السبت 04-05-2024

عن (عدم) المشاركة الفلسطينية في انتخابات الكنيست الإسرائيلي

×

رسالة الخطأ

حيدر عيد

عن (عدم) المشاركة الفلسطينية في انتخابات الكنيست الإسرائيلي حيدر عيد* بوابة الهدف الجمعة 14 أكتوبر 2022 | 08:11 ص لست من المؤيدين للمشاركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي على الإطلاق وأتمنى ألا يشارك أبناء شعبنا بها لا ترشحًا ولا تصويتًا، كون هذا "البرلمان" يجسّد من ناحية، العنصرية البغيضة للأيديولوجيا الصهيونية، ومن ناحية أخرى يشكّل ورقة التوت التي تغطي عورة نظام الاستعمار الاستيطاني على أرض فلسطين التاريخية. في المحصلة النهائية، فإن مشاركة أعضاء عرب في هذه المؤسسة يمنحها الشرعية الليبرالية التي تروج لها ماكينة البروباجندا الإسرائيلية، بدعوى مشاركة أبناء الأرض الأصلانيين في التشريعات التي تصدرها حتى لو كانت تؤدي لإبادتهم. والحقيقة أن أزمة القيادة القائمة والأحزاب السياسية الفلسطينية كافة، في مناطق ال48، باتت عميقةً جدًا لدرجة أن السبب الوحيد الذي يتم طرحه بدون خجل لتبرير المشاركة هو تحسين شروط الاضطهاد العنصري الممارس بحق 1.4 مليون فلسطيني تعتبرهم المؤسسة الأشكنازية الحاكمة، إما “طابور خامس” أو “عبيد” يمكن تدجينهم ثم الاتكاء عليهم في صراعاتها الداخلية ولعبة تشكيل الحكومات والتوصية برئيس وزراء مجرم حرب على حساب مجرم حرب آخر. تكمن إشكالية المشاركة في هذه الانتخابات في أنها تحصر الخيارات، إما في "الاقتناع" بشرعية العمل ضمن النظام وقبول الهياكل القائمة، تبعًا لذلك - نموذج منصور عباس والقائمة المشتركة- وإما في التوصل إلى أنه لا مكان للتغيير الجذري والتردد بطرح راديكالي، بعيدًا عن اختزال المشكلة بالمساواة في المواطنة- التجمع لحد ما-. ولكن تكمن مشكلة العمل ضمن النظام القائم الفاقد للشرعية في أنه يشوّش على الأمر الممكن، أي إسقاط هياكل منظومة الاستعمار الاستيطاني، بالأمر الواقع. في هذه الحالة وإذا أردنا تسليط الضوء على قوة ما هو ممكن للشعب الفلسطيني، لا بد أن يتم سحب المشاركة في الهياكل السياسية الاستعمارية، وإلا فإن الخيارات ستظل محدودة جدًا في إطار الحصول على ما يتكرّم به المستعمِر، بمعزل عن الحق في تقرير المصير لجزء أصيل من الشعب الفلسطيني. إن من الضرورة بمكان أن يتم رفض النظام القائم ونزعته الأيديولوجية العنصرية والاستعمارية وميله للفاشية وتعرية صفاته الاستغلالية والاستبدادية بدلًا من إضفاء الشرعية عليها، وهذا يقتضي "الانسحاب من المشاركة" من أجل استعادة الفاعلية الفلسطينية في مناطق ال48 وربطها بالنضالات الفلسطينية في مناطق ال67 والشتات، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الجغرافيّة. باختصار، إن عدم المشاركة يعني وضع شرعية النظام القائم على المحك، والعمل في الوقت نفسه على إيجاد بدائل أخرى. ومن غير المرجح أن يأتي التغيير من القوى السياسية المتواجدة الآن على الساحة، حتى تلك غير المشاركة، يسارية ستالينية ويمينية، كون بعضها تملك برامجًا سياسيةً تعكس عملية الأسرلة، وفي بعض الحالات الصهينة، التي مرّت بها وفي حالات أخرى أحزاب لا يتخطى سقف نضالاتها التخفيف من عنصرية واضطهاد المستعمِر، وهنا تبرز أهمية بروز تيار متحرر تمامًا من إرث الأسرلة والقبول بدونية الفلسطيني، تيار قادر على تحدى الوضع الراهن. *أكاديميٌّ ومنسّقُ الحملةِ الفلسطينيّةِ للمقاطعةِ الأكاديميّةِ والثقافيّةِ لإسرائيلَ في قطاعِ غزّة

انشر المقال على: