الأحد 19-05-2024

صناعة الايقونات الدينية المسيحية اندثرت في الاربعينات وتحيا من جديد في فلسطين

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

صناعة الايقونات الدينية المسيحية اندثرت في الاربعينات وتحيا من جديد في فلسطين
بيت لحم - بعد ان اندثرت في سنوات الاربعينات من القرن الماضي صناعة الايقونات وهي رسومات تجسد حياة السيدة العذراء والسيد المسيح في الاراضي المقدسة واصبحت جزء مهما من التراث والثقافة المسيحية فيها تعود هذه الصناعة للظهور من جديد على شكل مدرسة باسم بيت لحم للايقونات والتي يشرف ويقوم عليها صانع الايقونات البريطاني ايان نوفلز بهدف احياء هذه الصناعة التي تميزت بها الاراضي المقدسة عبر تدريب الشباب الفلسطيني عن اهمية و تاريخ الكنيسة وثقافتها القديمة وجعلها تنافس من جديد.
وقال نوفلز ان النقطة من وراء ايجاد هذه المدرسة واعادة صناعة رسم الايقونات في فلسطين هو تمكين الناس من رسم ايقونات لا كهواية كما يفعل البعض منه الان بل لتصبح مهنة واحتراف يعتاش منها الناس مشيرا الى ان احد اهم المشاكل التي يواجهها الناس بشكل عام وصناعة الايقونات بشكل خاص هو انهم يحاولون تقليد بعضهم البعض ولا يوجد من يحاول تشجيعهم وتطوير قدراتهم لتصبح قدرات عالمية في هذا المجال مع ان فلسطين وثقافتها الكنيسة كانت رائد في مجال صناعة الايقونات عبر التاريخ.
واشار الى انه من الممكن ان تكون هذه الصناعة جزء مهم من التاريخ والثقافة مشيرا الى انها كانت تصنع في ورشات حتى عام 1940 حيث كان اشخاص يعملون لوحدهم على صناعتها مشيرا الى ان رؤيته لاعادة افتتاح المدرسة تتمثل بتمرين هؤلاء على رسم الايقونات باعلى المستويات وليس التعامل معها على انها يونانية او روسية.
وشدد على ان الهدف من العمل هو خلق بيئة تعتمد على عمل جاد لاعادة احياء تاريخ صناعة الايقونات وكسب جذب الناس من مختلف انحاء العالم من مختلف انحاء العالم موضحا ان هذه الورشة ستساهم في اطلاع الناس على هذه الصناعة ومساعدة من يرغبون في عمل ايقونات خاصة باحتراف ورؤية مهنية فلسطينية لمختلف كنائس العالم في روسيا وبريطانيا واليونيان كما كانت في الماضي القديم.

واشار نوفلز انه وبسبب عدم وجود تشجيع اندثرت هذه الصناعة التي كانت تبيع منتجاتها في محلات السياحة والتحف الشرقية حيث انها لم تعد مصدرا مهما للدخل كون هذه المحلات تشتريها باسعار رخيصة جدا لا تكفي لدعم واعالة العائلات الفلسطينية التي تصنعها مشيرا الى ان احد طالبته التي ما زالت تصنع من وقت لاخر مثل هذه الايقونات حيث تبيعها بسعر 150 دولار حيث يستغرق عمل كل ايقونة ثلاثة اسابيع مما يعني ان من يصنعها يتلقى خمسون دولارا في الاسبوع وهو الامر الغير كافي ليعيل نفسه واسرته .
كما ان هذه الطالبة تدفع تكاليف مواد الانتاج من ضمن ال 150 دولار مما ساهم في ابتعاد الكثيرين عن هذه الصناعة وبالتالي اندثارها.
واشار الى ما يتقاضاه من يصنعها يصل لنفس العمولة التي يتقاضاها في بعض الاحيان سائقي الحافلات السياحة او الادلاء والتي تبلغ 10 % من مجمل سعر بيعها حيث تباع في المحلات السياحية بسعر 1500 دولار كما يقول نوفلز مما دفع الكثرين الى الابتعاد كليا عن هذه الصناعة.
واشار الى ان الايقونات جزء مهم من تاريخ الكنيسة وتراثها في الاراضي المقدسة بفلسطين وان على الفلسطينين ان يدركوا اهمية وتاريخ الايقونات التي تعتبر جزء من حضارة فلسطين مشيرا الى ان الايقونات التي صنعت في فلسطين على مدار التاريخ كانت توضع في الكنائس بمختلف انحاء العالم مشيرا الى ان اجمل هذه الايقونات الفلسطينية موجودة الان في كنيسة سانت كاترين بشبه جزيرة سيناء المصرية.
واشار الى وجود هدف مهم اخر لافتتاح هذه المدرسة هو مساعدة المسيحيين في الاراضي المقدسة على اعادة احياء صناعة تساعدهم في كسب عيش كريم ومساعدة كنيستهم بشكل جماعي من خلال رفع مستوى العمل ورفع الاسعار التي يبيع فيها الحرفيون وعدم استمرار حالة الاستغلال للحرفيين المسيحيين مما يعني ايضا عدم البقاء على طلب مساعدة مسيحي العالم ودعمهم للمسيحيين في الاراضي المقدسة.

واشار الى ان الهدف من المدرسة هو ان يكسب من يصنع الايقونات 80% من ثمنها وهي ال 80 % التي يكشبها اصحاب المحلات للتحف الشرقية ليستطيعوا ان يعيشوا بكرامة وفخر مشددا على ان الناس يعملون بشكل جيد ومهني ولديهم قدرات فنية مستوحاة من تاريخهم وتاريخ الكنيسة الفلسطينية.
ووجه نوفلز رسالة لاصحاب المحلات الكبار في فلسطين انه اذا اردت ان تبيع ايقونة في بيت لحم ميلاد السيد المسيح فانها ليست مجرد كسب المال مشددا على ان المسيحية لا تعني ان تقوم باستغلال الفقراء في محلات السياحة الكبيرة هذا الحال يعني اقتصاد ليس عادل لا اخلاقي وانه على الجميع ان يعلم اذا عملت بعدل سيبارك الله للجيمع.
الطلاب يتحدثون عن احياء الصناعة
بدورهم قال الطلاب انهم سعيدون بهذه المدرسة حيث قال الطالب جودة فقوسة تلحمي الاصل وسكان القدس :"انا حبيت اتعلم هذا الرسم لان له علاقة بالتراث والوطن والدين انا ادرس بجامعة و و قت الفراغ اتعلم في هذه المدرسة".
واشار فقوسة الى ان هذه الرسومات موجودة في كل مكان وهي جميلة ويجب الابقاء عليها وانا اتعلم في الجامعة وممكن ان اتعلم هذه الحرفة والصناعة وانتهز الفرصة من هذه المدرسة سيما وان و بعد الدورة هناك مشروع لتعزيز هذه الحرفة.
بدورها قالت الراهبة ماريا من راهبات الاقباط الارثوذكس نحن اخذنا ورشة من جوني اندوني في دار الندوة قبل ان ياتي ايان من انكلتزا تابعنا معاه واخذنا دروس وها نحن ناخذ المزيد من الدورس والتدريب.

واشارت الى انه من المهم لهن كراهيات ان يعرفن صناعة الايقونات كونها حاجة مقدسة يجب الاتمرار في عملها وصناعتها من اجل الكنيسة مضيفة انها كانت فكرة وتتحول الان الى حقيقة.
وشددت على ان فن الايقونات بدا يندثر بعد ان كان مدرسة وفن تابع للكنيسة في الاراضي المقدسة مع الوقت يمكن ان نخرج بتصاميم و نظام جديد فلسطيني لصناعة الايقونات موضحة ان اي عمل او تصاميم جديدة يجب ان تعتمد على المدرسة التي كانت للايقونات في الاراضي المقدسة قبل 200 عام معتبرة هذه المدرسة الجديدة فرصة لاحياء هذا التراث في الاراضي المقدسة.
اصحاب المحال يتحدثون عن اهمية الايقونات
من ناحيته قال قسطة قنواتي وهو صاحب محال تجارية سياحية ان هذه الايقونات تراث مهم وتاريخ من تاريخ فلسطين مشيرا الى ان الايقونات التي يتم تداولها في الاسواق نوعان الاول المصنع محليا وفلسطينيا والاهر الروسي واليوناني حيث كانت تباع باسعار 1800 و1700 دولار ويسعى الكثير من الكنائس لاستعادتها الان واسعار بعضها باهظة الثمن.
واشار الى ان هناك بعض الافراد الذين يعملون على صناعة الايقونات الفلسطينية وعلى راسها ايقونة سيدتنا العذاء في فلسطين وموجود منها في اراضي فلسطين 1948 وهي رسم يد مهني متميز قديم هناك من يقلدها بشكل كبير.
واشار الى ان افتتاح مدرسة الايقونات امر مهم لان فتح مدرسة يعني وجود مكان للتعلم وامر جيد ان يتعلم الشباب هذا التراث وهذاه المهنة هذا فن ولكل بلاد فنها وتراثها وتاريخها مشددا على ان الاسعار تعتمد على النماذج المختلفة من الايقونات فمنها الرسم الطبيعي الذي يجب تشجيع الشباب على دراسة هذه المهنة التي نحاول تسويق ما يقوم البعض برسمه لكن يجب ان يكون متقنا ومتميزا حتى يسهل بيعه وتسويقه مما سيعني ايضا فتح فرص عمل في ظل هذه الاوضاع الاقتصادية الصعبة على الشباب.

انشر المقال على: