الجمعة 03-05-2024

غزة: الظروف الاقتصادية تدفع آلاف الطلبة للتوقف عن الدراسة بالجامعات

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

غزة: الظروف الاقتصادية تدفع آلاف الطلبة للتوقف عن الدراسة بالجامعات
اضطر الآلاف من طلبة الجامعات في هذا العام الدراسي الى التوقف عن الدراسة في الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، و ذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تزداد يوماً بعد يوم، بفعل الحصار المتواصل على القطاع، و أزمة الرواتب الأخيرة التي تسببت بها السلطة الفلسطينية بعد الخصومات و قرارات التقاعد التي طالت آلاف الموظفين.
و تضاف هذه الأزمة الى جملة من الأزمات التي يواجهها القطاع المحاصر، جراء استمرار الحصار، و الانقسام الفلسطيني، و عدم وضوح الأفق، حيث أن المعطيات لا تبشر بقرب انتهاء هذه المعاناة التي يعيشها نحو 2 مليون نسمة في قطاع غزة.
الشاب "أنس"، 19 عاماً، واحداً من الطلبة الذين لم يستطيعوا استئناف دراستهم الجامعية هذا العام، بسبب عدم قدرة والده على دفع الأقساط المستحقة لرسوم الجامعة.
والد أنس موظف في السلطة الفلسطينية و يعيل أسرته المكونة من 9 أفراد أكبرهم أنس، تمت احالته للتقاعد المبكر من قبل السلطة الفلسطينية، كغيره من آلاف الموظفين.
و يقول "أنس": راتب والدي أصبح لا يكفي لتغطية نفقات العائلة، لذلك قمت بتأجيل هذا الفصل من الدراسة آملاً أن تتحسن الظروف خلال الفصل القادم، حتى أستكمل دراستي".
لم يختلف حال الطالب "مصطفى"، 21 عاماً عن حال زميله أنس، حيث دفعته الظروف الاقتصادية الى ترك الجامعة في الفصل الأخير من دراسته، بسبب الخصومات التي طالت راتب والده.
و يقول: "بذلنا جهداً كبيراً في الدراسة لكي ننجح و نتفوق، حتى نبني مستقبلنا، لكن الوضع الحالي في قطاع غزة قضى على آمالنا و أحلامنا التي تنهار مع انهيار كافة مناحي الحياة في القطاع".
بدورها قالت الطالبة "روان"، 18 عاماً إن سوء الوضع الاقتصادي حرمها من دخول الجامعة للدراسة بعد ان أنهت مرحلة الثانوية العامة، موضحة أن والدها صاحب حل للملابس، و لكن الأزمة الاقتصادية الحالية أثرت بشكل كبير على وضع العائلة المادي.
و أضافت: "كنت أحلم بالدراسة بأحد الجامعات كغيري من الطالبات، لكن حلمي لن يتحقق في القريب المنتظر، إذا ما استمر الحال على ما هو عليه".
من ناحية أخرى تشكل المصاريف الأخرى للدراسة الجامعية عبئاً آخراً على كاهل المواطنين في القطاع، حيث أن عدد كبير من الطلاب يحتاجون للمواصلات، حيث يأتون من أماكن بعيدة، كما يحتاجون الى كتب و قرطاسية و احتياجات الدراسة.
مصدر مسؤول في شؤون طلبة أحد الجامعات بقطاع غزة أكد بأن هذا العام شهد عزوفاً كبيراً من الطلبة عن التسجيل في الجامعة، بسبب الأوضاع الاقتصادية، رغم التسهيلات التي تقدمها.
و أوضح في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بأن إجمالي المسجلين في الجامعة خلال الفصل الحالي هو ثلث الطلبة المنتسبين للجامعة.
و أشار الى ارتفاع عدد الطلبة الغير مسجلين في الجامعة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، لافتاً الى أن الجامعة تحاول توفير عدد من المنح و الاعفاءات للطلبة وفق الحاجة، إلا أن عزوف الطلبة عن التسجيل يعود لخوفهم مما تحمله الأيام المقبلة.
الباحثة الاجتماعية "فلسطين عابد" أشارت الى أن عدم تمكن الطلبة من التسجيل بالجامعات سيكون له انعكاسات سلبية على الحالة النفسية و الاجتماعية لهؤلاء الشباب.
و لفتت عابد في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" الى أن أحلام هؤلاء الطلاب ببناء مستقبل لكل منهم تخصصه بات مهدداً بالفشل، إن لم يكن فشل فعلاً، مشيرة الى أن استمرار الانقسام عامل مهم في تدمير أجيال من شباب قطاع غزة.
و أضافت أن من أهم النتائج المترتبة على هذه المشكلة هو حالة الطلاب النفسية و السلوكية التي ربما التي ستزداد سوءاً في المجتمع، و قد يصل الأمر بهم الى الانحراف بسبب وقت الفراغ الذي يتركه حرمانهم من الجامعات.
و دعت عابد وزارة التربية و التعليم أن تحتضن هؤلاء الطلاب من خلال تخفيض الرسوم الدراسية، و توفير منح دراسة لهم، و أن تتحمل مسؤولية عدم وصولهم الى مقاعد الدراسة بسبب تردي الأوضاع في غزة، و أن يتم تحييد مصيرهم عما يجري في الساحة الفلسطينية من انقسام و مناكفات.
يٌشار إلى أن السلطة الفلسطينية اقتطعت في أبريل من العام الماضي 2017 ما نسبته 30% من رواتب كافة الموظفين العسكريين والمدنيين بغزة فقط، كما أحالت آلاف منهم الى التقاعد المبكر، ضمن ما أسمته إجراءات تصويب أوضاع مؤسساتها الأمنية والمدنية في قطاع غزة.

انشر المقال على: