
رصاصة مطاطية تضاعف "إعاقة" مواطن مقدسي
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن جيش الاحتلال حول اللاجئ الفلسطيني نافذ الضميري الأصم والأبكم إلى نصف أعمى أيضا، بعد أن أطلق عليه رصاصة معدنية مغلفة بالمطاط من مسافة قريبة، ما أدى إلى تهشم عينه اليمنى وإزالتها.
وأضافت الصحيفة أن قصة الضميري (55 عاما)، من مخيم شعفاط للاجئين وسط القدس، موجعة بشكل خاص، وهو مثل أخته ولد أصم، ولم يذهب إلى المدرسة في حياته كونه لا يوجد معاهد متخصصة للأشخاص الصم في ذلك الوقت، وحتى هذا اليوم لا يستطيع القراءة والكتابة.
الضميري ينتمي لعائلة مكونة من زوجته رضاء وابنه علام (15 عاما)، ويعمل اسكافيا في محل بمدينة يافا لكن لا أحد من العائلة يعرف عنوانه، يذهب إلى العمل صباحا في يافا ويعود إلى بيته في المخيم مساء، ولغاية أسبوعين كانت له حياة جيدة نسبيا رغم إعاقته.
وبحسب الصحيفة، يوم السبت الثاني عشر من تموز، انطلق الضميري مع ابنه لبيع مركبة العائلة، وبعد أن نفذوا نقل الملكية في مكتب البريد في القدس الشرقية عادوا إلى المنزل، هنالك نقطة تفتيش على مدخل شعفاط، ووقع هنالك العديد من الحوادث. في منتصف النهار قوات كبيرة من الشرطة داهمت الحي في عملية أخرى من عمليات الاعتقالات التي دائما تشعل شرارة مقاومة عنيفة.
وقال علام نجل الضميري لصحيفة "هآرتس"، إن القوات "الإسرائيلية" أطلقت قنابل صوتية وقنابل مسيلة للدموع في كل الاتجاهات وفي لحظه معينة افترق عن والده، الولد تمكن من تجنب الخطر وعاد إلى البيت بأمان ووالده دخل إلى متجر على بعد بضع عشرات من الأمتار من الحاجز على أمل العثور على ملاذ آمن.
وأضافت الصحيفة: "ما حصل لاحقا تم تصويره من قبل كاميرا المراقبة التابعة للمتجر- فيلم رعب من 50 ثانية، حدث الأمر بومضة عين، شخصان يقفان أمام مدخل المتجر وآخران يدخلان بسرعة ومن ثم الضميري ورجل آخر يدخلان خوفا على حياتهما، الضميري يرتدي قميصا أبيض ويقف عند المدخل يلقي نظرة عابرة على المتجر، ومن ثم يخرج إلى الشارع. نظرته على الشارع كانت مصيرية: شيء اصطدم في وجهه ووقع يتلوى من الألم بجانب ثلاجة البوظة مغطيا وجهه بيديه. بعد ذلك مباشرة دخان أبيض يغطي المدخل نتيجة قنبلة غاز أطلقت في أعقاب الرصاصة المطاطية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد المارة أخذ الضميري في سيارته الخاصة إلى مستشفى هداسا في العيسوية، وفي الطريق اتصل الضميري بالمنزل عن طريق الاتصال المرئي من جواله، وحاول تفسير ما جرى لزوجته عن طريق لغة الإشارة، فرأت أن وجهه مغطى بالدم، وفي ذلك الوقت شاهد عيان قال للعائلة إن الضميري أصيب في عينه بطلق ناري من مسافة بضعة أمتار.
خضع الضميري لعملية جراحية تم خلالها استئصال عينه ووضع صفائح بلاتينية في أنفه وجبينه اللذين أصيبا أيضا، ليخرج بعد أربعة أيام من المستشفى.
المحامية أنا سوسيو من جمعية حقوق المواطن تواصلت مرتين مع مكتب المدعي العام ومكتب مفوض الشرطة خلال الأشهر القليلة الماضية، مطالبة بأن يتوقف الجيش "الاسرائيلي" عن استخدام الرصاص المطاطي الأسود بسبب الأضرار الجسيمة الذي يلحقها، وكلا المكتبين تواصلا مع جمعية حقوق المواطن في "إسرائيل" للحصول على تفاصيل أكثر حول الخسائر.
وأشارت "هآرتس" إلى أنه بحسب بيانات الأمم المتحدة أصيب 1003 أشخاص في النصف الثاني من عام 2014 في القدس بالرصاص المطاطي (التي على ما يبدو تتكون من رصاص إسفنجي من نوع آخر كون الرصاص المطاطي المغلف ممنوع استعماله في القدس)، ويتبين الآن أن استخدام الرصاص الإسفنجي الأسود مستمر ومن دون عوائق.
وبحسب جمعية حقوق المواطن، أصيب 18 فلسطينيا بجروح خطيرة في القدس العام الماضي نتيجة الرصاص المطاطي، وآخرون أُطلق عليهم النار، ففقدوا بصرهم وعانوا من كسور في تجويف العين والفك أو نزيف في الجمجمة أو تمزق في الطحال، العديد من الضحايا هم من الأطفال والمراهقين.