عشرات الفلسطينيين من سكان غزة معتقلون في سجون ماليزيا منذ أشهر
كشف فلسطينيون في ماليزيا، أن السلطات هناك، تحتجز منذ أشهر، عشرات الفلسطينيين من سكان قطاع غزة داخل معتقلات (بينانج – سنجابوله - كاجانج) في ظروف صعبة للغاية.
وقال ثلاثة من المعتقلين الذين أفرج عنهم بكفالات مالية باهظة بعد 6 أشهر من الاعتقال في أحاديث منفصلة لـ "القدس"دوت كوم، إن العشرات من الشبان لا يزالون محتجزين في ظروف صحية وحياتية صعبة داخل السجون والمعتقلات الماليزية.
وأوضح المفرج عنهم الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم لأسباب تتعلق بأمنهم الشخصي، أنهم وصلوا إلى ماليزيا مع آلاف المهاجرين السوريين والعراقيين وغيرهم للعيش في البلاد. مبينين أن الأمم المتحدة عبر مؤسساتها تمنحهم حق اللجوء في تلك البلاد لكنّها لا توفر لهم أي عمل أو دخل مادي ثابت يعتاشون منه، ويسمح لهم فقط بالعيش داخل الأراضي الماليزية ويمنع عليهم البحث عن أي عمل لكسب رزقهم منه.
وقال أحد المفرج عنهم لـ" القدس" دوت كوم ،إنه تم السماح لهم بتلقي أموال من ذويهم أو أي جهة خدماتية، الا انه يمنع عليهم البحث عن عمل داخل الأراضي الماليزية باعتبارهم لاجئين دوليين. مبينًا أن كل لاجئ تسنح له فرصة للعمل يتم اعتقاله باعتباره مخالف للاتفاقيات التي وقع عليها مع اللاجئين الآخرين الذين يمنعون من العمل في ماليزيا.
وبين أن أكثر من 1300 لاجئ من فلسطينيين وسوريين وعراقيين وغيرهم معتقلون في ظروف صعبة داخل المعتقلات. مشيرًا إلى أن هناك فلسطينيين من غزة معتقلون منذ أكثر من 100 يوم، وأن عددًا كبيرًا منهم مصابون بأمراض جلدية وغيرها نتيجة ظروف الاحتجاز الصعبة.
ولفت إلى أن بعض الشبان المحتجزين من جنسيات مختلفة منها الفلسطينية حاولوا الانتحار داخل تلك السجون نتيجة ظروف الاحتجاز القاسية. مبينًا أن السفارة الفلسطينية وغيرها من سفارات اللاجئين لا تستطيع تقديم أي مساعدة لأولئك المحتجزين لأنهم يعتبرون "لاجئين دوليين" نتيجة ظروف الحروب في المنطقة.
وناشد المفرج عنهم من السجون الماليزية، الرئيس محمود عباس بالتدخل الفوري لإنقاذ المعتقلين، والعمل على الإفراج عنهم وتأمين خروجهم من ماليزيا إلى دول أخرى.
الاغا: نتابع جميع قضايا المحتجزين
من جهته، أقر سفير دولة فلسطين في ماليزيا الدكتور انور الاغا في حديث مع "القدس" دوت كوم، بوجود معتقلين فلسطينيين في السجون الماليزية وقال ان السفارة تتابع قضيتهم، والذين تم احتجازهم على خلفية مخالفتهم للقانون، مشيرا الى ان هناك عددا من المعتقلين على خلفيات اجرامية (ينشطون في عمليات التزوير والمخدرات)، يسيؤون الى القضية الفلسطينية وبالرغم من ذلك تقوم السفارة بمتابعة قضيتهم، وان اهاليهم لا يدركون سبب اعتقالهم، وهم يطلقون الكثير من النداءات لنا، ونحن نستجيب لها ونطمئنهم.
واوضح الاغا: ان هناك مجموعة اخرى من المحتجزين وهم من اللاجئين الذين حضروا من العراق وسوريا عن طريق الامم المتحدة، وهؤلاء الاشخاص ممنوعين من العمل وفق القانون الماليزي، حيث ضبطت السلطات الماليزية عددا منهم وهم يعملون بطرق غير شرعية، ويجري العمل على متابعة قضيتهم، لافتا الى ان السلطات الماليزية تقدر اوضاعهم وتغض النظر عنهم في اغلب الاحيان، الا انه تم اعتقال عدد منهم ضمن حملات امنية قامت بها السلطات الماليزية ضد المخالفين، حيث كانوا يعملون بطرق غير شرعية.
وبين السفير الاغا ان السفارة الفلسطينية ساهمت بالافراج عن 5 محتجزين الاسبوع الماضي بعد ابداء السلطات الماليزية تفهمها لوضعهم.
وقال الاغا: ان هناك فلسطينيين محتجزون بعد انتهاء اقاماتهم، حيث تقوم السلطات باحتجازهم وفق الاجراءات المنصوص عليها بالقانون الى ان يتم ايجاد طريقة لتصويب اوضاعهم، وتعمل السفارة الفلسطينية على متابعة قضيتهم وتصويب اوضاعهم.
ودعا الاغا الجالية الفلسطينية في ماليزيا الى احترام القوانين والالتزام بها، مشيدا بالعلاقة التاريخية التي تجمع فلسطين مع الشعب الماليزي، والدعم المتواصل الذي تقدمه الحكومة الماليزية للقضية الفلسطينية.