيقة الاستراتيجية التي صاغها رئيس الأركان الإسرائيلي " جادي ايزينكوف " ونشرتها قيادة الجيش قبل خمسة أشهر، تؤكد فيها بأن أية حرب مقبلة على قطاع غزة يتوجب أن تهدف إلى السيطرة على " مراكز الثقل السلطوي " لحركة حماس ومنظومات قيادة التحكم في جهازها العسكري. هذه الوثيقة العسكرية تؤكد أنه " لا يمكن لإسرائيل أن تحقق هدفها في تصفية بنية المقاومة في قطاع غزة من دون احتلال القطاع بالكامل أو على الأقل السيطرة على مدينة غزة. وهذا يتطلب من قيادات المقاومة ان تجيب على سؤال ما العمل أمام ذلك؟؟

انشر المقال على: