الأحد 19-05-2024

خلافات حادة بين الإمارات والجزائر حول تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

خلافات حادة بين الإمارات والجزائر حول تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني محمد محفوظ جابر تبنّت الجزائر، منذ استقلالها عن الاستعمار الفرنسيّ، قضية "حق الشعوب في تقرير المصير"، ولا سيما حق الصحراويين والفلسطينيين الذين تعدّ من أكثر المؤيدين لهم. وبعد إعلان اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قال رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد في 12 كانون الأول/ديسمبر 2020 إن "الجزائر مستهدفة بالذات"، وهناك "تحديات تحيط بالبلاد"، لافتاً إلى وجود "إرادة حقيقية" لضرب الجزائر، وهو ما يؤكده على حدّ قوله "وصول الكيان الصهيوني قرب الحدود"، محذرًا من تحرك المغرب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وخطوة ترامب للاعتراف بالصحراء الغربية كجزء من المغرب. وكان في 20 من سبتمبر/أيلول الماضي، قد قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون: "نرى أن هناك نوعا من الهرولة نحو التطبيع ونحن لن نشارك فيها ولن نباركها". وأضاف تبون، في مقابلة تلفزيونية مع وسائل إعلام محلية، أن القضية الفلسطينية بالنسبة للجزائريين مقدسة وأم القضايا. نعم، إن قضية فلسطين قضية مقدسة لدى الشعب الجزائري تتفق عليها المواقف الشعبية والرسمية تقريبا بالإجماع. وفي آب الماضي عبرت أحزاب سياسية ومواطنون في الجزائر عن رفضهم لخطوة التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، واعتبروها "خيانة وطعنة" في ظهر الجسد العربي. وفي أكتوبر / تشرين الأول ، كرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ، الذي هاجم الدول التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ، الموقف الجزائري الرسمي والشعبي ضد العملية ، واصفا إياها بالتسارع والهرولة تجاه إسرائيل، منتقدا السلوك التطبيعي مع العدو. وتعمل الإمارات في الفترة الأخيرة بالضغط على الجزائر من أجل تركيعها واستسلامها للبرنامج الامبريالي الصهيوني في المنطقة أو تدميرها وانهاكها اقتصاديا وعسكريا كما حدث لبعض الدول العربية. ولكن الشعب الجزائري تنبه مبكرا لمآرب دولة الامارات ودرس جيدا تجربة الامارات في اليمن وبناء قاعدة عسكرية اسرائيلية فيها والدمار الذي حدث فيها وفي مصر وليبيا بسبب دورها الذي تلعبه في المنطقة، ولذلك فقد رفع الشعب الجزائري في الحراك الشعبي شعارا واضحا موجها للإمارات: "إلى حكام الإمارات لن تحقّقوا أجنداتكم على دماء الجزائريين " وان كانت الامارات قد اخترقت الجزائر من خلال بعض القادة العسكريين في السابق وعملت على استنزاف الموازنة بالفساد عبر صفقات تجارية فإن ذلك الوقت قد ولى. فقد تقدمت عضو مجلس الأمة الجزائري أميرة سالم بمقترح مشروع قانون إلى البرلمان "المجلس الشعبي الوطني" لمنع الترويج للتطبيع مع إسرائيل، عبر وسائل الإعلام والإعلام البديل ونشرت ذلك على صفحتها على فيسبوك ، مشيرة إلى أن هدفها كان منع الجدل داخل المجتمع الجزائري ، مما قد يؤدي إلى خلافات في الرأي تهدد أمن البلاد واستقرارها. وقد تمت صياغة القانون واصبح امام رئيس المجلس الشعبي الوطني. وأمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يوم الخميس 7/1/2021 بتوزيع مسودة مشروع القانون على الأحزاب السياسية للمشاركة في إثرائها قبل صياغتها النهائية”. ان تجريم التطبيع في الجزائر، يعد خطوة متقدمة في المواجهة مع المشروع الامبريالي الصهيوني في المنطقة، وهذا يقلق الامارات لأنه يضع حدا لمحاولتها الايقاع بالجزائر في فخ التطبيع الذي تنصبه لها. وقول سفير الإمارات إن بعض شيوخ الإمارات كانوا دائماً يصطادون في النعمة في مثل هذه الأيام ، لكن بسبب التوترات السياسية الأخيرة بين البلدين ، لن يأتي الشيخ منصور بن زايد والشيخ محمد بن راشد مكتوم إلى الجزائر هذا العام على الإطلاق، هذا القول هو مؤشر اضافة الى التهديدات الصادرة على خيار الامارات خلق ازمة مع الجزائر الحرة الأبية بلد المليون شهيد.

انشر المقال على: