الثلاثاء 07-05-2024

قصيدة: رُؤَى.. الشاعر: عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ

×

رسالة الخطأ

الشاعرعماد الدين التونسي

قصيدة:  رُؤَى..

الشاعر: عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ

 

مَجْدٌ أَصِيلٌ ، عَصْرُهُ الْحُلَلُ

مِنْ فَوْحِ مِسْكٍ حَبَّذَا الْأُوَلُ

 

سَامٌ ، وَ مِنْهُ الْحَقُّ مُنْبَلِجٌ

عِزٌّ  لِمَنْ يَحْدُوهُمُ الْمُهَلُ

 

تَارِيخَ مَنْ عَاشُوا وَ مَنْ كَتَبُوا

إِعْجَازَ نَصٍّ ، زَانَهُ الْعَمَلُ

 

عَاشُوا وَ بَيْنَ نَاسِ ، مَا غُلِبُوا

فِي رِحْلَةٍ عُنْوَانُهَا الْبَطَلُ

 

وَجْدٌ جَمُوحٌ ، طَاهِرٌ فَبِهِمْ

عِشْقُ الْعُرُوبَةِ نَبْضُهُ الدُّوَلُ

 

كَانُوا نُجُومًا ، عِقْدُهُمْ قَمَرٌ

لِلسَّابِقِينَ هِلَالٌ أَيْنَ يَرْتَحِلُ

 

تَرْوِي غَنِيًا ، عَاكِفًا وَرِعًا

تَسْقِي فَقِيرًا شَدْوُهُ النُّزُلُ

 

"صَنْعَاءُ " ، أَسْمَى كَمْ لَهَا فَرَحٌ

عَيْنُ  التَّمَنِّي عَابَهَا الْكَحَلُ

 

وَ أَطُوفُ "بِنْغَازِي" ،  نَهَارِي كُلَّهُ

الْآنَ عَهْدِي بِالرُّؤَى الْهَبَلُ

 

أَصْحُو ، عَلَى الْآهَاتِ مُنْتَحِبًا

" بَغْدَادُ "يَا النَّدَبَاتُ وَ الْعِلَلُ

 

فِي أُمَّةٍ ، قَدْ بَاعَهَا الْإِمَّعُ  

"خُرْطُومُ "يَاالْعَاهَاتُ وَ الْخَبَلُ

 

الْشَّعْبُ ، بِالتَّقْسِيمِ مُفْتَخِرٌ

"بَيْرُوتُ "صَوْتُ الْأُمِّ يَرْتَجِلُ

 

أَمْسَى بِنَا لِصُّ الدَّنَى ، جَشِعًا

"بِِالشَّامِ" جُرْمٌُ قَدَّهُ  الْمَدَلُ

 

شَوْقٌ لِصُبْحٍ ،  فَاتَهُ الْعَرَبُ

"لِلْقُدْسِ" إِِنْحَازً الْفَتَى الْشَّمِلُ 

 

كَمْ وَشْمَةً فِي خَتْمِهَا ، تَلَفٌ

يَا جُرْحَ أَرْضِي عَدَّهُ الْقَذِلُ

 

أَشْكُو لِأَمْجَادِي ، أُحَدِّثُهَا

"مِصْرُ "الْكَنَانَةِ مَسَّهَا الْقَحَلُ

 

سَقَطَتْ حَضَارَتُنَا وَصَارَتْ ، مَوْطِئًا

تَحْتَ الْعَمَالَةِ حِينَ تُنْتَعَلُ

 

نَحْيَا وَ "عَمَّانُ "شَلَّهَا ، الْعَبَثُ 

التَّمْرُ وَلَّى وَ هَمُّنَا الدَّقَلُ

 

الْبَحْرُ لَوْ هُوَ هَادِئٌ ، سَكِنٌ

مَا كَانَ يُغْرِقُ "مَغْرِبٌ " وَحِلُ

 

يَا مَنْ ، يَغُرُّهُ حَالُنَا الْعَفِنُ  

زِدْهَا "جَزَائِرٌ "أَلْسُنٌ عِلَلُ

 

هُوَ الْمُحَالُ ، "بِتُونِسَ " وَ بِهَا     

الْغَيْثُ يُنْسَى وَ نَحْوُهُ الْبَلَلُ

 

وَ الْحَلُّ مَعْرُوفٌ ، بِهِ الْعُمُرُ

عِلْمٌ وَ إِرْثٌ فِيهِمَا السُّبُلُ

 

عِشْ لِلْعُرُوبَةِ ، آيَةٌ بَقِيَتْ

فَالنَّصْرُ آتٍ لَوْ سَمَتْ ظُلَلُ

 

"صُهْيُونُ" مَهْزُومٌ بِغُرْبَتِهِ

وَ هُوَ الْخَسِيسُ الْمَاكِرُ الْفَشِلُ

 

ثِقْ بِالرَّحِيمِ ، الْلَّهُ خَالِقُنَا

وَ الظُلْمُ لَيْلٌ لَوْنُهُ الرَّهِلُ

 

لُطْفًا تَذَكِّرْ ، عِرْقَنَا أَنَفًا

لَا أَطْبَقَ الْلَّحْظُ الرِّضَى زَعَلُ

 

عَانِقْ بِأَنْجَادِ الْعُلَا ، شَغَفًا

وَ اُصْبُرْ إِذَا قِزْمٌ بِهِمْ نَذِلُ

 

وَ اِسْتغْفِرِ الْلَّهَ الْمُجِيبَ ، فَذَا

كَفّي بِكَفِّكَ لَيْسَ يَنْفَصِلُ

 

 

انشر المقال على: