لأنه الطريق إلى قلب واشنطن: كيف تمول قطر اللوبيات الصهيونية المتطرفة
كشفت معلومات جديدة عن الطريقة التي دعمت بها دولة قطر مجموعات صهيونية متطرفة في الولايات المتحدة الأمريكية من بينها منظمة معنية بتقديم الدعم لضباط جيش الاحتلال.
وقال التقرير المفصل الذي نشرته "الانتفاضة الإلكترونية" بقلم تمارا نصار وعلي أبو نعمة، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد استأجر شركة أمريكية لاستجلاب دعم اللوبي الصهيوني للإمارة المحاصرة وشمل ذلك استئجار جهود اثنين من المانحين الكبار للوبي الصهيوني وهما شركتا Emmanuele Contini و SIPA USA
وتبين أن قطر تبرعت بمبلغ 250.000 دولار لبعض المنظمات الأكثر تطرفًا في الكيان الصهيوني و في الولايات المتحدة ، بما في ذلك منظمة تمول ضباطًا عسكريين إسرائيليين كبار للقيام بجولات دعائية.
وقال التقرير أن يوسف علام، وهو عضو في اللوبي يعمل لدى الحكومة القطرية، قام بتحويل الأموال من خلال شركته ليكسينغتون ستراتيجيكس في أواخر عام 2017 وبداية عام 2018.
وشملت المبالغ 100000 دولار للمنظمة الصهيونية الأمريكية ZOA)) ومثلها إلى منظمة "جنودنا يتكلمون" الصهيونية و 50000 دولار لشركة Blue Diamond Horizons.
اقرأ ايضا: لماذا تمتنع الجزيرة عن بث فيلم "اللوبي"؟
ومنظمة "جنودنا يتكلمون" تصف نفسها بأنها أداة تمكن لجيش الصهيوني والشرطة من إيفاد كبار الضباط للدعاية الصهيونية في الجامعات وتقديم إحاطات للكونغرس. أما شركة Blue Diamond Horizons فهي شركة يسيطر عليها مايك هاكابي، حاكم أركنساس المسيحي الصهيوني السابق.
وليست صدفة أن هاكابي هو والد المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز، ويعارض أي انسحاب "إسرائيلي" من القدس واقترح أن تضم "إسرائيل" والضفة الغربية. وجاء في الوثائق أن الدعم القطري لمنظمة "جنودنا يتكلمون" و ZOA جاء كمساهمة لدعم "النوايا الحسنة الخيرية".
اقرأ ايضا: ماعلاقة ضغوط سحب "العيديد" بفيلم الجزيرة المحجوب؟
بينما جاء دعم شركة هاكابي كمكافأة لزيارته إلى الدوحة كشخصية يمينية متطرفة وداعم للكيان الصهيوني بدعوة من قطر "كجزء من التوعية الصهيونية للإمارة" في كانون ثاني/يناير 2018.
.وكشفت الوثائق التي قدمنها ليكسينغتون في 15 حزيران /يونيو تحت قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA)، عن أن الأموال المقدمة إلى المنظمات الصهيونية وتبلغ أكثر من 1450000 دولار قدمت من دولة قطر لحشد التأييد لها.
وتصف الوثيقة صراحة حاكم قطر، الأمير تميم بن حمد آل ثاني، بأنه "عميل جهود الضغط التي يقوم بها الله" وأحد الأهداف المعلنة للأموال التي دفعتها قطر للمجموعة هو تشجيع "الحوار مع الجالية اليهودية في الخارج وفي الولايات المتحدة"، وفي الواقع، كانت قطر تتواصل مع بعض أكثر المؤيدين للكيان تطرفا كجزء من جهودها الرامية إلى كسب تأييد الولايات المتحدة، يأتي هذا في ظل تنافس قطر مع خصومها لكسب عواطف الولايات المتحدة ومثل المنافسين، فإنها تعتبر دعم "إسرائيل" ولوبيها الطريق الأسرع لقلب واشنطن.
وكجزء من هذا الجهد، قامت قطر بتعيين الناشط نيك موزين عام 2017 وتدفع له مكافأة شهرية تبلغ 50.000 دولار. وزاد هذا المبلغ في وقت لاحق إلى 300000 دولار في الشهر، وفقا لطلبات FARA.
حماية اللوبي
أحد التنازلات الرئيسية التي قدمتها قطر هو منع عرض فيلم وثائقي في قناة الجزيرة يكشف عن الأعمال الداخلية للوبي "الإسرائيلي الأمريكي"، وكما سبق النشر في [الهدف] نقلا [الانتفاضة الإلكترونية] يحدد الفيلم عددًا من جماعات الضغط التي تعمل بشكل مباشر مع "إسرائيل" للتجسس على المواطنين الأمريكيين باستخدام تقنيات جمع البيانات المتطورة، كما يقال أن الفيلم الوثائقي يلقي الضوء على الجهود السرية لتشويه وترهيب الأميركيين الذين ينظر إليهم على أنهم أكثر انتقادا "لإسرائيل"، وقد حظيت المنظمة الصهيونية الأمريكية، وهي واحدة من المشاركين بسخاء أمير قطر وتوجهت له بإشادة عامة من أجل فرض الرقابة على الفيلم.
ولكن وسط انتقادات داخل الدوائر الموالية للكيان زعم رئيس ZOA مورتون كلاين أنه “صدم" عندما علم أن المال قد جاء من قطر وزعم أنه سيعيد التبرعات في صحيفة "جويش ويكلي".
من جهتها منظمة "جنودنا يتكلمون" التي تروج للجيش الإسرائيلي، قالت أنه "من دواعي سرورنا أن نأخذ كل قرش"، وقالت "جويش ويكلي" أن أحد الضيوف في عشاء العام الماضي السنوي لدى ZOA كان أحمد الرميحي الدبلوماسي القطري والرئيس السابق للاستثمارات قطر، وهو صندوق الثروة السيادية بقيمة مائة مليار دولار، ويشمل "قطر القابضة"، وأثناء وجوده هناك، طلب الرميحي تقديمه إلى ستيف بانون، مستشار ترامب الكبير السابق الذي ألقى كلمة في حفل ZOA.
وفي مقال نشر قبل أيام من التصريح عن وجود الرميحي أفادت مجلة "ماوز جونز" أن كلاين سُئل عن حضور الرميحي في العشاء، فأجاب رئيس ZOA ، "ما هي المشكلة؟ لقد تم دفع 100 ألف دولار لهذا البرنامج".
مشورة الاحتلال
وفي الوقت الذي تتغاضى فيه الدول التي تسهل وتبرير جرائم "إسرائيل" ضد الفلسطينيين في واشنطن، فإن قطر تقدم نفسها كواحدة من المؤيدين الرئيسيين للفلسطينيين في غزة.
وبينما تقوم قطر بتمويل المشاريع وتقدم المساعدات في الأراضي التي تعرضت لدمار على يد جيش الاحتلال تثبت التصريحات الأخيرة للدبلوماسي القطري محمد العمادي إلى أن أجندة قطر تساعد إسرائيل على تهدئة غزة وإدارة احتلالها بشكل أفضل.