الجمعة 03-05-2024

عندما كنت في القدس 4

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

عندما كنت في القدس 4

محمد محفوظ جابر

 

كنت اشارك في طفولتي، في فترة الخمسينات من القرن الماضي، بالأعياد والمناسبات المسيحية، تماما مثل عدد كبير من المسلمين، وكانت المحبة سائدة في المجتمع. ومن تلك المناسبات "أحد الشعنينة" ومن تسمياته كما اذكر: عيد النخلة، ولم تعجبني في تلك الايام تسمية " عيد حمار العزير" رغم انه يتم استخدام جحش فيها. وكان يشارك في احتفالات هذه المناسبة عدد كبير من اهل القدس: رجال دين مسيحيون، فرق كشافة مصحوبة بقرع الطبول ونغمات البوق المتناسقة، والتي تشبع حبي للموسيقى، وكان هناك اطفال بزي ملائكي أبيض وجناحان، بمشهد اعترف انه كان يبهرني جدا، اضافة الى المشاركين من جميع الاعمار في المسيرة، وكان مشهد المسيرة الروحية الدينية، يبدأ من اعلى جبل الزيتون وينحدر باتجاه كنيسة الجسمانية ثم صعودا الى باب الاسباط المدخل الى القدس القديمة، وطريق باب الاسباط (الأُسود) يحيط به مقبرتين هما: مقبرة اليوسفية ومقبرة باب الرحمة ولكل منها سور كان يجلس عليهما الحاضرين وكنت واحدا منهم واحيانا اصطف على الطريق على الطريق مع المستقبلين للمسيرة الدينية الروحية، واذكر اني طلبت من احد المشاركين سعف النخلة واهداني اياه فحملته وسرت معهم، واخذت انشد معهم ترنيمة دينية : هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب. هوشعنا في الأعالي! حيث دخلنا باب الاسباط ( وكنا نسميه باب ستنا مريم)، ثم الى كنيسة القديسة حنة ( حيث ولدت مريم العذراء) بعده بأمتار قليلة، لم يدخل الجميع ولكني دخلت مع الداخلين، وخرجت مع الخارجين لنتابع السير الى طريق المجاهدين ثم طريق الآلام التي تمتد الى كنيسة القيامة. وعدت الى البيت مسرورا ومنهكا. وأحد الشعانين أو عيد الشعنينة ،هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد القيامة وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس، ويسمّى هذا اليوم أيضًا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي المدينة استقبلوه بسعف النخيل واغصان الزيتون المزيّن فارشين ثيابهم وسعف النخيل وأغصان الزيتون أمامه، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم. ويرمز سعف النخيل إلى النصر، أي أنهم استقبلوا يسوع منتصرًا مُحقّقا نبوءة زكريا بصفته المسيح. كلمة شعانين "أوصنا" وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين. وهي أيضاً الكلمة التي استخدمها أهالي القدس عند استقبال المسيح في ذلك اليوم. وكل عام والجميع بخير.

انشر المقال على: