الجمعة 03-05-2024

كلمة اتحاد الشباب الديمقراطي الأردني في المؤتمر الوطني والعربي السادس لمقاومة التطبيع

×

رسالة الخطأ

محمد الدرعاوي

كلمة اتحاد الشباب الديمقراطي الأردني
محمد الدرعاوي/المؤتمر الوطني والعربي السادس لمقاومة التطبيع
الرفيقات والرفاق الأخوات والإخوة
تحية لكم من اتحاد الشباب الديمقراطي الأردني الذي يثمن عاليا مؤتمركم هذا وسيبذل الجهد اللازم معكم للسير به على طريق النجاح
لا شك في أن أي لقاء يهدف إلى استنهاض جهود مقاومة التطبيع يكتسب أهمية لدى الجمهور الناشط سياسيا، لكن علينا الاعتراف أن مقاومة التطبيع تراجعت عن كونها فعلا شعبيا مستمرا، وتحولت إلى حدث يرتبط بمناسبات مثل مؤتمرنا هذا، أو مسيرة في ذكرى معينة ترتبط بالقضية الفلسطينية، أو بيان حول مقاطعة لاعب رياضي لمنافسات بطولة رياضية معينة تجنبا للقاء لاعب صهيوني. بالتدريج تراجعت الجهود الشعبية، وأصبح التعامل مع التطبيع يشبه التعامل مع اتفاقيات مثل اتفاقية وادي عربة، على أنها أمر واقع نرفضه لكن ما نقدر على فعله بشأن هذا الرفض محدود جدا.
في كل مناسبة يظهر الشارع العربي أنه رافض للكيان الصهيوني ولتطبيع العلاقات معه رسميا وشعبيا، لكن اللجان والقوى العاملة في هذا المجال مقصرة في عملها. لهذا التقصير أسباب كثيرة بعضها يتعلق بالمطاردة والقمع الرسمي، لكن السبب الأهم يتعلق بتعدد وتشتت القوى العاملة في مجال مقاومة التطبيع. كل الأشخاص الموجودون في هذه القاعة يمتلكون نوايا صادقة وعزيمة حقيقية للعمل، لكن تشتت القوى يمنع تحويل جهودهم إلى فعل واضح على الأرض. هل ندرك صعوبة الحصول على قائمة حقيقية ومعقولة للبضائع المطلوب مقاطعتها؟ والأصعب الحصول على قائمة لبدائل هذه المنتجات. هل استطعنا على مدى السنوات وضع دراسات دقيقة حول الجهات المطبعة محليا وعربيا؟ لماذا غابت قوائم أسماء الشخصيات والمؤسسات المحلية المطبعة؟
علينا إيجاد صيغة للعمل معا. ليس المطلوبات إغلاق جمعيات أو حل لجان تعمل في مقاومة التطبيع ودمجها معا، فكلما توسعت قاعدة قاعدة العمل انعكس ذلك ايجابا على جهودنا، المطلوب منا العمل على إنضواء جميع هذه اللجان تحت لواء اللجنة العليا لحماية الوطن ومقاومة التطبيع لتكون أداة التنسيق والتواصل بين اللجان والجمعيات والقوى المختلفة، وتعمل على إعداد الدراسات والقوائم والتأكد من المعلومات المقدمة إلى هذه الجمعيات لتعميمها على الشارع الاردني.
على مؤتمرنا أن يدرك أننا غادرنا النقطة التي انطلقت منها جهود مقاومة التطبيع أصلا. لقد فشل التطبيع الاقتصادي على المستوى الشعبي، فما زالت الغالبية العظمى من المواطنين العرب ترفض التعامل المباشر مع البضائع والمؤسسات الصهيونية، لذلك كان على المطبعين اجتراح وسائل جديدة لتمرير مشاريع التطبيع الكبرى مثل اتفاقية الغاز، واتفاقية الماء مقابل الكهرباء. بعيدا عن ترهات المنفعة الاقتصادية للمواطنين التي لم تنطلي على المواطنين، بدأت موجات من التطبيع الثقافي الذي تمثله مخيمات السلام المنتشرة في بلدنا وفي الخارج، وفي تعديل المناهج ليغيب عنها كل ذكر للكيان الصهيوني وجرائمه، وكذلك التطبيع الأكاديمي بين الجامعات الاردنية وجامعات الكيان الصهيوني، والتطبيع الرياضي المتمثل بالبطولات الرياضية التي يشارك بها رياضيون من الكيان، وأخيرا التطبيع البيئي الذي مثلته الإيكو بارك، وسبق أن تناوله مؤتمر صحفي عقد في مجمع النقابات.
إن التعامل مع كل هذه الأشكال من التطبيع بالقطعة، والانطلاق من موقع رد الفعل يحول مقاومة التطبيع إلى فعل بروتوكولي، يقتصر على المسيرات والتلويح بالإعلام، كما حدث في مونديال قطر عندما طربنا للتلويح بالعلم الفلسطيني، ولرفض المشجعين العرب الحديث إلى وسائل الإعلام الصهيوني، ولم نشهد حملة تدين وتفضح وجود وسائل الإعلام الصهيونية في قطر، المطلوب كان طرد وسائل الإعلام الصهيونية وليس رفض الحديث معها. نحن مطالبون بلجان متخصصة تعد دراسات علمية حول مواضيع التطبيع المختلفة، ووضع البدائل المنطقية البعيدة عن المبالغة، على سبيل المثال ما هو البديل المحلي أو العربي لاتفاقية الماء مقابل الكهرباء؟ وهذا ما يدعو إلى الانفتاح على لجان مقاومة التطبيع في الدول العربية وتنسيق الجهود معها.
إن الخط الأول في مقاومة التطبيع يكمن في كسر أغلال وادي عربية والنهوض بالحالة الشعبية الداعمة لفلسطين والفلسطينيين في مواجهة آلة القتل الصهيونية، وقطعان الاستيطان التي تفرض أمرا واقعا على أرض فلسطين، علينا أن ننقل مقاومة التطبيع إلى خانة الفعل المؤثر على أرض فلسطين وخلق آليات لدعم الفلسطينيين على أرضهم. نحتاج إلى الكثير من العمل والقليل من الكلام لذلك أدعو نفسي وأدعوكم للعمل معا بقلب رجل واحد لإيجاد آفاق جديدة لجهودنا.

انشر المقال على: