في رسالة من داخل السجون الفرنسية لجماهير غزة..
جورج عبد الله يحيي ثوار مسيرات العودة.. ويرفض العقوبات على غزة
السبت 13 أكتوبر 2018 | 07:06 م
تنشر لكم "بوابة الهدف" الإخبارية، رسالةً من الأسير في السجون الفرنسية، المناضل جورج عبد الله، إلى شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة، ولأبطال مسيرات العودة وكسر الحصار بشكلٍ خاصّ.
وحيّا عبد الله الجماهير الفلسطينية المشاركة في مسيرات العودة، مؤكدًا أنها تقف أمام "صفقة القرن"، وأنها تجسّد الإرادة الجمعية للمقاومة.
ودان المناضل الأسير، العقوبات المتواصلة على قطاع غزّة من قبل السلطة الفلسطينية، حيث قال: "ما من عاقل يقبل أن يرى في فرض المزيد من العقوبات على جماهير غزة مدخلاً للتصدي لسياسات ترامب ونتنياهو".
وأضاف: "ما من عاقلٍ أيضاً يمكن أن يراهن على دعم الأنظمة الرجعية في المنطقة لنضال جماهير شعبنا".
وجاء في رسالته أن "القوى الثورية وفي الطليعة منها مناضلات ومناضلو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكتائب الشهيد أبوعلي مصطفى، لم ولن يخذلوا الجماهير يوماً في المواقع المتقدمة لم يترددوا منذ بداية المسيرات في بذل الدماء الزكية عربون وفاء لجماهير شعبنا ورايات تحرره".
وأشاد جورج عبدالله بشهداء مسيرات العودة، وخصوصًا أحمد أبو حسين ابن جباليا، وأحمد عبدالله العديني ابن دير البلح، والبطليْن أحمد أبو طيور من رفح، وعطاف محمد مصلح صالح من مخيم جباليا، إضافةً إلى "أيمن نافذ النجار ومهند جمال حمودة من جباليا، ومحمد أبو ناجي من مخيم تل الزعتر بغزة".
نص الرسالة كاملًا:
الأخوات والأخوة أيها الرفاق الأعزاء
تحية الصمود والنضال المستمر
تحية نضال وتقدير لأبطال مسيرات العودة وكسر الحصار
مرة أخرى تقف جماهير غزة في الطليعة بمواجهة الهجمة الامبريالية الصهيونية، تهب بشيبها وشبابها دفاعاً عن قدسية القضية، قبل غيرها أدركت بحسها التاريخي أن القضية الفلسطينية بكامل أبعادها مهددة بالتصفية الفعلية، وها هي بالرغم مما تعانيه من حصار مجرم وتجويع وقتل وترويع لا تتردد في حشد كل الطاقات لتلبية نداءات الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار.
جماهير شعبنا وطلائعها المناضلة تعلم حق اليقين أنها هي بالضبط العقبة الفعلية الأساسية أمام صفقة القرن المجرمة، لأنها هي - وبالضبط هي- تجسد الإرادة الجمعية المقاومة المتمثلة بالبندقية المقاومة التي عصت على متاهات اتفاقات أوسلو والقوى التي نمت، وانتظمت في مؤسسات سلطتها وأجهزتها الرجعية.
وبرغم كل ما أحدثته سياسات التفريط بالمسلمات الوطنية من شروخ وتشويه للوعي الجمعي الفلسطيني، لا تزال جماهير غزة وطلائعها المناضلة تتصدى بثبات لمناورات الابتزاز وتدفع باتجاه العمل على إنهاء الانقسام الجريمة ورأب الصراع والتحذير من مغبة انزلاق بعض القوى الانتهازية إلى مواقع القوى المتواطئة مع العدوان ومع صفقته التصفوية.
ما من عاقل يقبل أن يرى في فرض المزيد من العقوبات على جماهير غزة مدخلاً للتصدي لسياسات " ترامب" و"نتنياهو" ما من عاقلٍ أيضاً يمكن أن يراهن على دعم الأنظمة الرجعية في المنطقة لنضال جماهير شعبنا.
جماهير غزة منذ بداية الحراك تواجه القوى المجرمة بثقة وثبات، مناضلو ومناضلات القوى الثورية مطالبون أكثر من غيرهم بالدفع باتجاه تصعيد النضال بكل أبعاده، والحرص كل الحرص على عدم السماح بالاستفراد بغزة.
القوى الثورية وفي الطليعة منها مناضلات ومناضلو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكتائب الشهيد أبوعلي مصطفى، لم ولن يخذلوا الجماهير يوماً في المواقع المتقدمة لم يترددوا منذ بداية المسيرات في بذل الدماء الزكية عربون وفاء لجماهير شعبنا ورايات تحرره فها هو المناضل البطل أحمد أشرف أبو حسين ابن جباليا البار يسبق رفاقه ويروي من دمه تراب غزة الأبية بتاريخ 13 نيسان 2018، لم يتأخر عنه كثيراً المناضل البطل أحمد عبدالله العديني ابن دير البلح البار حيث أصيب بجرح في الرأس، ولم يمضِ أقل من شهرين حتى استشهد كل من المناضل البطل أحمد أبو طيور من رفح، وعطاف محمد مصلح صالح من مخيم جباليا، وبعد أسبوع استشهد البطلان أيمن نافذ النجار ومهند جمال حمودة من جباليا بتاريخ 16 تموز 2018، وبعد يومين استشهد المناضل البطل محمد أبو ناجي من مخيم تل الزعتر بغزة.
ليس بخافٍ على مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن استمرار وتصاعد مسيرات العودة الكبرى مشروطاً أيضاً بتطوير فعاليات النضال الجماهيري في باقي أرجاء فلسطين، وفي التواصل الفاعل مع تجمعات اللجوء في بلدان الجوار القريب، أكثر من أيِ وقتٍ مضى تقع على عاتق اليسار الثوري العربي لاسيما في بلدان الجوار القريب مسئولية تعزيز فعاليات مواجهة الهجمة الامبريالية في المنطقة، والتصدي المباشر للقوى الرجعية العربية المتواطئة ومناهضة كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني بالوسائل المتاحة.
ليس من المعقول أن تبقى مخيمات اللجوء في الجوار القريب خارج إطار المواجهة بحكم موقف الأنظمة البرجوازية المتضامنة لفظياً في بعض الحالات، والمتواطئة عملياً في جميع الحالات، ليس من المعقول أن تحاط مخيمات اللجوء في بلدان الجوار ويدّعون بعد ذلك بالوقوف مع أبطال غزة.
إن المرحلة التي تمر بها قضية فلسطين والأزمة العاصفة بكل كيانات المنطقة تدفع بكل الطاقات الثورية للعمل حثيثاً لتشكيل الأطر المؤاتية للتحرك والتواصل مع كافة جبهات النضال الأخرى في الإقليم والعالم.
معاً أيها الرفاق فقط ... معاً يمكننا التقدم إلى الأمام في مواجهة الهجمة الامبريالية، طبعاً لا يكفي أن يقف المناضلون في بيروت ودمشق وعمان ويحتفلوا بالتضامن مع غزة، بات من الملح والضروري أن يتحّمل الجميع قسطه من المسئولية في مخيمات اللجوء وفي بلدان الجوار القريب، فالقضية لا الثورة فحسب هي المستهدفة بشكل مباشر، الخروج من متاهات أوسلو يستلزم ذلك، تحرير الأسرى يستلزم ذلك، وقف التنسيق الأمني يستلزم ذلك، إنهاء الانقسام الفضيحة يستلزم ذلك.
التضامن كل التضامن الفعلي مع فعاليات مسيرات العودة الكبرى، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، النصر للجماهير والشعوب المناضلة، العار للخونة وسائر المستسلمين، لتسقط الامبريالية وكلاب حراستها الصهاينة والرجعيون العرب.
مع خالص تحياتي لكم جميعاً
رفيقكم جورج عبدالله.