الثلاثاء 14-05-2024

في أسواقنا مانجا وجزر صهيوني برائحة الدم

×

رسالة الخطأ

جهاد المنسي/ الغد

في أسواقنا مانجا وجزر صهيوني برائحة الدم
جهاد منسي/ الغد
الأربعاء 27 تموز / يوليو 2016
لا يكفي أن نشبع الصهاينة شتما وتحقيرا على المنابر والدواوين والملتقيات العامة والخاصة، أو نضرب كفا بكف ونفتح أفواهنا سبّا وشتما كلما رأيناهم يعيثون تخريبا بأقدس المقدسات الإسلامية والمسيحية المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وإنما علينا أن نتخذ موقفا رافضا لكل تلك الأفعال، ورافضا لوجود الكيان الصهيوني المصطنع من أساسه.
ولا يكفي أن نتأسف، ونقطب حواجبنا ونحن نرى الجنود الصهاينة يسحلون المدافِعات عن "الأقصى" الشريف أولى القبلتين، اللواتي يحلن دون تدنيسه من قبل متشددين ومتطرفين وإرهابيين صهاينة يريدون أن يقيموا في باحاته طقوس سكرهم ومجونهم وعربدتهم.
نعم لا يكفي أن نشاهد المستوطنين يحرقون أطفال فلسطين، ويقتلون قضاة الأردن بدم بارد، ونكتفي بقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنما علينا أن نساهم ولو بموقف رافض لمثل تلك التصرفات والأفعال اللاانسانية التي ترفضها كل شرائع حقوق الإنسان، وأقل تلك المواقف التي يتوجب القيام بها فورا وبلا تردد أو تفكير مقاطعة البضائع الصهيونية التي تغزو أسواقنا بين فينة وأخرى، وآخرها وجود كميات لا بأس بها من المانجا والجزر الصهيوني الذي يروى بدماء أبناء فلسطين أصحاب الأرض الحقيقيين، في الأسواق الأردنية.
علينا أن نستقيم مع أنفسنا وأن نكون واضحين، أن نمارس نفس الموقف عندما نرى الصهاينة يقتلون أطفال فلسطين، ونشاهد طائراتهم تقصف جوامع وكنائس وبحر غزة، فنغضب ونصرخ ونشتم، علينا أن نفعل الأمر عينه ونحن نرى في أسواقنا بضائع صهيونية مجبولة بدم الشعب الفلسطيني الأعزل، بدم أطفال قتلوا على الشبهة وفتيات صوبت إليهن رصاصات الغدر لأنهن يدافعن عن شرف الأمة.
يتوجب أن تهتز مروءتنا ونحن نرى بضائع صهيونية في أسواقنا بذات الحمية ونحن نرى على شاشات التلفاز مناظر الدم والقتل والدعس والإرهاب الممارس من قبل الكيان الفاشي، وأن نقاطع.
ليس علينا النظر لمواقف الدول من بعضها بعضا، وليس علينا القول إن هناك اتفاقية سلام موقعة مع الكيان الغاصب، فاتفاقية السلام موقعة مع الدول وليس مع الشعوب، فشعبنا يرفض التطبيع وينبذ المطبعين، وهو فوق كل ذاك لا يريد الكيان الغاصب بيننا، يريده أن يعيد الحق لأصحابه، وان يعود كل صهيوني للمكان الذي أتى منه أبوه أو جده أو هو، وكفى.
نعم يجب أن يكون موقفنا من مقاطعة بضائع الكيان الصهيوني موحدا، وان نلفظ كل من يستورد منه، من يبيع مستورداته، ونقاطع كل من اشترى ومن تاجر ومن باع ومن سهّل، فأولئك القتلة لا يتوجب مساعدتهم على شراء أسلحة لقتل أطفال فلسطين، أو شراء طيارات للاعتداء علينا لاحقا وعلى دول عربية أخرى، فإسرائيل التي تطمع بكيان لها من النيل للفرات ما انفكت عن توجيه أطماعها تجاه الأردن، وأظهرت حقدها على شعبه الذي ما يزال رافضا مقاوما للتطبيع في أكثر من مناسبة، وعبر عديد التصريحات.
شوارع الأردن وبيوتها أشرف من أن تدخلها مانجا وجزر صهيوني مكتوب عليه منتج إسرائيلي، وأطفال الأردن الذين تبرعوا لأطفال فلسطين من مصروفهم المدرسي نأبى عليهم أن يأكلوا من فواكه صهيونية مروية بدماء أشقائهم الفلسطينيين.
دعونا مما تفعل الدول، ولا تقولوا لنا إن الوزير الفلاني وقف مع الصهاينة وإن القائد العلاني التقاهم في القدس سرا وعلنا، وإن الدولة هذه أو تلك فتحت خطوط اتصال، فهذا ليس سرا، ولا يعنينا، إذ إننا نحن الشعب منذ ما يقرب من 23 عاما قلنا كلمة واحدة لا للتطبيع مع إسرائيل وما نزال نقولها حتى اليوم.
لا يستقيم أن تقاطع دول أوروبية منتجات إسرائيلية مزروعة في المستوطنات، ولا نقوم نحن كعرب أو أردنيين بالأمر عينه، ولا نريد أن نكون موضع تساؤل من قبل شعوب أوروبا الذين يعتقدون أن من يقاطع منتجات إسرائيل منهم أكثر من العرب.

انشر المقال على: