الجمعة 26-04-2024

غارودي في استضافة "بيت المقدس

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

رام الله-زمن برس: مائدة دسمة اجتمع حولها ثلة من أساتذة الجامعات الفلسطينية، طباخها المفكر وعالم الاجتماع والفيسلوف الفرنسي روجيه غارودي، الذي توفي عن عمر يناهز 98 عاماً مخلفاً للمكتبة العالمية والعربية أكثر من 70 مؤلفاً في الفكر والفلسفة والسياسة.
الندوة التي نظمها مركز بيت المقدس للأدب، مساء أمس الثلاثاء، في قاعة بلدية البيرة شملت ثلاثة محاور رئيسة أدارها الأستاذ صابر زيادة، وابتدأها د.عبد الكريم خشان المحاضر في جامعة بيرزيت، بالتعريف بالمفكر ومراحل حياته المختلفة، حيث ولد غارودي بمدينة مرسيليا عام 1913 وبعائلته التي لم تكن تعترف بالأديان.
درس غارودي الفلسفة والتحق بالتيار الماركسي، وألف حولها كتابه "النظرية المادية للمعرفة". ومع استمرار رحلته في البحث والتعمق، انشأ الاشتراكية النقدية ففصله الحزب إثر نقده للماركسية، وحكم عليه بالإعدام.
وقال خشان إن قصة إسلام غارودي بدأت عام 1942 عندما استوقفه موقف ثلاثة جزائريين رفضوا تنفيذ حكم الإعدام بحقه لأن الإسلام يرفض قتل الأسرى، واستمر بحثه في هذا الدين حتى أعلن إسلامه عام 1982 وهو ذات العام الذي وقعت فيه مجزرة صبرا وشاتيلا، حينها كتب جارودي مقالاً لاذعاً ضد الصهيونية، مشككاً في "الهولوكوست"، فابتدأت رحلة عداء غارودي وفتحت عليه جهنم.
هذا ما أكده د.أحمد رفيق عوض الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية الذي ناقش المحور الثاني موضحاً عداء الصهيونية لغارودي ومحاولتها تصفيته أكثر من مرة. وكانت ذروة اشتباكه معها عام 1996 عندما كتب "الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل"، موضحاً أن الصهيونية امتداد للفكر الاستعماري الغربي. وزاد على ذاك بكتابه "الحرية" الذي ناقش فيه تناقضات الغرب منكراُ عليه مزاعم الحرية والديموقراطية.
أما المحور الثالث والأخير فناقشه د.سميح حمودة أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت موضحاً نقد غارودي للسياسة الأمريكية القائمة على أساطير تبرر إبادة الأخر وتشرعن العنف ونهب ثرواته لهدف واحد وحيد هو تحقيق الربح، وهذا ما يتجلى بوضوح في السياسة الأمريكية الخارجية تجاه دول العالم. جاء ذلك في كتاب غارودي "أمريكا طليعة الانحطاط".
وختمت الندوة بفتح المجال لاستفسارات الحضور ومداخلاتهم، وببعض عبارات شهيرة خطها غارودي أبرزها: (الإسلام في نظري هو الاستقرار حيث أجاب على كل أسئلة حياتي)، وحول أمريكا قال: (إلى متى سيظل العالم مستسلماً للدولة التي تحتل المرتبة الآولى في الجريمة).

انشر المقال على: