صفقة سياسية سيحملها الرئيس الأمريكي الى "إسرائيل"
قالت صحيفة يديعوت انه منذ ثلاثة أشهر لم يغادر الرئيس الأمريكي حدود الولايات المتحدة ، حيث دخل البيت الابيض ركز دونالد ترامب على العلاقات الداخلية. ولكن قريبا سيحزم الحقائب، ويجمع ابنته ايفانكا وزوجها، الصهر اليهودي والمستشار المرافق جارلد كوشنير ويصعد الى طائرة اير فورص 1 – وينطلق في زيارة اولى تاريخية الى "إسرائيل".
ومنذ اليوم سيهبط في البلاد وفد امريكي يضم نحو 25 عضوا، والهدف هو اجمال تفاصيل الزيارة وتنظيم ترتيبات الحراسة، البروتوكول، الجدول الزمني والعلاقات العامة. وسيصل الوفد الى وزارة الخارجية للبحث في تنفيذ التنسيقات وبعد ذلك لعقد لقاءات في مقر الرئيس وديوان رئيس الوزراء.
لا تزال معظم تفاصيل الزيارة تحوم في الهواء مع أنه معروف بان الرئيس سيهبط هنا في نهاية ايار او في بداية حزيران، فلا يزال لا يوجد موعد دقيق ، والتقدير هو ان الزيارة ستبنى حول مشاركة ترامب في قمة الناتو في بروكسل في 25 ايار. والمعنى هو أنه سيصل الى البلاد قبل أو بعد بضعة ايام من ذلك. من غير المتوقع زوجته ملانيا ان تنضم اليه ، ومدة الزيارة ستكون قصيرة: صحيح حتى الآن من المتوقع ان يصل الى اسرائيل ليوم ونصف اليوم وفي اثنائها سيزور السلطة الفلسطينية ايضا.
وقالت يديعوت : في ظل الاسئلة المفتوحة، يبدو موضوع جوهري واحد هو أن ترامب سيعلن عن تغيير السياسة وان الولايات المتحدة ستعترف بالقدس الموحدة كعاصمة "إسرائيل"، وذلك بالتوازي مع اعلان تأييد لإقامة دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل ، ومع ذلك، من غير المتوقع أن يعلن ترامب عن نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس، مثلما تعهد بان يعمل من قبل، وسيكتفي على ما يبدو بالاعلان بانه لم تنشأ الظروف لذلك بعد.
وكان قرار ترامب زيارة "إسرائيل" قد اتخذه فور انتصاره في الانتخابات، وكما نشر لاول مرة في "يديعوت احرونوت" في شهر كانون الاول، فانه يخطط للوصول الى المنطقة بهدف تحقيق "صفقة مثلى" بين "إسرائيل" والفلسطينيين، تنهي النزاع.
وبين المسائل التي يتعين على الطرفين ان يرتباها هي طبيعة الزيارة، جوهرها والجدول الزمني. فاذا كانت هذه زيارة رسمية، فإن ريفلين هو الذي سيكون المضيف، وسيكون بوسع ترامب ان يخطب في الكنيست ويزور مؤسسة "يد واسم". اما اذا عرفت الزيارة كزيارة عمل، فرئيس الوزراء هو الذي سيكون المضيف. مهما يكن من أمر، فان ترامب سيلتقي في البلاد نتنياهو وريفلين وسيبحث معهما في تقدم مبادرته السياسية.
والتقدير هو أن الرئيس ما كان سيصل الى المنطقة لو لم يكن تحقق تقدم في الاتصالات على تلك المبادرة السياسية الاقليمية التي يسعى الى التقدم بها.
في الاسبوع القادم سيلتقي ترامب رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن، وذلك على خلفية التقارير بانه يفكر بعقد قمة في البيت الابيض بمشاركة زعماء الدول العربية، الفلسطينيين واسرائيل. في القدس يقدرون بان برنامج تلك القمة سيكون المبادرة العربية – التي لا يقبل نتنياهو عناصرها. ومن خلف الكواليس تحقق في الاشهر الاخيرة تفاهم بان يحرص ترامب على أن يلجم نتنياهو البناء في الضفة والا يبني خارج المستوطنات الكبرى، بينما يكون ابو مازن من طرفه مستعدا لخطوات بناء الثقة ويوافق على الدخول في مفاوضات متجددة بوساطة امريكية ويعمل ضد الارهاب.
تصيغ ادارة ترامب هذه الايام المشروع الامريكي للتسوية السلمية وهناك يرون في الاردن، مصر والسعودية شركاء كاملين لتحقيق هذا الهدف. وليس صدفة أن تتبنى المبادرة الامريكية اجزاء واسعة من المبادرة السعودية. في اثناء زيارته الى المنطقة سيزور ترامب ايضا الاردن والسعودية كي يبدي التزامه أيضا تجاه حلفاء واشنطن السُنة. وتروي محافل سياسية بان سببا آخر للزيارة هو استعداد ترامب لأرسال رسالة ود لإسرائيل وذلك بخلاف سلفه، الرئيس اوباما، الذي لم يزر اسرائيل الا في ولايته الثانية – وهو القرار الذي ندم عليه.
في تطور دبلوماسي آخر علم أن "إسرائيل" والهند اتفقا ايضا على زيارة رسمية: فرئيس الوزراء الهندي نرندره مودي سيزور هنا في 4 تموز.