الأحد 19-05-2024

قيادات فلسطينية تحتج على تجريف مقبرة قالونيا بالقدس

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

قيادات فلسطينية تحتج على تجريف مقبرة قالونيا بالقدس

القدس المحتلة - صفا

احتجت قيادات وطنية وإسلامية على تجريف آليات ما تسمى "سلطة الآثار الإسرائيلية" أرض مقبرة قالونيا غرب القدس المحتلة، من أجل تمرير مخطط شق شارع  16

جاء ذلك خلال زيارة كل من رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر، رئيس مركز القدس للحقوق الاجتماعية الاقتصادية زياد الحموري، الشيخ علي أبو شيخة من الداخل الفلسطيني، وفراس صباح من أهالي قرية قالونيا، للمقبرة، حيث اطلعوا عن كثب على عملية التجريف.

وقال صبري "حضرنا اليوم للاحتجاج على عمل الجرافات الاسرائيلية التي تجرف القبور، هذه المقبرة لها كرامتها واحترامها ولا يجوز نبش القبور فيها، حتى ولو كانت القبور لغير المسلمين، لأن جميع الأديان السماوية تحترم الأموات".

وأكد أن أرض المقبرة هي وقف إسلامي، لأن المسلمين دفنوا موتاهم فيها فتصبح وقفًا، حتى لو تكن موقوفة سابقًا، وستبقى وقفًا إلى يوم القيامة، معبرًا عن استنكاره لممارسات "سلطة الآثار" في المقبرة، وما تقوم فيه الجرافات.

وأضاف "لقد شاهدنا آثار المقابر قائمة، ولا يجوز استمرار هدم القبور، وعلى السلطات المحتلة أن تكف يدها عن هذه المقبرة، وإعادتها للمسلمين وأصحاب القبور الذين دفنوا فيها".

من جانبه، وصف الحموري ما يجري بـ "الوضع المأساوي"، قائلًا "من الصعب جدًا أن يرى الإنسان قلع للقبور وعدم احترامها، واضح جدًا أن إسرائيل لا يوجد لديها حدود في التعدي على الأموات والأحياء، في حين نرى في الخارج منها فرنسا وأي بلد آخر، عندما يحدث اعتداء على أي قبر يهودي، تتعالى أصوات الاحتجاجات".

وأضاف "واليوم سلطات رسمية تتعدى على قبورنا وعلى أحيائنا تحت مرأى ومسمع الجميع، والعالم لا يتحرك لحرمة الأموات ولا الأحياء".

بدوره، أكد عبد القادر أن ما يجري هو انتهاك لحرمة الموتى داخل قبورهم، وقال "المجزرة لم تطل هذه المقبرة فقط، بل معظم المقابر الإسلامية في القدس وضواحيها، بدءً من مقبرة مأمن الله التي تم تجريفها مقابل بناء ما يسمى بمتحف التسامح، مرورًا بمقبرة باب الرحمة، وهنا في مقبرة قالونيا يتم تجريف الأراضي، من أجل استغلال هذه المنطقة لأغراض سياحية إسرائيلية".

وأضاف "أعتقد أن ما يجري هو جريمة حرب تنفذها إسرائيل ضد الموتى المسلمين والمقابر الإسلامية، وتأتي استكمالًا للمخطط الإسرائيلي في تهويد مدينة القدس، وفرض وضع قائم يقوم الاحتلال من خلاله بتغيير المعالم التاريخية والتراثية بالمدينة".

وطالب عبد القادر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بكبح جماح "إسرائيل" من مغبة الاستمرار في هذا الاستهتار والتمادي بحق القدس، هذا التمادي الذي وصل الموتى داخل قبورهم.

وأشار إلى أن هذا يكشف الطبيعة الاجرامية للاحتلال، الذي لم يدخر جهدًا في محاربة كل الوجود العربي الإسلامي المسيحي حتى على صعيد الموتى في قبورهم.

من جهته، أوضح صباح أن مساحة المقبرة، كانت قبل النكبة عام 1948 أربعة دونمات، وتضم العشرات من قبور أهالي القرية، ولم يتبقى الآن منها سوى ثلاثة قبور بسبب أعمال التجريف من العهد البريطاني وبعده الاحتلال الإسرائيلي.

وقال "اليوم هناك محاولة من قبل سلطة الآثار الاسرائيلية لتجريف ما تبقى من أراضي القرية والقبور، لإقامة مشروع مواصلات جديد حسب زعمهم، ليرتبط بالجسور التي تمت إقامتها على أراضي القرية في الجهة المقابلة"

وأعتبر هذا الأمر بمثابة جريمة بحق التاريخ والانسانية، وجريمة في رفات أجدادنا المدفونة بهذه التربة التي تتحدث عن عروبة وفلسطينية وإسلامية هذه القرية والأرض.

وأضاف "هم يحاولون اليوم إزالة ما تبقى من أثر ومعالم تؤكد أن هذه الأرض لها أصحابها المدفونون فيها، الذين مازال أبنائهم وأحفادهم يعملون ويأملون للعودة إليها قريبًا".

وكانت آليات "سلطة الآثار" جرفت مؤخرًا جزء من أرض المقبرة، وحفرت بعمق مترين وثلاثة أمتار بحثًا عن الآثار، علمًا أن القبور الثلاثة المهددة بالتجريف من أجل تنفيذ المخطط، تعود لأعوام 1922 و1940 .

انشر المقال على: