الأحد 28-04-2024

تهويد التعليم مقدمة لتهويد القدس

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

تهويد التعليم مقدمة لتهويد القدس محمد محفوظ جابر بعد أن قام العدو الصهيوني باحتلال الجزء الشرقي من القدس عام 1967، قررت سلطات الاحتلال إلغاء البرامج التعليمية الأردنية التي كانت سائدة في القدس وإبدالها بالبرامج التعليمية المطبقة في المدارس العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ، هذا طبعا۫ بالنسبة للمدارس الرسمية الحكومية . وعلى أثر ذلك نفذ الطلاب والمدرسون اضرابا۫ قاطعوا فيه التدريس معلنون مقاومتهم لتدريس المناهج الإسرائيلية وقد صدرت البيانات الوطنية بإسم المعلمين احيانا وبإسم الطلاب احيانا اخرى تطالب باستمرار الاضراب وعدم الاستجابة للنداءات التي تدعو الى العودة الى صفوف الدراسة وتطالب البيانات ايضا بعدم تغيير المناهج و تحذر من تدخل العدو الصهيوني في صناعة مناهج التدريس في القدس لما لذلك من خطورة على وعي الطالب العربي المقدسي . وقد اختارت اعداد كبيرة من الطلاب الدراسة في المدارس الخاصة ومدارس الوكالة والمدارس التابعة للأوقاف الاسلامية والاديرة المسيحية في خطوة متقدمة في مواجهة المناهج الإسرائيلية . ولأن الصراع مستمر فقد أصدرت سلطات الاحتلال قانونا۫ جديدا۫ في عام 1969 حمل الرقم 5729 وشمل الاشراف الكامل على جميع المدارس بما فيها الأهلية الخاصة وفرضت على جميع المدارس الحصول على تراخيص تجيز لها الاستمرار في التعليم وكذلك الاشراف على برامج التعليم ومصادر تمويلها ، وفرضت التغيير على مادة التاريخ والدين والأدب العربي فدخلت الأساطير التوراتية في الكتب الدينية كما أدخل " التاريخ العبري " في كتب التاريخ العربي وتم ادخال القصص والروايات الاسرائيلية وإلغاء الشعر العربي المقاوم . وهكذا تتالت القوانين والقرارات التربوية بالشطب أحيانا۫ والاضافة أحيانا۫ أخرى وبشكل تدريجي حتى تصل سلطات الاحتلال إلى هدفها بتهويد التعليم كجزء من عملية تهويد مدينة القدس تهويدا۫ كاملا۫ . وقد جاء جدار الفصل العنصري ليكون معرقلا۫ لوصول الطلاب إلى مدارسهم إضافة إلى الحواجز من الدوريات العسكرية والأمنية والتي يتعرض فيها الطلاب إلى تفتيش جسدي إضافة إلى تفتيش حقائبهم مع إهانات وإذلال لإكراههم على عدم الذهاب إلى صفوف الدراسة ضمن سياسة التجهيل التي يستخدمها الاحتلال وتعتبر نسبة التسرب من أعلى النسب في العالم وتصل إلى 50% . وقد لعبت الحركة الطلابية دورا۫ كبيرا۫ في مقاومة الاحتلال والتحق الطلاب بفصائل المقاومة الفلسطينية ،وقدمت الشهداء والجرحى والأسرى وكانت الحركة الطلابية دائما۫ في مقدمة الهبات الجماهيرية ولذلك فإن العدو الصهيوني يخشى من دورها وكثيرا۫ ما يحاصر المدارس ويغلقها أحيانا۫ فهي مراكز تجمع جماهيري فعال، وما نشهده اليوم من انتفاضة القدس فإن أغلب الذين يقومون بعمليات بطولية باستخدام السكاكين هم في سن الدراسة الثانوية بينما الأشبال من التلاميذ الصغار يستخدمون الحجارة لضرب الجنود والمستوطنين . وفي خطوة متقدمة بعملية استكمال تهويد المناهج كشفت وسائل الاعلام مؤخرا۫ عن مخطط وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية بتقديم مبادرة تقوم على تقديم دعم مالي للمدارس الفلسطينية في القدس المحتلة عام 1967 بشرط أن تختار تدريس منهاج التعليم الإسرائيلي . وأكد الوزير نفتالي بينيت في تصريح له لجريدة هارتس أنه يطلب دعم وتعزيز كل مدرسة تختار المنهاج الاسرائيلي مؤكدا۫ أنه يريد "مساعدة عملية الأسرلة " . وتقترح الخطة زيادة في ساعات التعليم التي يمكن أن تحصل عليها المدارس وزيادة في ساعات برامج الاستشارات والموسيقى والفنون بالاضافة إلى برامج تدريب المعلمين . إن هذا الابتزاز الواضح في سياسة الاحتلال تجاه المدارس العربية في القدس من خلال استخدام الدعم المالي وزيادة الميزانيات لإجبار المدارس على تدريس المنهاج الاسرائيلي هو وسيلة عنصرية للهيمنة على العملية التعليمية لإلغاء الهوية الوطنية الفلسطينية تمهيدا۫ لتهويد القدس كاملة ، مما يتطلب وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة هذه الخطة وافشالها ، ويتطلب ايضا مد يد العون العربية لتوفير المال اللازم لاستمرار المدارس العربية في القدس في تثبيت الهوية الوطنية وليكن شعارنا التبرع للمدارس المقدسية لانقاذها من التهويد ، فلو تبرع كل طالب عربي بقرش واحد سوف نجمع الملايين ونعيد ايام التضامن العربي مع الجزائر التي نتغنى بثورتها المجيدة التي ضحت بمليون شهيد ووقفت الامة العربية من المحيط الى الخليج الى جانبها.

انشر المقال على: