في ذكرى النكبة.. فلسطين بعيون إفريقية
ترتبط القارة الإفريقية بالقضية الفلسطينية ارتباطا وثيقا منذ عشرات العقود، حيث تدعم الدول الإفريقية نضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه في إقامة الدولة المستقلة، ومنذ نكبة 1948 والدول الإفريقية تساند الشعب الفلسطيني في نيل حقه وأرضه، ومن المواقف التي لا تنسى موقف جنوب إفريقيا، فبجانب هذا الارتباط الإفريقي بالقضية الفلسطينية، فإن هناك عدة مناضلين أفارقه اتخذوا مواقف مشرفة حيال تلك القضية وفي مقدمتهم الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، الذي قال جملتة الشهيرة “إفريقيا لن تكتمل أهدافها قبل حصول الشعب الفلسطيني على حريته”، وأثناء فترة رئاسته في عام 1994 وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بعث مانديلا، برسالة رسمية لدعم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أكد فيها على حق تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة في إطار عملية السلام؛ كما دعا إلى وضع حد للحصار المفروض على قطاع غزة.
لم تكن جنوب إفريقيا هي الدولة الوحيدة التي كانت لها مواقف واضحة تجاه العدوان الأخير على غزة، بل استدعت غينيا السفير الإسرائيلي لديها من أجل التشاور حيال ما يحدث في قطاع غزة، واستنكرت الأعمال الوحشية التي تنفذها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، وهددت بطرد السفير الإسرائيلي ما لم يتم وقف العدوان على غزة، وكذلك أعربت جمهورية غانا عن استنكارها لكل الاعتداءات الإسرائيلية تجاة الفلسطينيين منذ احتلال الأراضي الفلسطينية، وقالت حكومة غانا إنها ستبذل قصارى جهدها لدعم الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة بسلام على أراضيه المغتصبة.
نائب رئيس الدولة الغاني، أكد أن غانا كانت وما زالت وستبقى تدعم الشعب الفلسطيني لأنه صاحب حق، وأنه قد حان الوقت لتعيش فلسطين بسلام، وقال موجها حديثه للشعب الفلسطيني: بإمكانكم الاعتماد علينا لنساعدكم بما نستطيع مع الدول الصديقة لغانا.
وتحظى القضية الفلسطينية بجانب كبير من اهتمام المنظمات الإفريقية واجتماعاتها الدورية، حيث كانت حاضرة وبقوة خلال معظم المؤتمرات التي تحتضنها القارة السمراء، واتخذت منظمات القارة عدة مواقف مشرفة تجاه القضية الفلسطينية، فضلا عن أنها تعمل كحائط صد للمحاولات الصهيونية الهادفة لقطع ارتباط القارة بالقضية الفلسطينية عبر التوغل في هذه المنظمات الإفريقية والتأثير على قرارتها.
وخلال السنوات القليلة الماضية بدأ الكيان الصهيوني في مساع حثيثة من أجل تعزيز علاقاته مع عدد من الدول الإفريقية، بهدف الاستفاده من انعكسات تلك العلاقات في المنابر الدولية والإقليمية، فضلا عن خسارة فلسطين للمنظمات التابعة للقارة كواحدة من أبرز داعمي حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
هذه السياسات الصهيونية يتزعمها وزير الخارجية السابق “أفيجدور ليبرمان”، حيث أجرى خلال شهر يونيو الماضي جولة إفريقية شملت خمس دول هي رواندا وغانا وكينيا وإثيوبيا وساحل العاج، الأمر الذي يتطلب تصديا قويا لهذه المحاولات الصهيونية الهادفة للانتشار في إفريقيا والتأثير على القضية الفلسطينية ووقف المساندة الإفريقية لها في المحافل الدولية والإقليمية.
وتقع المسؤولية الأولى في مكافحة التوغل الإسرائيلي في القارة الإفريقية على الدول العربية التابعة لمنظمات القارة واتحاداتها المختلفة، الأمر الذي يتطلب معاونة وثيقة بين هذه الدول والسلطة الفلسطينية لإعادة التوعيه بالقضية الفلسطينية والتصدي للمحاولات الصهيونية الهادفة لقطع أواصر العلاقة بين القضية الفلسطينية والشعوب الإفريقية وقادتها.
ارتبطت الشعوب الإفريقية بالقضية الفلسطينية منذ عقود طويلة، واتضح ذلك خلال الأحداث التي مرت بها القضية الفلسطينية سواء خلال فترة الانتفاضتين الأولى والثانية، أو حتى خلال الاعتداءات الصهيونية الغاشمة ضد الشعب الفلسطيني، حيث دائما ما تشهد تلك الدول تظاهرات داعمة للشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة، هذا الارتباط يمثل صمام أمان ضد المحاولات الصهيونية الهادفة للتوغل داخل القارة، لكنها تحتاج إلى مزيد من التوعية بالقضية.
نقلاً عن: مجلة البديل المصرية