الجمعة 03-05-2024

عندما كنت في القدس 2

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

عندما كنت في القدس

2 محمد محفوظ جابر

في العطلة الصيفية للمدارس، كنت ابحث عن عمل خلالها، وتنقلت بين البيع في الشوارع: علكة شعراوي "تأسس المصنع سنة 1932 في القدس وكانت تغلف كل أربع حبات في ورقة حمراء مغلقة وتطوق بزنار اصفر خاص بالشركة وتوضع مجموعة في كرتونة مربعة احملها في يدي، وافتحها من الأعلى لتظهر الحبات المغلفة للبيع. وكان هناك شركة بلاستيك الشرق/ عابدين، سنة 1956 قامت بتصنيع الأمشاط وكنت اشتري دزينة (12) مشط بتسعة قروش وابيعها لأربح ثلاثة قروش. وتنقلت بين المطاعم والمقاهي اغسل الاطباق واوزع الطلبات وآخر اعمال الطفولة، كان بيع الجرائد والمجلات. ارسلني والدي يوما الى عمير دعنا صاحب بسطة الصحف والمجلات قرب باب العامود في القدس عند مدخل عمارة هندية وكان فيها مكاتب تجارية ومحامين وأطباء وبينهم د. صبحي غوشة: المناضل الذي قضى عمره في خدمة القضية والقدس. كنت محبا للقراءة والمعرفة منذ طفولتي وجعلتني الأحداث السياسية في الخمسينيات من القرن الماضي اكثر اهتماما:

سنة 1954: انتخابات برلمانية، سنة 1955: مظاهرة ضد مشروع جونستون لتقسيم مياه نهر الأردن.

سنة 1955: انتفاضات الطلبة ضد حلف بغداد ومحاولات ضم الأردن إليه، ومهاجمة السفارتين البريطانية والتركية فأطلق الجنود النار واستشهدت رجاء أبو عماشة في 19/12/1955.

سنة 1956: في 20 أكتوبر 1956 اختطف الفرنسيين طائرة واعتقلوا قادة الثورة الجزائرية: بن بلة رفقة محمد بوضياف وحسين آيت أحمد ومحمد خيضر والصحفي مصطفى لأشرف، لتقوم مظاهرة في القدس ويتم حرق القنصلية الفرنسية، وكنت اضع الحجارة مع الآخرين لعرقلة وصول الاطفائية وعمري 9 سنوات، واستشهد فران برصاص الفرنسيين.

والعدوان الثلاثي على مصر وخطابات عبد الناصر وهتافات الطلاب لا دراسة ولا تدريس إلا بوحدة مع الرئيس.

سنة 1957: اسقاط حكومة النابلسي وحل الأحزاب واعتقالات وتفتيش بيوت المدينة، وبيتنا بينهم، حيث وجدوا كتاب "فلسفة الثورة" للرئيس عبد الناصر وكتابين آخرين احضرتهم من القنصلية المصرية، واعتقلوا اخي الكبير "محمد عودة" واطلقوا سراحه في الطريق.

نعم كان الجو السياسي مرتفع الحرارة، ولا بد من معرفة ما يدور وبائع الجرائد عثمان عبد الهادي الأعرج كان يصرخ بأعلى صوته قرب باب العامود: "خرررربطيطة" ليشجع الناس على شراء الجرائد.

كان عمير دعنا الانسان اللطيف والمثقف يتركني عند البسطة ويعطيني كتابا قائلا : اقرأ، وسوف أعود، ما أروع ذلك : إقرأ، تدخل أذني كعزف لحن جميل . كنت أقوم بجولتي الصباحية بكل نشاط لبيع الجرائد: فلسطين، الدفاع، الجهاد والمنار وأحيانا مجلات الكواكب والموعد المصريتان ومجلة العربي الشهيرة. وبعد الاحتلال 1967 كنت أذهب الى عمير دعنا ليزودني بجريدة الاتحاد الحيفاوية ومجلات الغد والجديد وكان يصدرهم الحزب الشيوعي في المنطقة المحتلة عام 1948 وكانت رسميا ممنوعة، وقد أرشدني الى مكتبة في شارع يافا تبيعهم علنا لأنها في الجزء الغربي لمدينة القدس المحتل عام 1948.

وكثيرا ما كنت أتساءل هل سأصبح كاتبا ويقرأ الناس ما أكتب، فازدادت محبتي للقراءة والمعرفة، وبدأت الكتابة الطفولية وارشدني اخي محمد عودة قائلا إذا أردت أن تكتب عليك أن تقرأ كتب جبرانخليل جبران فهي غنية باللغة العربية الجميلة، إنه الزمن الجميل. وفي المرحلة الثانوية كنت اكتب لإذاعة المدرسة الرشيدية وكان صديقي منذر غوشة يساعدني في تقديم حتى الممنوع في الاذاعة.

المؤلفات :

1ـ ستون عاماً من النضال... فلسطين 1948 

2ـ الاستيطان الصهيوني في القدس ومستقبل المستوطنات فيها.

3ـ الاستيطان الصهيوني في محافظة الخليل .

4ـ المستوطنات الصهيونية في الجولان العربية .

5ـ لماذا نقاوم التطبيع مع العدو الصهيوني .

6- الاسرى الفلسطينيون في السجون الصهيونية.

 

7- المستوطنات الصهيونية في محافظة أريحا والاغوار.

انشر المقال على: