مؤتمر في واشنطن حول غزة بين ممثلين إسرائيليين ودول عربية بدون السلطة
إريك كورتيليسا
14مارس 2018
واشنطن – قال مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية الثلاثاء بعد وقت قصير من اختتام مؤتمر شارك فيه مسؤولون إسرائيليون وعرب وأوروبيون حول الوضع المأساوي في قطاع غزة إنه في حين أن البيت الأبيض يرغب بالعمل مع الفلسطينيين بشأن مبادراته في غزة، لكنه سيتحرك من دون السلطة الفلسطينية إذا ظلت السلطة بقيادة محمود عباس غير راغبة بالتعاون مع إدارة ترامب.
بينما زعم أن عددا كبيرا من المواضيع التي نوقشت في وقت لاحق في القمة التي استمرت لست ساعات يمكن تنفيذها بسهولة من دون أن تحكم السلطة الفلسطينية قطاع غزة، قال المسؤول الأمريكي أن ذلك لن يكون “وضعا مثاليا".
وقال المسؤول في حديث مع الصحافيين “إن هدفنا هو إعادة السيطرة للسلطة الفلسطينية في غزة، إذا كان ذلك ممكنا”، وأضاف “إذا كانت السلطة الفلسطينية غير راغبة، أو غير قادرة على تطبيق المشاريع، فعندئذ يتعين علينا المضي قدما من دونها".
وتضمن اللقاء اجتماعا إستثنائيا بين ممثلين من إسرائيل ودول عربية لا تربط الدولة اليهودية علاقات رسمية بها.
ومثّل إسرائيل في المؤتمر منسق أنشطة الحكومة في الأراضي، الميجر جنرال يوآف مردخاي، وحضره أيضا مبعوثون من السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة وعُمان وكذلك قطر، التي تربطها علاقات وثيقة مع حركة حماس الحاكمة لغزة. وشارك مسؤولون مصريون وأردنيون في القمة أيضا.
من برز في غيابه من مؤتمر يوم الثلاثاء كانت السلطة الفلسطينية، التي ترفض العمل مع الولايات المتحدة منذ إعتراف الرئيس دونالد ترامب بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل وإعلانه عن نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى هناك.
وقال المسؤول إن “معظم الدول أعربت عن أسفها لأن السلطة الفلسطينية لم تكن في الغرفة”، وأضاف “تم قضاء الكثير من الوقت في مناقشة إخفاقات حماس في غزة وضرورة أن تحكم السلطة الفلسطينية في غزة".وجاء الحديث مع الصحافيين بعد أن نافش ممثلون عن عشرات الدول الإستراتيجيات لتخفيف المعاناة في غزة في غرفة “المعاهدة الهندية” في مبنى المكتب التنفيذي التابع للبيت الأبيض.
في تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي، قال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات إن تحسين الوضع في القطاع “ضروري” لحل الصراع.
في حين أن المسؤولين لم يفصحوا عن اي تفاصيل بشأن المقترحات التي تمت مناقشتها، قالوا إنها تناولت قضايا متعلقة بالكهرباء والماء والصرف الصحي والصحة.
وقال أحد المسؤولين “كانت هناك العديد من الأفكار الملموسة. لن أقول أن هناك خطوات ملموسة بعد”، وأضاف “هناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها. نأمل أن يتم تنفيذ بعض هذه الخطوات في الحال، البعض منها سيأخذ وقتا أطول، وقد لا نتمكن من تطبيق بعضها أبدا، بالنظر إلى الوضع المعقد هناك".
وغاب عن النقاشات أيضا ممثلون عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الهيئة الأممية التي توفر خدمات اجتماعية مختلفة لسكان غزة. وقد اشتكى قادة المنظمة من استبعادهم من المناقشة.
مشيرة إلى “خبرة على الأرض يمكن أن نأتي بها إلى أي محادثة حول غزة”، قال مديرة مكتب الأونروا في واشنطن، إليزابيث كامبل، “لم نتمكن من توفير هذه الثروة من المعلومات".
مسؤول في البيت الأبيض قال لتايمز أوف إسرائيل إن السبب في ذلك هو أن اللقاء كان مخصصا ل”الجهات المانحة لغزة وجيرانها لمناقشة الخطوات اللازمة لإحداث تحسينات فورية وهادفة للتنمية الاقتصادية في غزة. [المؤتمر] لم يكن موجها لمطبقي المشاريع كأونروا".
مسؤول آخر قال إن قضية أونروا – والتقليصات المالية الهائلة التي فرضتها إدارة ترامب على المنظمة في وقت سابق من العام – طُرحت خلال القمة، لكنها لم تحتل جزءا كبيرا من الحوار.
وقال المسؤول “ذكر متحدث أو متحدثان الأونروا بشكل عابر لكنها لم تكن محور الحديث ولا هدف المؤتمر
وأدلى صهر الرئيس ترامب ومستشاره الكبير جاريد كوشنر بتصريحات خلال المؤتمر فصل فيها المقترحات بشأن غزة، والتي شملت اقتراحات على المدى القصير وعلى المدى المتوسط واقتراحات طموحة، التي سيكون تطبيقها فقط في إطار اتفاق سلام.
وقال أحد المسؤولين “لا يمكنني القول أن الجميع خرجوا من الغرفة سعداء. أعتقد أنهم كانوا كذلك”، وأضاف “أعتقد أنهم يدركون أهمية المناقشة ومدى الحاجة إلى المزيد من ذلك من أجل حل الصراع".
المسؤول نفسه قال إن خطة السلام التي طال انتظارها لفريق ترامب، والتي من المتوقع أن يتم كشف النقاب عنها قريبا، لم تناقش بشكل جوهري.
وقال المسؤول “لأننا طلبنا من الأشخاص ترك السياسة خارج الغرفة، لم تتم مناقشة خطة السلام بخلاف إشارة ضالة أو إثنتين، فقط لتذكير الناس بأننا سنكشف عن خطة السلام عندما تكون جاهزة".
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل