الثلاثاء 14-05-2024

جَدَل وَرَد (1): الحلقة الأولى إختلالُ القَلم أم إحتلالٌ وعَقلٌ صَنَم

×

رسالة الخطأ

محمد كناعنة أبو أسعد / فلسطين المحتلة

جَدَل وَرَد (1): الحلقة الأولى
إختلالُ القَلم أم إحتلالٌ وعَقلٌ صَنَم
بقلم محمد كناعنة أبو أسعد / فلسطين المحتلة
حينَ تَغضَب مِمَّن لا تَتَوَّقع منهُ أن يَفعَل ما قَد يُغضِب، عليكَ أن تُجاهِر بغَضَبِكَ وتكتُب، وذلكَ أضعَفُ الإيمان..
السيد إبراهيم صَرصور كتبَ على صفحتهِ ستاتوس هو موقف، وأعتَرف هُنا بأنَّهُ أغاضَني وأغضَبني، ولأني أحتَرم الرَجُل سَأكتُب رد على ما ذَهبَ إليهِ، وإن كانَ رَدّي حادًا من وجهَةِ نَظر البَعض ولكنَّهُ يأتي في سياقِ الجَدَل ولا يخلو منَ الغَضَب، فَعُمق الخيبة بعُمق المحبَّة.

عضو الكنيست الصَهيوني، عن الحركة الإسلامية الجنوبية السَيد إبراهيم صرصور نشَرَ صورة للمُقاطعة على صفحتهِ الخاصة على الفيس بوك وعليها رسمٌ للشيخ رائِد صَلاح رئيس الحركة الإسلامية الشمالية في البلاد والرفيق المحامي جمال عبده عضو اللجنة المركزية العامة لحركة أبناء البلد، وكَتبَ من جُملَةِ ما كتب بأنَّهُ يستغرب وجود إطار الحملة الشعبية لمُقاطعة الإنتخابات للكنيست الصهيوني وأنَّ هذه الحملة جاءَت فقط بعدَ وحدة الأحزاب العربية في قائمة مشتركة، علاقتي بالسيد إبراهيم صرصور وطيدة وبيننا من الإحترام المُتبادل ما أزعجني جدًا ما كتَبَ على صفحتهِ الخاصة في الفيس بوك،فيشطَح ويُضيف من التشويه ما لا يوصَف حَدَّ الحقد على تيار المُقاطعين ويقول:
"من غرائب الزمان وعجائبه أنه وفي زمان كانت في الاحزاب العربية تخوض الانتخابات البرلمانية مشتتة منقسمة كانت الاصوات المعارضة للانتخابات محدودة كَمّاً وكيفا وتنظيما"..
طَبعًا السيد إبراهيم صرصور لا يَعلَم بأنَّ الحملة الشعبية لمُقاطعة الإنتخابات إنطلقت رسميًا بعدَ العام 2000 وتعاظمت في العام 2003 ونشرت أول بيان لها وإنطلقت في حملة شعبية للمقاطعة ونظمت المسيرات وجابت البلاد في دعوتها للمقاطعة وللتذكير فقَط نقول بأنَّ شعارنا في خوض المعركة الإنتخابية للكنيست الصَهيوني ببرنامج المُقاطعة قد أطلقفناهُ لأول مرة بعدَ مؤتمر أبناء البلد في سخنين العام 2000 وهذا تتويجًا لمواقف أبناء البلد المُتعاقبة من الكنيست، وهل ينسى السيد إبراهيم صرصور سَبَب إنشقاق الحركة الإسلامية عام 1995- 1996 ، أم هو الآن يسعى لتصفية حسابات قَديمة مع الشَق الشمالي فَيمتَطي صهوة الوحدة الزائفة لِيرمينا بسهام التشويه..
ويضيف السيد صرصور ما يلي: "فلما توحدت الاحزاب العربية في اطار قائمة واحدة لاول مرة في تاريخ الاقلية القومية الفلسطينية في الداخل ، وهو الحلم الذي لطاما راود شعبنا منذ زمان بعيد ، والأمل الذي يحدو امتنا من المحيط الى المحيط ، نتفاجأ بانتفاخ اوداج المعارضين الى درجة تشكيل إطار اسموه "اللجنة الشعبية لمقاطعة انتخابات الكنيست الصهيوني لعام 2015″ ، بهدف ( توحيد جهود حملة المقاطعة الشعبية في إطار ، كتعبير عن شتى المنطلقات الرافضة للمشاركة في هذه الانتخابات ) على حد قولهم "... كيفَ يَتم تَصَغير حُلم شَعبنا بهذا الشَكل دونَ وازِع أو رادِع، أليسَ عيبًا أن نقول بأنَّ حُلم شعبنا هو وحدة أحزاب الكنيست، ألا يَعلم إبراهيم صَرصور بأنَّ حلم شعبنا هو العَودة والحرية وتقرير المَصير، حلم شعبنا هو إستعادة السيادة على الوطن والأرض والحياة والمصير وليسَ قسم يمين الولاء للكيان الغاصب والإعتراف بيهودية الدولة،(والسيد أبا السَيّد يُدرك ذلك جيدًا)، كيف لمن ينشر صور صلاح الدين على صفحته ويتغنى بفتوحاتهِ وبطولاتهِ أن يقول بأنّ هذه الوحدة الكنيستية هي حلم أمتنا من المحيط إلى الخليج، أن تَتوحَّد أحزاب عربية تعتبر إسرائيل تجسيدًا لحق تقرير المصير لليهود في فلسطين، أن نعترف بأنَّ "إسرائيل" دولة يهودية وديموقراطية بحسب البند 7 (أ) من قانون أساس الكنيست والمُعدل عام 1984، سبحان مُبَدِّل الأحلام بالأوهام، أوهام الوحدة المزعومة بأنها حُلم الأمة من المحيط للخليج، أهذا حلم صلاح الدين الأيوبي أم حلم الأمة، أم هو الليبرمان صاحب هذه الفضيلة وعليها يجب أن تشكروه!!! ، أما بالنسبة لإنتفاخِ الأوداج فهي حقيقة لا نُنكرها عندما نُشاهد التزييف الحاصل لإرادة الشَعب، عندما يُصبح ليبرمان هو الناظم للعلاقات، عندما يَتم التطاول على الشُرفاء من شعبكم فقط لأنَّهم يُعارضونكم في مسيرتكُم الكنيستية، كنا نَأمل نقاشًا وإنصافًا للموقف وإن إختلفنا ولكن عَبثًا، عقلية الإقصاء تُعشعِش في رؤوسكم حَدًّ غير مَسبوق..
ويضيف أيضًا ما يلي: "رغم قناعتي بان الاغلبية الساحقة من ابناء شعبنا لا تلقي بالا لهده الدعوات الشعاراتية ، الا انني كنت اتمنى لو ان هؤلاء خرجوا معلنين اقامة ( لجنة وطنية ) للاعلان عن ( العصيان المدني ) كمشروع شامل لضرب الدولة وشرعيتها كما يقولون .. انا واثق انهم لن يفعلوا ، لأسباب نعرفها جميعا ، فهذه بحاجة الى شجاعة فائقة واستعداد للتضحية بلا حدود ... اما الاحزاب العربية فهي ال - ( الحيط القصير ) ، فلماذا لا يشاركون اليمين الاسرائيلي في دك حصونه"...
وهنا يَدخل البَطل الشُجاع في التجني والتعدي على أقطاب المقاطعة، فَالشجاعة التي تعرفها لا نريد صلة بها، شجاعةُ الإعتراف والتنازل والتفريط لا تُلائِمنا، ومن رفضَ العصيان المدني في لجنة المتابعة في قضية الغرامات على البناء غير المرخص، نحنُ أم أنتُم، وكل الأحزاب العربية المشاركة في الإنتخابات، والأسباب التي تُلمح لها مردودة عليكَ يا سيد صَرصور وإن كنتَ تقصد الحركة الإسلامية الشمالية، ولكن ليسَ مقبولا أن تُخاطب خُصومكَ بهذا النمط من التعالي والتشكيك والتخوين، ويبقى حيطكم واطئ وجدًا ما دُمتُم تَعتَقدون بأنَّكم تَمتَلكونَ الحقيقة، واليمين الإسرائيلي هم أصدقائَكم وزملائَكم على مقاعد الكنيست والصهاينة هم من تدعونهم إلى بيوتكم ونحنُ نستقبلهم في بيوتنا بالنِعال والأحذية لأنَّهم لا يأتونها كأصدقاء وإنَّما كَأعداء، حينَ يأتوا لِيعتقلوا ولِيسجنوننا وأبناءنا وبناتنا..
ويُنهي السيد صَرصور كلامهُ المحشو بالتَشويه والإتهامات بما يلي:
"كم كنت اتمنى لو اتسعت ( ديموقراطية !!! ) هؤلاء لتعدد الاجتهادات في هذا الميدان وفي غيره ، على ان تصب في النهاية في خدمة المصلحة الوطنية العليا لجماهيرنا الفلسطينية ، وان يتركوا هذا الاسلوب الاستقطابي الذي اوصل امتنا الى الحضيض"..
عن أي ديموقراطية تَتحدَّث!!! وهل في كلامك أعلاه أي علاقة بالديموقراطية، كالمَثل القائِل "رَمتني بدائِها وانسَلَّت".. لا تقبل رأينا وتتهمنا بمؤازرة أصدقاءُكَ من اليمين وأننا لا نملك الشجاعة لأسباب أنتَ تعرفها والجميع يعرفها، كم كنا نتمنى أن تكشف هذه الأسباب يا سيد إبراهيم، وهل نحنُ من أوصلَ أمتنا إلى الحضيض، ها هي الناصرة ما زالت تشهد على أسلوبكم الطائفي البغيض والعدائي وزملاءَكم هناك يفتحون الفروع للأحزاب الصَهيونية، من أثارَ الفتنه في الناصرة؟ من أثار فتنة شهاب الدين؟ أين أنتُم من داني غرينبرغ؟ من أطلق العنان للطائفية البغيضة؟ من تحالفَ مع وكلاء الليكود في قرانا ومدننا العربية؟ كنَّا نتمنى مقالًا أو موقفًا حادًا من سمسار البيوت الذي اشترى وباعَ في القدس، أينَ أنتُم من "الشيخ" السِمسار؟ أنحنُ من فعلَ ذلك؟
على ما يبدو بأنَّهُ علينا، نحنُ الفلسطينيون أن نعتَذر للإحتلال وأن نتَقَدَّم بالشُكر ل"إسرائيل" على نعمة الديموقراطية التي وهبتنا إياها، وأن نتَوقف عن الطعن بها، وأن نقسِم يميم الولاء في الساحات العامة، أم علينا نحنُ المُقاطعين أن نعتَذر لأننا نرفُض الإعتراف بكيان الإحتلال، إنَّهُ الإختلال بعينهِ.
كم كنتُ أتمنى منكَ وعليكَ أن تكتُب في صالح الحال والمُجتمع وأن تُخاطب الناس للتصويت عن قناعة ومبدأ وتدعو إلى الحوار والنقاش الهادئ والإبتعاد عن التخوين والتشكيك، وبلاغةُ الرأي والكلام لا تَنقُصكَ، ولكن على ما يبدو وجدَ السيد إبراهيم صَرصور ضالّتهُ في الهجوم على تيار المُقاطعة وتصفية حسابات مع الشق الشمالي للحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صَلاح، ليتهم الناس بالجبن، أو بعدمِ الشجاعة ولأسباب!!! "نعرفها جميعًا" بلسانكَ وكما تقول يا صَديقي العزيز، ماذا تعرَف وتخفي عن الجماهير، يا رجل لا يليقُ بكَ وبِنا ما تفعل، وهي ليست المرة الأولى التي تحشو كتاباتُكَ بالتجني والهجوم والطعن في خصومكَ وعلَيهم، وقد جاهرتُكَ بهذا الرَأي سابقًا لما بيننا من إحترام، ولكن عَبثَ وتولى،،، فَإذا كان الكبير يفعل هذا فعلى الدُنيا السَلام.

محمد كناعنة أبو أسعَد / فلسطين المُحتلة
5/3/2015

عضو الأمانة العامة لحركة أبناء البَلَد
عضو اللجنة المُركّزة للحملة الشعبية لمُقاطعة الإنتخابات

انشر المقال على: