السبت 04-05-2024

صحيفة عبرية: من يوقف آلة التدمير التي يقودها نتنياهو ضد الدولة ومؤسساتها؟

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

صحيفة عبرية: من يوقف آلة التدمير التي يقودها نتنياهو ضد الدولة ومؤسساتها؟

10/9/2020

ينبغي تشكيل جبهة إنقاذ للدولة، جبهة تضم كل من يؤمن بأن الدولة ومؤسساتها واستقرارها وأنظمتها أهم من المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والغريبة، جبهة كل من يؤمن بأن الحقيقة أقوى من الكذب. جبهتنا كلنا: يمين ويسار، أسود وأبيض، متدين وعلماني، شرقي وغربي، يهودي وعربي. كلنا نعيش معاً هنا، كلنا متعلقون الواحد بالآخر، كلنا في القارب نفسه. دولة بلا منظومة قانون، ولا سلطة قانون، أو منظومة إنفاذ، ودون محاكم وشرطة ونيابة عامة، وبلا حماة حمى – هي دولة مفلسة. تبدو إسرائيل في الأسابيع الأخيرة كدولة تدور بسرعة هائلة في دوامة يبدو الإفلاس صغيراً أمامها.
يقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كل مساء ويكذب على سكان إسرائيل بوقاحة، يختلق تلفيقات ويسوقها للجماهير.
يجب أن تضم جبهة إنقاذ إسرائيل كل الإسرائيليين الوطنيين، كلهم، ويكون هدفها واحداً: منع تفكك مؤسسات دولة إسرائيل. فهذا التفكك يجري أمام عيوننا المذهولة بوتيرة متصاعدة. بدأ هذا بتردد، قطرة قطرة، فأصبح معمعاناً مجنوناً. يقف رئيس الوزراء كل مساء ويكذب على سكان إسرائيل بوقاحة، يختلق تلفيقات ويسوقها للجماهير. ويتبين الآن بأن يعقوب أبو القيعان لم يكن مخرباً، بل كان حجر شطرنج آخر في مساعي روني ألشيخ وافيحاي مندلبليت لإدانة نتنياهو. جبهة إنقاذ إسرائيل يجب أن ترسم خطاً أحمر وتوقف عنده مغتالي الدولة. هذا هو الحاجز الأخير. كل السدود شقت، وسقطت الحواجز. لسنا في الدقيقة التسعين، بل في زمن الجراح. قريباً جداً سيفوت الأوان.
ينبغي لكل واحد في هذه الأيام أن يقف أمام ضميره. نعم، أنتم في الليكود أيضاً، أيها النواب الصامتون. أولئك الذين يعرفون الحقيقة.. أولئك الذين يعرفون بأنه لم يحِك أحد ملفات لرئيس الوزراء. أولئك الذين يتذكرون ما قاله رئيس الوزراء إياه الذي حققت المنظومة مع سلفه ثم بعثت به إلى السجن في نهاية المطاف. أولئك الذين يعرفون بأن أفيحاي مندلبليت رجل مستقيم. وروني ألشيخ، رغم أنه مخطئ في قضية القيعان، لم يتآمر مع الصندوق الجديد، صندوق فاكسنر والجهاد للإطاحة ببنيامين نتنياهو. أنتم، الذين قرأتم أمس قائمة الأكاذيب الست في خطاب نتنياهو وتعرفون أنها دقيقة. أنتم الذين تفهمون بالضبط ما الذي يحدث هنا وما هي تداعيات آلة الإبادة الناجعة التي تستخدم من بلفور وتسحق الجميع: الشرطة، والنيابة العامة للدولة، والنائبة المرافقة، ونائب الدولة، والمستشار القانوني للحكومة، والقضاة، وجهاز القضاء. وأمس، جاء دور رئيس المخابرات. كلهم يلقى بهم إلى الطاحونة، كل بدوره. من لا يوقف هذا الآن، فسيلقى به هو أيضاً.
الدولة بحاجة ماسة إلى إصلاحات. ومنظومة إنفاذ القانون بحاجة ماسة إلى إصلاحات وتعديلات وزيادة شفافية وتعزيز جهاز الرقابة وتعديلات عديدة أخرى. 11 سنة متواصلة كان في الحكم، وكان يمكنه أن ينفذ كل هذا، ولكنه لم يتكبد العناء. كان أمر كهذا مريحاً له. والآن يتذكر أن يبعث أسطولاً من الجرافات لتدمير تام للمنظومة. وكأن هنا منظومة سلطة قانون بديلة، وكأنه سيكون ممكناً إعادة بناء الذات من خطوة كهذه، وكأنه سيكون ممكناً العمل بلا مؤسسات سلطوية رسمة، وكأن سلطة القانون دمية يمكن تفكيكها وتركيبها.
يجب وقف هذا. يجب على “أزرق أبيض” أن يوضح لنتنياهو صباح اليوم بأنه إذا لم يتوقف على الفور عن اغتيال الدولة التي يقف على رأسها، فسيفككون الرزمة المهزوزة. وينبغي على الليكود أن ينهض النواب الشجعان ويقولوا لهذا الرجل كفى. ليس لهذا انتخبت. ارفع يديك عن دولة إسرائيل. في كل أرجاء الطيف السياسي ينبغي أن ينهض أناس يعرفون الحقيقة ويقولونها. نعم، نفتالي بينيت أيضاً. فهو يعرف الحقيقة على نحو ممتاز. فقد كان هناك. وكذا الصحافيون اليمينيون المستقيمون والوطنيون، وقد بوركنا بكثير منهم، ينبغي أن يفهموا بأن هناك حدوداً لكل أحبولة. هذا ليس موضوع يمين أو يسار، هذا أبسط أكثر بكثير: لا توجد لنا بلاد أخرى. لا يوجد لنا مجال مناورة، لا يوجد لنا ترف خطأ أو زلل. هذا إما الآن وإلا فات الأوان.
بقلم: بن كسبيت
معاريف 10/9/2020

انشر المقال على: