الأحد 05-05-2024

قصيدة: فَاِنْتَبِهُوا.. الشاعر: عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيٌّ

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

 

قصيدة: فَاِنْتَبِهُوا..

الشاعر: عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيٌّ

 

الْلَّهُ يَعْلَمُ وَ الْأَجْيَالُ ، شَاهِدَةٌ 

عَلَى مَسِيرَةِ مَنْ أَوْصَافُهُ الْأَدَبُ

 

لَا حَرْفَ لِلْبَوْحِ لَا خَطٌّ وَ لَا قَلَمٌ

إِنِّي مَدِينٌ ، لِمَنْ أَنْفَاسُهُ الْكُتُبُ

 

مَنْ لَوَّنَ الْأُفْقَ ، بِالطًّبْشُورِ فِي أَلَقٍ

قَدْ شَرَّعَ الْفِكْرَ كَيْ يَرْتَادُهُ الْنُّجُبُ

 

بَدْرٌ وَ طَافَ رِحَابَ الرُّوحِ فِي قَطَرٍ

تَنْهَالُ غَيْثًا ، كَفَاهُ الطُّهْرُ  يَنْسَكِبُ

 

كَمْ مِنْ حُلُولٍ بِصِدْقٍ صَاغَ فِي حِصَصٍ

وَ الصِّدْقُ مَنْهَجُهُ ، قَامُوسُهُ الرَّحِبُ

 

مِنْ حِبْرِ أُسْلُوبِهِ الْإِقْنَاعُ فِي حُجَجٍ

قَادَتْ سَفِينَةَ تَنْوِيرٍ ، بَهَا الشُّهُبُ

 

يَسِيرُ عُمْرًا ، لِنَيْلِ الْمَجْدِ فِي فَرَحٍ

غَطَّ النَّزِيفَ لِكَيْ تُسْقَى بِهِ التُّرَبُ

 

بِهِ اِسْتَفَاقَتْ عُقُولٌ ، زَادُهَا لُغَةٌ

تُسَطِّرُ الشِّعْرَ وَزْنُ الْبَحْرِ يَنْتَصِبُ

 

قَدِ  اِنْجَلَتْ غُمَمٌ مِنْ لَيْلِهِ اِنْقَشَعَتْ

وَ الْجَهْلُ ذَابَ بِصَدْرٍ ، شَرْحُهُ السَّبَبُ

 

حَتَّى الرَّبِيعُ كَدَرْسٍ ، كَانَ مِحْوَرُهُ

أَنَّ الْعَطَاءَ قُطُوفٌ مِنْهُ تُحْتَسَبُ

 

نَبِيُّ مَنْطَقِ إِعْجَازُ الْمُنَى ، شَفَةٌ

وَ تَزْرَعُ الْلَّحْنَ فِي أَفْوَاهِ مَنْ طَلَبُوا

 

يُؤَطِّرُ الْبَحْثَ مِنْ أَحْضَانِ مَدْرَسَةٍ

إِلَى ضِفَافٍ، وُصُولًا فِيهِ يُخْتَضَبُ

 

إِلَيْهِ ، قَدْ فَتَحَ الصُّوفِيُّ أَضْلُعَهُ

وَ بِالرِّضَى جُبَّةُ الْحَلَّاجِ تُنْتَسَبُ

 

مَازِلْتُ فِي الْعِلْمِ  تِلْمِيذًا ، مُعَلِّمَهُ

يَفِيضُ عَطْفًا بِهِ التَّعْلِيمُ يُكْتَسَبُ

 

أَحْبَبْتُهُ إِنَّمَا الْنِسْيَانُ ، يُرْهِقُنِي

وَ مَنْ يُحِبُّ مِنَ الْأَقْسَامِ يَنْشَعِبُ

 

لَوْلَاهُ مَا قَامَ لِلْأَقْوَامِ  قَائِمَةٌ

وَ لَا تَفَاخَرَ مَنْ أَقْسَاهُ ، لِي نُخَبٌ

 

مَنْ سِرُّهَا حِكَمٌ مِنْ قَلْبِ مُبْدِعِهَا

تُشْفِي غَلِيلَ نِقَاشٍ ، نَبْضُهُ الْلَّهَبُ

 

إِلَى مَتَى ، يُنْكِرُ الْإِنْسَانُ بَصْمَتَهُ

فِي ظِلِّ عَصْرٍ أَتَى مِنْ خِصْرِهِ الْعَجَبُ

 

يُقَلِّبُ الْوَجَعَ الْمَدْفُونَ ، مَصْلَحَةٌ

خَانَتْ وَصَايَا لِعَهْدٍ عَيْنُهُ الْحَسَبُ

 

لِفَرْطِ تَوْقٍ أَرَانِي ، رِيحَ مِحْفَظَةٍ

تَئِنُّ ذِكْرَى وَ فِي كُرَّاسِهَا الْحِقَبُ

 

أَقْسَمْتُ بِاِسْمِ عَمُودِ الْخَلْقِ مِنْ عَلَقٍ

أُمُّ الْمَعَارِفِ مِنْهُ ، الْعِرْقُ وَ الرُّتَبُ

 

هَذَا الْذِّي شَغَلَ التَّارِيخَ فِي وَلَعٍ

لَنْ تَهْزُمُوهُ وَ لَوْ أَعْيَاهُ ، مَا سَلَبُوا

 

وَلَنْ  تُحِيدُوهُ عَنْ مَا فِيهِ ، مٍنْ نَزَلٍ

فَهَلْ يُحِيدُ صُخُورَ السَّاحِلِ الْقَصَبُ

 

لَنْ تُرْخِصُوهُ  بِشَيْبَاتٍ ، كَأُوْسِمَةٍ

قَدْ زَيَّنَتْهُ وَ هَلْ يُسْتَرْخَصُ الذَّهَبُ

 

لَا صَوْتَ يُرْفَعُ فَوْقَ الْفِكْرِ، فَاِنْتَبِهُوا

إِنَّ الْعُلُومَ بِوَحْيِ الْلَّهِ تُنْتَخ        

انشر المقال على: