الثلاثاء 30-04-2024

فكرة حدود المستوطنات تكتيك اعتراضي

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

فكرة حدود المستوطنات تكتيك اعتراضي محمد محفوظ جابر في مواجهة الضغط المتصاعد من الاتحاد الاوروبي على الكيان الصهيوني بوقف الاستيطان والعودة الى المفاوضات ، أبلغ رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني استعداده للتفاوض على حدود الكتل الاستيطانية التي تنوي "إسرائيل " ضمها في أي اتفاق مع الفلسطينيين في إطار اتفاق السلام المستقبلي .وأنه بذلك سيكون واضحاً في أي مناطق من الضفة الغربية يمكن ل "إسرائيل " أن تواصل البناء.واعتقد نتنياهو انه في منتهى الذكاء الديبلوماسي حين فعل ذلك ، فهو اولا اعلن عدم اعترضه على العودة الى المفوضات ويصبح المطلوب من الاتحاد الاوروبي انهاء الضغط عليه وثانيا يشرعن البناء في مستوطنات ويتوسع فيها كما يريد في حال حدوث موافقة اولية على اقتراحه،وثالثا يوقف هجمة المقاطعة لمنتجات المستوطنات في السوق الاوروبي ،ويكسر الحصار الدولي والمقاطعة العالمية التي تتسع يوما بعد يوم ضد الكيان الصهيوني. ويرى المحللون السياسيون ان هذه العملية هي «مراوغة خطيرة» يُطلقها من جديد أمام المجتمع الدولي، لإظهاره بأنه يريد المفاوضات ويسعى لتحقيق السلام. في عاميّ 2013-2014، في المفاوضات التي قادها المبعوث الأمريكي مارتن إنديك ووزير الخارجية جون كيري، رفض نتنياهو إجراء محادثات حقيقية على حدود الدولة الفلسطينية، وعرض خرائط واقتراحات حول الأراضي أو حتى وضع علامات على مخطّطات الكتل الاستيطانية التي يرغب بأن تبقى في يد "إسرائيل" في اتفاق مستقبلي. ان موضوع المستوطنات هو من القضايا المؤجلة الى المرحلة النهائية من المفاوضات والحوار يتم حول اخلائها او بقائها اولا وهل يبقى المستوطنون فيها او تحول الى مساكن عربية ولكن بنيامين نتنياهو بطرحه هذا استبق الحل النهائي مع الفلسطينيين ليعرقل مجددا البدء في المفاوضات بين الطرفين من خلال رؤيته للكتل الاستيطانية وحدودها. من ناحية اخرى ولأن مطلب السلطة الفلسطينية يكمن بوقف كافة اشكال الاستيطان الذي يكاد يبتلع ما تبقى من الارض الفلسطينية المحتلة فإن طرحه عبارة عن رمي الكرة في الملعب الفلسطيني وتحميله مسؤولية عدم العودة الى المفاوضات وبالتالي توجيه الضغط الاوروبي الى السلطة وابعاد شبح المقاطعة عن الكيان الصهيوني . وتناسى نتنياهو عدم شرعية المستوطنات حسب الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949. لاشك اذن ان فكرة نتنياهو بترسيم حدود المستوطنات هي تكتيك اعتراضي لكسب ود الاتحاد الاوروبي ووقف استنزاف المقاطعة الاوروبية للاقتصاد الصهيوني .

انشر المقال على: