الثلاثاء 14-05-2024

تقرير: أطماع صهيونية للسيطرة على المتحف الإسلامي داخل الأقصى

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

تقرير: أطماع صهيونية للسيطرة على المتحف الإسلامي داخل الأقصى

تجده في أكثر المواقع الحساسة على الإطلاق، حيث يقع في الرواق الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى المبارك وبجانبه باب المغاربة ومطل على ساحة حائط البراق "حارة الشرف "قبل أن تجرفها جرافات الاحتلال عند احتلال مدينة القدس عام 1967م ويحتوي بداخله على التراث العربي والإسلامي .. إنه المتحف الإسلامي داخل المسجد الأقصى.
وفال مدير المتحف الإسلامي أحمد طه في تصريحات صحفية: "أسس المتحف الإسلامي في 1923م حتى عام 1929م، لم يكن داخل المسجد الأقصى، بل كان في جوار المسجد الأقصى، عند باب الناظر أحد أبواب المسجد الأقصى حيث يعرف برباط المنصوري، ويعرف الآن بالجالية الإفريقية"، تم نقل المتحف من رباط المنصوري إلى داخل المسجد الأقصى نظراً لازدياد عدد سكان البلدة القديمة بحيث أصبح مكان للمعيشة والسكن ولرؤيتهم بمكانه الأفضل داخل المسجد الأقصى".
وأضاف: "انتقل المتحف من الرباط المنصوري إلى داخل المسجد الأقصى في الزاوية الجنوبية الغربية ضمن ثلاثة مباني أثرية قديمة، أولها: جامع المغاربة: يعود بناؤه للفترة المملوكية أما الواجهة الشرقية الغربية مع القبة منه تعود للفترة العثمانية، وجامع المغاربة كان مقصدا لمصلي حارة شريف "حارة المغاربة" ويمثل الآن القاعة الرئيسية للمتحف الإسلامي، أما المبنى الثاني فهو "جامع النساء" وهو الآن القاعة الجنوبية للمتحف الإسلامي، ويمتد من الزاوية الجنوبية الغربية ولمنتهى المسجد الأقصى، ويمتد لمكتبة الأقصى، وقد أعيد بناؤه في الفترة الأيوبية والصليبية، وكان مخزنا لسلاح فرسان المعبد، أو لحاكم السلطان.
أما المبنى الثالث والأخير والذي يلاصق جامع المغاربة من الغرب، فهو زاوية الخانقاة الفخرية، وهو مكان للصوفية والدراسة والعبادة وتدريس العلوم الدينية ضمن البناء، وملحق فيها عدة قاعات وغرف تقع من جامع النساء إلى سور المسجد الأقصى الغربي، ويعود بناؤها إلى الفترة المملوكية، وتتبع لها مئذنة، وحديقة للمتحف، وتستخدم اليوم كمكاتب لموظفي المتحف، حيث كان المصلون يأتون من حارة الشرف حارة المغاربة قبل 1967 -عندما عندما تم احتلال القدس للجامع- ويصلون داخله ويقيمون الإفطارات الجماعية في شهر رمضان الفضيل، والزاوية الفخرية يطلق عليها أيضا زاوية أبو السعود، حيث سكن فيها عائلة من عائلات أبو السعود فأطلق عليها هذا الاسم أيضاً.
وتابع مدير المتحف الإسلامي قائلا: "يحتوي المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى على العديد من التحف والقطع الأثرية، والتي جمعت إما من بقايا الترميمات التي أجريت للمسجد الأقصى عبر فترات زمنية عديدة، أو عن طريق هدايا وتبرعات من السلاطين المسلمين للمتحف الإسلامي أهمها مصاحف القرآن الكريم، وتعتبر من أهم المصاحف في العالم الإسلامي ويبلغ عددها 268 مصحفا، تعود لفترات مختلفة أقدمها الفترة العباسية، ومصحف بخط كوفي يعود للقرن (4 هـ - 10 م) ومصحف الحسن بن علي بن أبي طالب يعود للقرن الثالث الهجري، التاسع من الميلاد، ومصحف مملوكي للسلطان برسباي، ومعظم المصاحف هدايا من السلاطين على مر العصور والأزمنة، وعليها وقفيات إسلامية، ومصاحف مملوكية وعثمانية، مصحف أنور باشا، والسلطان سليمان القانوني، وجميعها كتبت بخط يدوي، قديمة أصلية، ويحتوي المتحف أيضاً على وثائق مملوكية، وتقدر بألف وثيقة مملوكية تتضمن أحوال الناس المدنية ومعاملاتهم اليومية من بيع وشراء وطلاق وزواج، وجدت قبل 50 سنة في صناديق داخل المسجد الأقصى".
وقال: "يحتوي المتحف على منسوجات مثل قطعة من القماش من كسوة الكعبة المشرفة، وألبسة نسائية ورجالية تعود للفترة العثمانية، منها لباس محمد الخليلي العثماني، ولباس نسائي لزوجة حاكم القدس، وبعضا من السجاد القديم، وقسما من الأخشاب في القسم الشمالي للمتحف، أخشاب تعود لفترة أموية، من أشجار الأرز والسرو، وعليها زخارف ومنقوشات بشكل بديع، تدل على عظمة الحضارة الأموية الإسلامية، منها بقايا من منبر نور الدين الزنكي "صلاح الدين الأيوبي"، والذي أحرق عام 1969، ومعادن أخرى من القطع النحاسية والمعدنية مثل الدرابزين الحديدي الذي يعود للفترة الصليبية وهو سياج حديدي كان يحيط بالصخرة الداخلية لقبة الصخرة المشرفة حتى تحمى من الاقتطاع، وأبواب مملوكية خشبية مغطاة بالنحاس من قبة الصخرة المشرفة، وبقايا من القبة المشرفة وسراميك وزخارف زجاجية، وأدوات هندسية قديمة من مزولة وإسطرلاب، ومباخر إسلامية مملوكية، مباخر عثمانية نحاسية وفضية، كانت تعلق بسلسلة معدنية في قبة الصخرة لتعطر الروائح في المسجد الأقصى.
ويحتوي المتحف كذلك على العملات والتي تبدأ من الفترة الأموية وحتى الفترة العثمانية ومنها دنانير ذهبية أردنية ودراهم عباسية، أما عن الأسلحة من الفترة العثمانية تتمثل في بنادق الدق والخناجر، ولباس لمحارب مسلم في الفترة العثمانية وجاهزيته للدفاع عنه، وسيف الحرب، ويحتوي على القاشاني وهو بلاط عثماني يعود للفترة 16-10 م وأجمل بلاط القاشاني حول قبة الصخرة في "سورة يس".
وأشار طه إلى أن المتحف الإسلامي تم ترميمه في عام 1998 حيث تم استبدال البلاط القديم ببلاط جديد، وعندما تم ترميم المتحف تم وضع ملابس شهداء مذبحة الأقصى في الصناديق، حيث منعت شرطة الاحتلال عرض صور الشهداء وملابسهم في خزانات داخل المتحف الإسلامي، وتعرض المتحف للعديد من المضايقات خلال فترة الترميمات؛ حيث تم منع إدخال مواد للترميم بكميات كبيرة، ويتم معاينتها وتحديد عدد المواد اللازمة للترميم، كما ويتم الإشراف من قبل الشرطة الصهيونية على العمل في الترميم، وأضاف طه، واقع المتحف الإسلامي كغيره من المباني الواقعة ضمن المسجد الأقصى يتعرض لكافة المضايقات والاقتحامات من قبل دولة الاحتلال.
من جانبه، أكد رئيس قسم المخطوطات والترميم في المسجد الأقصى رضوان عمرو على أن الاحتلال يطمع في الاستيلاء على الزاوية الجنوبية الغربية من المتحف الإسلامي ومكتبة الأقصى، حيث تعتبر من أكثر الزوايا حساسية لكونها مطلة على ساحة حائط البراق.
وأضاف "الاحتلال عندما جاء عام 1967 أزال جزءا من زاوية الخانقاة الفخرية، وأزال 16 غرفة من مبنى المتحف الإسلامي القائم الآن، كما أزالت جرافات الاحتلال مسجدا صغيرا كان يتبع لزاوية الخانقاة الفخرية".
ولفت الى أن "الاحتلال طرح عدة مخططات تهويدية في زاوية المتحف الإسلامي والمكتبة لتحويلها لكنيس يهودي يتم بناؤه على سطح الرواق الغربي بمحاذاة شمال المتحف الإسلامي حيث يبدأ من باب المغاربة وحتى باب السلسلة أما المخطط الآخر يستخدم الطابق الأرضي "التسوية" ككنيس يهودي للنساء أما الطابق الثاني فهو المطل على ساحات المسجد الأقصى وهو المتحف الإسلامي حيث يتم تحويل جزء منه كمركز لشرطة الاحتلال وتحويل زاوية الخانقاة الفخرية لكنيس يهودي للنساء والرجال ومركز متقدم لخدمة الزوار والسياح في منطقة مصلى النساء.
ولتسهيل عملية الصعود والخروج حيث لا تكون مزودجة من باب المغاربة, طرح الاحتلال فكرة مصعد من الطابق الأرضي من داخل قبة يوسف وهي تقع أمام المتحف الإسلامي, حيث تهدم القبة ويتم بناء المصعد مكانها.
كما وتعتقد دائرة الأوقاف الإسلامية أن الاحتلال قد استولى على تسوية "أرضية المتحف" وجرى تحويلها لكنيس يهودي وهي شبيهة بالمصلى المرواني لكن بحجم اصغر وتوجد بها أقواس وأروقة تحت المتحف الإسلامي".

انشر المقال على: